لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"المسرح المصري 2022".. عروض تجوب المحافظات وإشادة بتجربة خالد جلال

08:01 ص الأربعاء 11 يناير 2023

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- مارسيل نظمي:

تطورات عديدة شهدها المسرح المصري في عام 2022، نصوص مسرحية عالمية وصلت حتى قرى الصعيد، قاعات ترفع لافتة "كامل العدد"، آباء وأمهات يقضون بصحبة أبنائهم يوم ترفيهي وتعليمي في آن واحد بحجز مكانهم في قاعات المسرح.. مياه راكدة تتحرك، ودماء جديدة يضخها أبطال العروض في عروق "أبو الفنون" بعد فترة سكون كانت واضحة للجميع.

هذا التطور الذي شهده المسرح مؤخراً لم يخلو من الإخفاقات الجديرة بالوقوف أمامها والتعلم منها أيضًا مثل نجاحاته. وبين الإشادة والنقد، يظل المسرح حلم جميل، يأمل عشاقه أن يعود لمكانته منافساً قوياً مع فنون السينما والدراما التلفزيونية.

عروض تجوب المحافظات

البيت الفني للمسرح، قدم حصاداً بالعروض المسرحية التي تخطت العام الماضي، 1000 ليلة عرض، وحضرها 75 ألف مشاهد بين مسارح القاهرة والإسكندرية، بينما تخطى جمهور المحافظات الـ100 ألف خلال عروض المواجهة والتجوال.

انطلاقة الموجة الثانية للعروض الموجهة والتجوال، كانت بدأت أولى خطواتها في أغسطس 2021، ثم وصلت في 2022 إلى 30 ليلة عرض في 4 محافظات بعرضي: "أمر تكليف، ومحطة مصر".

ويلفت التقرير الصادر عن البيت الفني للمسرح إلى الانطلاقة الثالثة لمشروع المواجهة والتجوال - وهو المشروع الذي تنظمه فرقة مسرح المواجهة والتجوال بالبيت الفني للمسرح-، تضم 7 عروض مسرحية تقدم عروضها لـ 203 قرى في 18 محافظة، منهم 26 قرية من قرى مشروع حياة كريمة، وذلك بالتعاون مع إدارة البرامج الثقافية بوزارة الشباب والرياضة، وزارة التنمية المحلية، وزارة الداخلية، والهيئة العامة لقصور الثقافة بوزارة الثقافة، بالإضافة إلى المجتمع المدني.

متعة التفاعل مع الجمهور

الناقدة المسرحية هند سلامة، تقول إن أهمية المسرح تعود إلى متعته المتمثلة في حضور الجمهور العرض ومشاهدة النجوم "لايف"، وهي متعة لا تعوضها أي وسيلة تكنولوجية أخرى تحيل دون ذلك، حتى الممثل يشعر بنفس متعة الجمهور من خلال التعامل مع الآني معه.

وتوضح لـ"مصراوي" أن عام 2022 ازدهر فيه المسرح بالقطاع الخاص، والمستقل، ومسرح الجامعة، وكانت لدى كل منهم بدايات مبشرة لا تزال تكمل معنا في 2023، مضيفة: "نجحت العديد من العروض المهمة مثل: عيلة اتعملها بلوك، كازينو بديعة، شابلن.. كما شاهدنا حراك نجوم كبار، وجمهور لديه إقبال على الحجز بالمسرح".

وتشير "سلامة" إلى عودة نجومية المؤلف المسرحي من الشباب في 2022 ، مثل مسرحية "نجوم كيوبيد"، كتبها الفنان عبد الله الشاعر، تقول: "رغم وجود العرض في "مسرح الشباب" وهي قاعة صغيرة جدا بمسرح السلام، لكن رأينا إقبالا شديدا من الجمهور حتى تم مد العرض أكثر من مرة".

كثافة تفتقر إلى الهوية

على النقيض، يرى الناقد، أحمد عبد الرازق أبو العلا، أن عروض البيت الفني للمسرح تفتقر إلى التنوع ووجود نص المؤلف المصري المعتمد على الهوية المصرية، يقول لـ"مصراوي": "البروباجندا كانت ع الفاضي لأننا لازلنا نعيد العروض العالمية دون تأليف جديد".

