انتقادات بيئية للحظر الجزئي على سيارات الديزل في مدينة هامبورج
ارشيفية
تطبيق مصراوي
لرؤيــــه أصدق للأحــــداث
هامبورج (د ب ا)
أصبحت مدينة "هامبورج" أول مدينة في ألمانيا تطبق حظرا جزئيا على سير السيارات التي تعمل بمحركات ديزل (سولار) في شوارعها في إطار الجهود المثيرة للجدل لتحسين جودة الهواء في ألمانيا لكن الطبيعة المحدودة للحظر أثارت انتقادات المنظمات المحلية والبيئية في ألمانيا.
وقد بدأ حظر سير السيارات الديزل القديمة والشاحنات في شارع "ماكس براوير آليه" بطول 600 متر وشارع "شتريسمان شراسه " في ضاحية "ألتونا نورد" بطول 1.6 كيلومتر اعتبارا من الأربعاء الماضي.
وقد تم وضع علامات حظر السير والتحويلات المرورية في الأماكن المقررة خلال الأسابيع الماضية تمهيدا لبدء تطبيق الحظر.
ويشمل الحظر جميع سيارات الديزل التي لا تلبي معايير العوادم الأوروبية المعروفة باسم "يورو6".
وبحسب هيئة النقل الاتحادية في ألمانيا فإن أقل من ثلث سيارات الديزل المسجلة في مدينة هامبورج في بداية العام الحالي تلبي معايير انبعاثات العوادم "يورو6".
في الوقت نفسه،هناك مجموعة من الاستثناءات بالنسبة لأحد الشوارع الخاضعة للحظر، وهي سيارات الطوارئ وسكان الشارع وزوارهم وعربات توصيل الطلبات وسيارات الأجرة.
وأثارت محدودية الحظر الشديدة انتقادات منظمات البيئة التي وصفته بأنه مجرد تحسين شكلي.
وقال "أندرياس شيوير" وزير النقل للإذاعة العامة الألمانية "زد.دي.إف" إن هذه الحركة ليست سوى خطوة "رمزية" مضيفا أن سياسات الحكومة الاتحادية، مثل الدعم، كانت الأداة الأكثر فاعلية في تقليل تلوث الهواء في فضاء المناطق الحضرية في ألمانيا.
في المقابل نشرت منظمة السلام الأخضر "جرين بيس" المعنية بالدفاع عن البيئة والتي انتقدت ضيق نطاق الحظر، نشطاءها في هامبورح لكتابة شعار "هواء نظيف للجميع" على امتداد أحد الشوارع المحظور سير سيارات الديزل فيها.
وقال "نيكلاس شينيرل" المتحدث باسم "السلام الأخضر" إن قرار هامبورج بعدم السماح بالسيارات الديزل الملوثة للهواء بالسير في أي مكان، يمكن أن يكون إشارة بدء لتغيير طويل في سياسات النقل، كما حدث في مدن حديثة مثل كوبنهاجن وأمستردام منذ وقت طويل.
وطالب الناشط البيئي مدينة هامبورج باتخاذ المزيد من الخطوات لتحسين جودة الهواء، وليس فقط مجرد حظر سيارات الديزل في عدة مئات من الأمطار في مختلف أنحاء المدينة.
يذكر أن العديد من المدن الكبرى في ألمانيا تواجه ضغوطا متزايدة لتحسين جودة الهواء فيها، حيث تعتبر السيارات التي تعمل بوقود الديزل أحد الأهداف الرئيسية بالنسبة للسلطات الساعية إلى الحد من تلوث الهواء، نظرا لانبعاث عادم أكسيد النيتروجين السام من هذه السيارات.
كانت سمعة سيارات الديزل قد تضررت بشدة عندما اعترفت مجموعة "فولكسفاجن" الألمانية أكبر منتج سيارات في العالم في سبتمبر الماضي، باستخدام برنامج كمبيوتر معقد في هذه السيارات لتقليل كميات العوادم المنبعثة منها أثناء الاختبارات مقارنة بالكميات الحقيقية المنبعثة أثناء السير على الطرق في ظروف التشغيل الطبيعية.
ويتابع الألمان قرارات حظر سير سيارات الديزل المتوقعة منذ وقت طويل، نظرا للتداعيات المحتملة لها على صناعة السيارات في ألمانيا.
كانت المحكمة الدستورية في ألمانيا، قد أقرت في فبراير الماضي حق المدن في فرض حظر على سير سيارات الديزل في شوارع معينة بسبب تأثيرها الملوث للهواء.
واقترحت الحكومة الألمانية في فبراير الماضي تقديم خدمة نقل عام مجاني في أغلب المدن شديدة التلوث لحل المشكلة، لكن الاقتراح تعرقل بسبب رفض حكومات المدن التي لم ترغب في فقدان مصدر مهم لدخلها الذي يتمثل في إيرادات شبكات النقل العام التابعة لها.
وفي ألمانيا ذكرت إدارة النقل العام في هامبورج أنها تحقق عائدات تبلغ 830 مليون يورو (970 مليون دولار) سنويا من رسوم النقل العام.
اقرأ أيضًا:
فيديو قد يعجبك:
