لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هل ستصبح السيارة "نباتية" في المستقبل؟

11:54 ص الخميس 03 أغسطس 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

برلين - (د ب أ):

تشترك السيارات الفارهة في ميزة فخامة التجهيزات ورقي التصاميم، التي تبدو للعيان بمجرد ركوب السيارة؛ حيث تمتاز الموديلات الفاخرة بنفس الرائحة وتعتمد على نفس الخامة، ألا وهي: الجلود الطبيعية. ومع ذلك، تبحث شركات السيارات حاليا عن بدائل للجلود الطبيعية في إطار الحفاظ على الموارد البيئية وحقوق الحيوان. وهنا يتبادر إلى الذهن السؤال التالي: هل ستصبح السيارة "نباتية" في المستقبل؟

وأوضح مارك ليشته، مدير التصميم بشركة أودي الألمانية، قائلا: "تشير الجلود الطبيعية إلى الرفاهية والفخامة منذ بداية إنتاج السيارات ومنذ أكثر من 120 عاما في إنتاج السيارات". وكلما زادت فخامة السيارة، زاد الاعتماد على الجلود الطبيعية بها، وهو ما يظهر بوضوح في سيارة رولز رويس Phantom، التي يحتاج تجهيزها إلى جلود ما يقرب من 10 أبقار.

ولكن في الوقت الراهن بدأت تصورات القيم تتغير بسرعة، وأصبح العملاء أكثر وعيا أثناء الشراء، كما أن شركات السيارات تسعى حاليا لتقديم صورة جديدة، وهو ما دفع المصممين إلى البحث عن مفهوم جديد للفخامة والرقي. وأضاف مارك ليشته قائلا: "نريد أن يصاحب تغير القيم الاعتماد على مواد جديدة في إنتاج السيارات".

ألياف الخيزران

وأضاف الخبير الألماني أن سيارة أودي E-Tron الاختبارية، والتي تم كشف النقاب عنها لأول مرة قبل بضعة شهور، تشتمل على مساحات واسعة من الطلاء، ولأول مرة لا تعتمد شركة أودي على الجلود الطبيعية في إنتاج سيارة اختبارية. وأوضح مارك ليشته قائلا: "نقوم في هذه السيارة بتجريب خامات عالية الجودة مصنوعة من ألياف الخيزران، والتي تتناسب مع المتطلبات البيئية للسيارات الكهربائية، ولديها فرص جيدة لدخول مرحلة الإنتاج القياسي.

ويتحدث جيري ماكجفرن، مدير قسم التصميم بشركة لاند روفر، أيضا عن بداية عصر جديد، مشيرا إلى أن هذا الاتجاه يظهر بوضوح في التجهيزات الداخلية بسيارة رينج روفر Velar الجديدة، وأضاف قائلا: "لدينا زميلة في قسم Color & Trim تعتمد على الأطعمة النباتية في حياتها، وأثارت حماستنا بسؤالها، لماذا تظل الجلود الطبيعية هي الخيار الأول عند الرغبة في تصميم مقصورة السيارة".

وعلى الرغم من جرأة الشركة البريطانية، إلا أن ذلك لا يعني التخلي تماما عن الجلود الطبيعية، حتى لا يتسبب ذلك في انصراف العملاء، ولكن يتوافر لأول مرة فرش قماشي لسيارة رينج روفر، والتي يتم تسويقها لهيبتها وفخامتها.

وأشار مارك ليشته إلى أن المصممين يكافحون ضد تصورات القيم القديمة؛ حيث ظلت الجلود الطبيعية مرادفا للفخامة والرقي، وبغض النظر عن مدى جودة الفرش القماشي فإنه سيظل خامة أرخص في نظر العملاء.

وقد تعاونت شركات السيارات مع شركاء جدد من أجل تغيير الصورة النمطية عن الفخامة والرقي المرتبطة بالتجهيزات الجلدية دائما، فعلي سبيل المثال تعاونت شركة لاند روفر مع مصمم الأثاث الدنماركي كفادرات لتطوير فرش قماشي خاص بسيارة الأراضي الوعرة رينج روفر Velar، وأضاف جيري ماكجفرن قائلا: "من خلال التعاون مع أسماء مرموقة يمكن لشركة كفادرات أن تعادل السمعة، التي تفتقر إليها الخامة الجديدة، وأشار جيري ماكجفرن إلى أن أسعار سيارة رينج روفر Velar المزودة بتجهيزات كفادرات تماثل الموديلات المزودة بالفرش الجلدي الفاخر.

تسلا تحمل لواء التجديد

وبينما تسعى بعض شركات السيارات إلى دفع العملاء ببطء إلى إعادة التفكير في تصورات القيم القديمة، قامت شركة تسلا بإجراءات سريعة لتحمل لواء التجديد؛ نظرا لتلقي مدير الشركة إيلون موسك عريضة من منظمة حماية الحيوان PETA، تطالبه فيها بعدم استعمال الجلود في سيارته الكهربائية، كرد فعل على تقديم السيارة Model X، وقد تم توقيع هذه العريضة من قبل عشرات الآلاف، ولذلك قام إيلون موسك بحظر استعمال الجلود في موديل واحد على الأقل؛ حيث تم تجهيز المقاعد بالفرش القماشي مع استعمال الجلود الصناعية في تكسية المقود وألواح الأبواب.

وقد لاحظ البروفيسور لوتز فوجنير، من كلية التصميم بمدينة بفورتسهايم الألمانية، الاتجاه نحو تشكيلة الخامات المستدامة في مقصورة السيارة، والبحث عن بدائل الجلود خصوصا، ولكنه أشار إلى أن مصطلح "السيارة النباتية" لا يزال بعيد المنال، وعندما تعلن شركات السيارات عن تطوير سيارة نباتية فإنها تهدف في واقع الأمر إلى الاستفادة من الاتجاه الحالي والترويج لسياراتها بكلمة رنانة.

ولا يحظى هذا الاتجاه بحضور قوي حاليا لدى الشركات التقليدية على الأقل، وأضافت زيلكه كوجلر، المتحدثة باسم شركة مرسيدس بنز، قائلة: "نقوم بطرح سياراتنا في جميع أنحاء العالم وفي جميع قطاعات السيارات، وبالتالي لا يمكننا تغيير التجهيزات الداخلية بحيث تصبح خالية من الجلود الطبيعية"، ومع انخفاض الطلب على مثل هذه الموديلات فإنه يتم إنتاجها حسب المتطلبات الفردية.

فيديو قد يعجبك: