سائقي السعودية يتهربون من ساهر عن طريق جوجل

            أنها الوسيلة الوحيدة التي لجأ اليها سائقو سيارات الأجرة بمكة المكرمة لتفادي الوقوع في مخالفات «ساهر» سوى استخدام التقنية، وتحديدا الاستعانة بخرائط «جوجل» وبرامج أخرى كثيرة مماثلة لتحديد النقاط الساخنة، خصوصاً في مواسم العمرة والحج، وذلك بهدف تجنبها وإيصال ركابهم في أسرع وقت ودون تكبد مبالغ مالية جراء المخالفات المرورية التي يسجلها «ساهر» الكترونيا عبر كاميراته. هذه التقنية لم تكن الوحيدة في استخداماتهم بل تجاوزتها في أن أحد طلاب جامعة أم القرى، ويعمل بسيارته الأجرة، أنهكه رصد كاميرات ساهر التي تحصي ما يجنيه من مشاوير صغيرة، حيث حمل برنامجا على جهاز هاتفه النقال ينبهه بمواقع ونقاط ساهر، لتخفيف سرعة مركبته.

ويروي الطالب فارس السلمي وهو في العقد الثاني من عمره تجربته بقوله «وجدت حلا يقيني من فلاشات نظام ساهر المروري المطبق على الطرق داخل وخارج مكة المكرمة، وذلك عبر استخدام بعض البرامج المجانية أو مدفوعة الثمن في متجر الهاتف المحمول، والذي يرصد وجود كاميرات «ساهر» على الطريق قبل 400 متر من الوصول إليها».

وأضاف «صدفة وأثناء قيادة سيارة الأجرة الخاصة بي وبعد لقطة من فلاش ساهر، أفاقتني وجعلتني أفكر كيف أتخلص من فواتير ساهر المرهقة ماديا، حيث إني طالب جامعي، وليس لدي دخل سوى المكافأة التي لا تفي بتسديد تلك المخالفات، وبعد البحث في قوقل وجدت تلك البرامج من مواقع أجنبية وعربية، وبالفعل عمدت لتحميل البرامج، وقمت بجولة للتأكد من فاعليتها وقدرتها على تحديد كاميرات ساهر ،وتختلف البرامج بعضها عن بعض، والغالبية يتم تشغيلها بواسطة Gps ولكن تختلف في جودة الإشارة لديها وبعد التجربة فضلت برنامجا ميزته أنه يكتشف كاميرات ساهر الثابتة والمتنقلة.

وأضاف «أصبح بإمكاني أن أنجو من مصيدة «ساهر» بكل بساطة إذ إن البرنامج يستطيع الكشف عن أي كاميرا للنظام قبل الوصول إليها بـ350 إلى 400 متر تقريبا». وأثار هذا الجهاز استحسان أصدقاء وأقرباء الشاب فارس، مما دعاهم إلى انتهاج أسلوبه، وتحميل البرنامج الذي يشتغل بنظامين مع الأندرويد ونظام آي او إس (ابل) ولقي استحسانهم، إذ يمنحهم النجاة من مصيدة «ساهر». وأوضح الطالب السلمي أن من مميزات البرنامج الإضافية التنبيه والتحذير من مناطق الإنشاءات والطرق الخطرة، والمغلقة والمنحنيات الخطيرة، ووجود مجمعات مدارس والطرق المكتظة بالسكان.

من جانبه قال الناطق الإعلامي لمرور العاصمة المقدسة، النقيب علي الزهراني»لدينا تحديث مستمر ومتابعة لحالات التلاعب التي يسعى لها المخالفون، ومما لا شك فيه أن التقنية تتقدم يوما بعد يوم، من خلال العديد من البرامج والأجهزة للتحايل على نظام «ساهر» لكن في المقابل لدينا متابعة دورية لتوفير ما يكفل تعطيل هذه الأجهزة والبرامج أو الحد من تأثيرها تماماً». وعن بعض الطرق الأخرى مثل تغطية جوانب من لوحة السيارة، أكد الزهراني أن جميع الوسائل التي تنتشر في الانترنت، وفي أوساط الشباب والمراهقين بحجة أنها تحد من قدرات «ساهر» غير قادرة على ذلك. ويرصد نظام «ساهر» المخالفات المرورية، بهدف التقليل من حوادث السير، ومحاولة إلزام السائقين بالقانون، كما أعلنت إدارة مرور العاصمة المقدسة في فعاليات أسبوع المرور أن نسبة الحوادث انخفضت عن العام الماضي 4 %، وأرجعت ذلك الانخفاض إلى تطبيق نظام ساهر للحد من المخالفات والسرعة غير النظامية في طرقات مكة المكرمة.