ويشير هنا، إلى أن اختفاء المؤلف المسرحي كان سمة ٢٠٢٢ مثل عروض ليلة القتلة، الحب في زمن الكوليرا، هاملت بالمقلوب، الكترا، أفراح القبة، يقول: " حتى في المسرح الخاص رأينا نفس الظاهرة أخرها عرض سيدتي الجميلة، هو نص قديم أعيد تقديمه.

يضيف "أبو العلا" أن معظم العروض اعتمدت على المخرج رغم وجود نصوص "حبيسة الأدراج" منها نص لمحمد فاضل وأبو المنعم السلاموني، "كأننا نوفر النفقات الخاصة بالمؤلف المسرحي، ومن ثم نستعين بالمخرجين، وهذا يضعف المسرح لا يرفعه، بل يجعله غريبا مبتعدا عن الهوية المصرية"- كما يقول.

ويرى أبو العلا أن هناك غائباً آخر عن الحركة المسرحية، وهو الناقد المسرحي المتخصص، وليس الفني بوجه عام أو المحرر الصحفي،

لكن سمة ظاهرة غياب أخرى في صالح المسرح، وهي غياب الكبار أو نجوم الصف الأول، يقول: "هذا يسير في صالح الفنانين الشباب، ليبرز المسرح مواهب جديدة تحجز مكانها بين الجمهور".

خالد جلال.. المخرج المعلم

يشيد الناقد أبو العلا بتجربة المخرج خالد جلال، التي لمعت منذ قرابة الـ 15 عاماً، وأكملها في ٢٠٢٢، ويعتبرها امتداداً لمخرجين كبار كانوا يوجهون الممثل في كل شيء، بنقل خبراتهم الفنية في الحركة على المسرح والأداء والتعبير كأنه أكاديمية فنون متكاملة.

موضوعات عصرية

يقف الكاتب والناقد محمد علام، أمام إنتاج البيت الفني للمسرح، الذي يعتبره الأضخم والأهم في ٢٠٢٢، وعلى خلاف مع "أبو العلا" يرى أن تمصير العروض العالمية وإعادة تقديمها يأتي لصالح الفن وترقية الذائقة الجماهيرية.

يقول لـ "مصراوي": "العروض التي تم تقديمها تناولت موضوعات في غاية الأهمية، وتمس الأسر المصرية بعصريتها وتشابكاتها، إذ تنوعت بين تعقيد العلاقات، والتحديات التكنولوجية، وإشكالية ضمير الإنسان، وكلها تحمل رسائل كان الجمهور متعطشاً لها.

ويشيد "علام" بتجربة "نادي المسرح التجريبي"، الذي جاب المحافظات، ونجح في ضم العروض المهملة والممثلين الشباب من القرى تحت منصة "مهرجان المسرح التجريبي"، الذي يشارك في تنظيمه فنانين كبار، ويكون فرصة جيدة للتعارف على أعمال ممثلين مسرح في مصر وخارجها.

يقول: "لكن ما ينقصه هو ضم المسرح التجريبي لمهرجانات عالمية مهتمة بهذا النوع من الأعمال".

أما عن تجربة المسرح المدرسي، يرى علام أنها "مظلومة"، وتحتاج إلى المزيد من الدعاية وإلقاء الضوء عليها، والخروج بعيداً عن مركزية القاهرة الإسكندرية، للكشف عن المواهب في جميع المحافظات.

يحلم النقاد الثلاثة: هند سلامة، وأحمد عبد الرازق أبو العلا، ومحمد علام، استكمال مسيرة نجاحات المسرح خلال 2023، وتخطي الإشكاليات التي تحسر العروض في مركزية محافظتي القاهرة والإسكندرية رغم المحاولات للخروج منهما، وأخيراً أن يكون المهرجان القومي للمسرح محفلاً فنياً يتم تنظيمه في المحافظات بالتوازي مع إقامته بالقاهرة.

فيديو قد يعجبك: