سيارة تفحص السائق .. أنظمة مساعدة جديدة تختبر القدرة على القيادة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
حتى وقت قريب كان يتعين على السائق فحص حالة السيارة للتأكد من صلاحيتها للقيادة قبل الانطلاق بها، كأن يقوم مثلاً بفحص مستوى الزيت وضغط هواء الإطارات ومستوى خزان الوقود. غير أنه في إطار مواجهة أعداد الحوادث والمصابين المتزايدة يحاول صناع السيارات أن يعكسوا الآية شيئاً فشيئاً ويجعلوا السيارة هي التي تقوم بفحص السائق.
ونظراً لأن العنصر البشري يمثل أكبر مصادر الأخطاء في الحركة المرورية، تطرح شركات السيارات في الأسواق يوماً بعد يوم أنظمة مساعدة تتمثل مهمتها في مراقبة السائق ووضعه تحت الملاحظة. فإذا كان قائد السيارة مخموراً، فلن تسمح له السيارة بالانطلاق بها من الأساس. ومن يحل عليه التعب والإرهاق أثناء القيادة، ينبهه نظام إلكتروني إلى ضرورة أخذ قسط من الراحة. ومن يصاب بنوبة مرض خطيرة أثناء القيادة، يتولى نظام إلكتروني مهمة قيادة السيارة وصفها للانتظار بأمان تام، في حين يُجري كمبيوتر السيارة اتصالاً بطبيب الطوارىء.
وعلى الرغم من أن مثل هذه التقنيات المتطورة تبدو مبالغ فيها للغاية، إلا أنها لا تأتي من فراغ؛ حيث يقول هانز جورج مارميت، عضو هيئة خبراء الفحص الفني للمركبات KÜS بمدينة لوسهايم جنوب غرب ألمانيا :"معظم الحوادث المرورية تقع بسبب التصرف البشري الخاطىء، سواء كان ناجماً عن احتساء الكحوليات أو التعب أو السرعة الزائدة".
ولتفادي مثل هذه المخاطر يلجأ صناع السيارات إلى كل السُبل المتاحة. وفي هذا الإطار قامت شركتا فولفو وساب السويديتان بتطوير نظام مُخصص لسيارات الشركات وسيارات الأسطول في المقام الأول يحول دون الانطلاق بالسيارة إذا كان السائق مخموراً، حيث تشتمل السيارة على جهاز اختبار مزود بأنبوب صغير يتعين على قائد السيارة أن يتنفس فيه. وإذا رصد الجهاز كحولاً في الهواء الذي تنفسه السائق، فإنه لا يسمح له بإدارة المحرك والانطلاق بالسيارة. وأوضحت شركة ساب أن استخدام مثل هذه الأنظمة ليس إلزامياً، غير أن شركات التأمين تكافىء في الغالب قائدي السيارات الذين يستخدمونها.
وتُعد الغفوة لبرهة قصيرة أثناء القيادة من ضمن المخاطر التي سعى المطورون إلى تلافيها، حيث يقول يورغ بروير، المطور بشركة مرسيدس – بنز بمدينة شتوتغارت جنوبي ألمانيا، إنه لوحظ مؤخراً أن الإرهاق كان سبباً رئيسياً في كثير من الحوادث المرورية المميتة. لذا قامت مرسيدس بتزويد سياراتها من الفئتين E و S بنظام يحمل اسم «Attention Assist» ، تتمثل وظيفته في مراقبة مدى يقظة السائق أثناء القيادة، على سبيل المثال من خلال حركات توجيهه لعجلة القيادة. فمن يوجه عجلة القيادة بحركات قصيرة وعنيفة ومفاجئة في كثير من الأحيان، فإنه يكون من الممكن – من واقع خبرة مطوري مرسيدس - أن تغفو عيناه قريباً.
وكي يتمكن السائق من التوجه إلى أحد أماكن انتظار السيارات قبل أن يقع المحظور ويغفو أثناء القيادة، يقوم النظام الإلكتروني بإظهار رمز فنجان قهوة للسائق في لوحة أجهزة القياس والبيان. وعن سبب اختيار هذا الرمز تحديداً يقول بروير :"هذه إشارة لا يمكن أن يحدث لبس في فهمها، وظهور هذا الرمز يعني أنه حان الوقت لأخذ قسط من الراحة".
وأوضح دانيل ليفون، مدير مشروع نظام «Driver Alert» الذي قامت شركة فولفو بتطويره، أن هذا الرمز يظهر أيضاً في قُمرة القيادة بموديلات فولفو مثل الموديل الجديد S60 والطراز الفاخر S80 والموديل الكومبي V70. وإلى جانب المستشعرات تعول الشركة السويدية في هذا النظام أيضاً على الكاميرات، وهو نفس الحذو الذي تحذوه تقريباً شركة ليكزس اليابانية لصناعة السيارة الفاخرة. وأضاف ليفون أن الكاميرات تتولى مهمة مراقبة اتجاه نظر السائق ووضعية رأسه ومدى يقظته.
وقد وجد مطورو السيارات حلاً أيضاً لمواجهة طيش قائدي السيارات من الشباب، على الأقل في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تقدم فورد لعملائها – حسب البيانات الصادرة عن مقرها بمدينة ديربورن – مع بعض الموديلات نظام «My Key». ويقوم مفتاح الإشعال هذا، الذي ينبغي أن يعطيه الآباء لأبنائهم حينما يسمحون لهم بقيادة السيارة، بتبادل البيانات مع إلكترونيات السيارة ومن ثم يكون له تأثير على الوظائف الرئيسية بالسيارة؛ فعلى سبيل المثال يمكن بواسطته وضع حد لشدة صوت مشغل الموسيقى وكذلك تحديد السرعة القصوى للسيارة. وبالإضافة إلى ذلك يستطيع الآباء القلقين على أبنائهم عند قيادة السيارة برمجة نغمات تحذيرية لا تكل ولا تمل عن تحذير قائد السيارة إذا ما تخطى حدود السرعة المعمول بها أو إذا لم يتم ربط أحزمة الأمان.
ولم يقتصر اهتمام مطوري السيارات على فئة الشباب فحسب، بل امتد أيضاً ليشمل كبار السن، إيماناً منهم بضرورة أن تراعي التقنيات الحديثة المخاطر الصحية المرتبطة بالتقدم في العمر. ومن هذا المنطلق تتعاون شركة بي إم دبليو – وفقا للمتحدثة الإعلامية باسم الشركة كاتارينا سينغر - مع شركة سيمنس والمستشفى الجامعي «شاريتيه» بالعاصمة الألمانية برلين، لتطوير نظام مساعدة مخصص لحالات الطوارىء الطبية.
وعن وظيفة هذا النظام تقول سينغر :"يقوم نظام المساعدة عند الطوارىء بمراقبة الحالة الصحية لقائد السيارة. فإذا تعرف النظام على مرور السائق بحالة من الضغف والوهن، فإنه ينقل السيارة إلى وضع قيادة أوتوماتيكي مخصص لحالات الطوارىء؛ حيث تقلل السيارة من سرعتها وتغير حارة السير ببراعة وتقوم بتشغيل مجموعة أضواء التحذير الوماضة حتى تتوقف بسلام على الجانب الأيمن من الطريق". وبعد ذلك لا يُترك قائد السيارة يواجه مصيره المحتوم؛ حيث تقول المتحدثة باسم شركة بي إم دبليو :"قبل أن تتوقف السيارة، تقوم خدمة الاتصالات الخاصة بنا والتي تحمل اسم ConnectedDrive بإجراء اتصال هاتفي بطبيب الطوارىء".
فيديو قد يعجبك: