لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تعرف على تجارب الدول للتغلب على "كابوس" التكدس المروري

03:55 م الأحد 04 فبراير 2018

أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - أيمن صبري:

يهرول العالم نحو المستقبل بخطوات واثقة، متكئًا على التكنولوجيا الحديثة التي باتت تطوي الزمن وتحقق ما كان في الماضي القريب مستحيلًا؛ إلا أن ضريبة التقدم التكنولوجي تظل كبيرة أيضًا.

ويعتبر التطور الهائل في صناعة السيارات مثال حي على ذلك، فبالرغم من الإيجابيات التي لا تعد، إلا أن التأثيرات السلبية على الكثير من الدول والمتمثلة في الأزمات المرورية الخانقة وتسريع وتيرة نضوب الموارد الطبيعية وارتفاع مستويات الغازات الدفيئة تبقى "كابوسًا مزعجًا" يؤرق العالم.

ويرتبط ارتفاع معدل سكان الكرة الأرضية بزيادة نسب السيارات التي تقتحم الشوارع والطرق، والصين الشعبية من أكبر المتضررين من هذا الارتباط، خاصة عاصمتها بكين التي يناهز عدد سكانها 20 مليون نسمة، وعدد السيارات في شوارعها أكثر من ثلاثة ملايين سيارة.

في عام 2015 شهد أحد الطرق الرئيسية الذي يربط كلًا من مكاو وهونج كونج بالعاصمة بكين أزمة مرورية هي الأسوأ في التاريخ البشري، حيث بقي نحو 750 مليون مواطن صيني بالطريق لمدة تقارب الأسبوع، وذلك وفقًا لوكالة الأنباء الصينية "شينخوا" بسبب تزامن عطلات اليوم الوطني للصين مع قرار الحكومة بتقليص حارات التفتيش بالطرق إلى 20 حارة فقط بدلًا من 50 حارة.

أما عام 2010 فكان شاهدًا على أزمة مرورية هي الأطول على مر التاريخ، وكانت شوارع الصين شاهدًا عليها كذلك، فقد استمر الشلل المروري بالشوارع لأكثر من تسعة أيام، وأصاب نحو 260 مليون مواطن صيني.

وتعددت مخططات ومحاولات الصين لتقليل تأثيرات التكدسات المرورية، آخرها البرنامج الذي أعلنت عنه بلدية بكين لتقديم حوافز مالية للمواطنين الذين يتخلون عن استخدام سياراتهم لأطول فترة ممكنة خلال الشهر، والاعتماد في تنقلاتهم على وسائل النقل العامة.

وكشف مكتب التبادلات البيئية في بكين أن الراغبين في الاشتراك عليهم التسجيل بحساب البرنامج عبر تطبيق "ويتشات" الصيني الشهير للتواصل الاجتماعي، لتلقي معدات تراقب حركة مركباتهم، ما يوجب دفع مبلغ مالي على شكل وديعة بقيمة 998 يواناً، إلا أن التسجيل سيكون مجانيا في حال قام السائق المعني بشراء تأمين من الشركة المعتمدة لمكتب التبادلات البيئية.

وسيحصل سائق السيارة على مبلغ 0.5 يوان إضافة إلى عشرين يواناً من الشركات الشريكة لمكتب التبادلات عن كل يوم لا يقود فيه سيارته.

"الـ(كوشمار) أزمة الجزائر"

GER

يكتوي سكان العاصمة الجزائرية الجزائر بشكل شبه يومي بـ"الكوشمار" أو الأزمات المرورية شبه اليومية، الأمر الذي دفع السلطات بحسب ما نشرت صحيفة الشروق الجزائرية إلى إبرام اتفاقية شراكة مع إسبانيا في محاولة للسيطرة على هذه الظاهرة.

وتتمثل الشراكة الجزائرية الإسبانية في تركيب أكثر من 500 إشارة ضوئية لتنظيم حركة أكثر من 6 ملايين سيارة والقضاء على مشاكلها، خاصة في ظل عدم تحقيق مخطط النقل الجماعي الخاص بالعاصمة جدواه.

وتفيد التقارير بأن متوسط الوقت الذي يستغرقه المواطن الجزائري ذهابًا وإيابًا من بيته إلى العمل وبالعكس قرابة ثلاث ساعات يوميًا.

"ترخيص السير يعادل ثمن السيارة"

SEN

أما سنغافورة التي لا يتجاوز سكانها 5.6 مليون نسمة وعدد السيارات بها 575.353 ألف سيارة، فقد اتخذت السلطات الحاكمة قرارًا في يناير الماضي بمنع منح تراخيص جديدة للسيارات، وذلك للحد من الأزمات المرورية التي يعاني منها السكان.

وبالرغم من قلة عدد السكان مقارنة بالدول المجاورة لها، إلا أن مساحة سنغافورة الصغيرة لا تتسع للمزيد من السيارات، وقد أعلنت الحكومة أنها لن تستخرج ترخيص لسيارة جديدة قبل اختفاء سيارة قديمة، كما أن أسعار التراخيص باتت باهظة جدًا ويتم المزايدة عليها، حيث تتخطى في بعض الأوقات سعر السيارة نفسها، فقد بلغ سعر الترخيص للسيارة الواحدة مؤخرًا 53 ألف و 700 دولار سنغافوري، أي ما يعادل نحو (720 ألف جنيه مصري).

"التوسع العمراني سلاح مصر"

Cairo

وفي الوقت الذي يرى فيه سكان المدن الرئيسية بمصر وخاصة القاهرة الكبرى والإسكندرية أن الشوارع تختنق بفعل السيارات المتكدسة، إلا أن دراسة أعدتها شركة "TOMTOM" الهولندية المتخصصة في إنتاج نظم الملاحة وخرائط المرور وأنظمة الأمكنة العالمي (جي بي إس) في أكثر من 50 دولة كشفت عن أن مصر ليست ضمن قائمة الدول العربية الأكثر ازدحامًا، لكن دراسة أخرى أعدها موقع "Buzznigeria.com" النيجيري، وضع القاهرة في المركز الثاني بقائمة المدن الأفريقية الأكثر تكدسًا.

وتكافح الدولة المصرية التكدسات السكانية وما ينتج عنها من اختناقات مرورية يإن منها الملايين بشكل مغاير عن الطرق التقليدية التي تم تطبيقها قبلًا ولم تحدث فرقًا ملموسًا، حيث تمضي الحكومة في إنشاء مدنًا جديدة وشق طرق في قلب الصحراء لتفتيت وخلخلة الكتلة السكانية المتركزة على ضفتي النيل، ذلك بالإضافة إلى سن قوانين لتكهين السيارات التي يتخطى عمرها 20 عامًا لتفادي الأعطال والانبعاثات بالطرق.

فيديو قد يعجبك: