سمير صبري: لست عندليبًا وغيرة حليم على سعاد حسني كانت شديدة وهذا رأيي بوفاتها (آخر حوار لمصراوي)

حوار- منى الموجي:

60 عاما من النجاح لم تخل من الإخفاقات التي لم يجعلها تؤثر على مشواره الفني، أرشيف متحرك وذاكرة حديدية امتاز بها عن أبناء جيله، ربما لكونه أحد أبناء ماسبيرو المخلصين الذين أحبوا العمل الإعلامي وأخلص له حتى أنفاسه الأخيرة، هو محفوظ عجب في "دموع صاحبة الجلالة" وحسن أبو علي بـ"جحيم تحت الماء"، وفايز الناجي في "التوت والنبوت"، الفنان سمير صبري الذي رحل عن عالمنا الجمعة 20 مايو عن عمر يناهز 85 عاما.

"مصراوي" كان له حوارًا أجراه قبل عدة أشهر مع النجم الراحل، ونشر منه أكثر من تصريح قبل وفاته، وننشر اليوم الحوار كاملا لأول مرة..

قدمت أكثر من 20 فيلمًا كمنتج نجحت نجاحا كبيرًا.. لماذا توقفت عن الإنتاج؟

كنت أتعاون مع شركات حكومية وبعد توقفها توقفت عن الإنتاج، لأنها كانت بالنسبة لي ضمان لعرض الأفلام وتوزيعها في العالم كله، كما كنت أضمن الحصول على أموالي، إلى جانب أن صحتي لن تساعدني تحمل مشاق العمل كمنتج، واكتفيت بما قدمت خاصة وأنني أحببته، وقدمت كل الأدوار التي يحلم بها أي ممثل.

واجهت الكثير من التحديات في مشوارك الفني.. كيف كنت تتعامل معها؟

حرصت على أن أتحدى الصعوبات وأتغلب عليها، وهذا ما تعلمته من العظماء الذين تعاونت معهم، وكنت مؤمنا طوال الوقت أن ليس هناك شيء يمكن أن نقول عليه صعوبات أو عقبات تقف في طريق أي إنسان، من يضربك بـ"طوبة" لا تنحني لالتقاطها أتركه يقوم بجمع الحجارة واستمر في طريقك وفي النهاية أن تتغلب على أي صعوبات هنا ستكمن سعادتك.

وما هو الفيلم الذي تعتز بوجوده في مسيرتك وتعتبره عنوانا لها؟

أعتز بالكثير من الأفلام التي قدمتها، منها "دموع صاحبة الجلالة" وشخصية محفوظ عجب، وكذلك أحب فيلم "جحيم تحت الماء" أول فيلم يتم تصويره تحت الماء، وأول فيلم بطولة أقدمه مع عادل إمام "البحث عن فضيحة"، وفيلم "حب وكبرياء" وكل أعمالي مع نجلاء فتحي، و"بالوالدين إحسانا" من أحب الأفلام التي قدمتها مع الفنان الكبير فريد شوقي، الذي عملت معه حوالي 15 فيلما منها فيلم أعتز به أيضا وهو "منزل العائلة المسمومة".

ما الذي دفعك لكتابة مذكراتك "حكايات العمر كله"؟

لا أحب أن أطلق عليها مذكرات، هي ذكرياتي مع نجوم وأشخاص لديهم معزة خاصة في قلبي، جمعتنا المواقف وأردت أن أشاركها مع الجمهور، والجيل الجديد من حقه أن يعرف بها. كما أن الكتاب لا يضم الكثير من المواقف الشخصية، هناك تماس مع حياتي الشخصية لكنها ليست الأساس.

ترى أن عبدالحليم حافظ ومحمد عبدالوهاب كانا يتمتعان بذكاء فني كبير ساهم في نجاحهما.. مَن مِن الجيل الحالي يتمتع بنفس الذكاء في رأيك؟

الجيل الحالي كلهم على مستوى عال من التعليم والثقافة، والدليل انهم استمروا في التواجد على الساحة لسنوات وفي نفس المكانة.

على ذكر حليم وعبدالوهاب.. كيف ترى مسيرتك كمغني؟

لسنوات طويلة في مشواري الفني كنت مؤديا للأغاني في الأعمال السينمائية، وكلها ذات طابع له علاقة بالتفاؤل، مثل "حلوة الدنيا سكر، إضحك يا أبو علي، ومحتار أنا ويا البنات"، ولم أقل يوما إنني عندليبا، لكن صوتي لم يكن منفرا وأغني بشكل سليم، لأني كنت دارس موسيقى، مثل سعاد حسني لها أغاني تفاؤلية كلها مرح، حتى عندما غنت من كلمات صلاح جاهين أغنية وطنية الجمهور تقبلها بصوت سعاد لأنه حلو على الأذن.

كنت قريبا من حليم وسعاد حسني.. هل تزوجا؟

لم أر يوما قسيمة زواج لسعاد وحليم، ولم يسكنا في منزل واحد، لكن أعرف أن كان بينهما قصة حب رهيبة وغيرة شديدة منه عليها، أنا رأيت بعيني مثلا وثيقة زواج الموسيقار محمود الشريف و"كوكب الشرق" أم كلثوم، أثناء تسجيلي لقاء مع ابنته، وقالت لي أنه أجبر على تطليقها بعد أسبوع أو 10 أيام من الزواج، وتعلمت من أساتذتي جلال معوض وآمال فهمي أن اكون صادقا، لذلك لا يمكنني قول إن سعاد وحليم تزوجا.

كما أن في رأيي عبدالحليم كان أذكى وأخبث من أن يجلس وسط ناس، ويقول علاقتي بـ فلانة عذبتني، لا يمكن أن يقول هذا الأمر، كما قلت مرارا كان يتمتع بذكاء ليس له مثيل.

بعد سنوات من برنامجك "لغز رحيل السندريلا".. ما هو رأيك الأخير في مسألة وفاة سعاد حسني "قُتلت أم انتحرت"؟

بداية لم يلزمني أحدًا بتقديم حلقات "لغز رحيل السندريلا" قمت بالأمر من نفسي حبا في سعاد، وكنت أقول إنني أتحقق ولا أحقق، عرضت الموضوع وكعادتي أردت أن يفكر الناس لا أن أفكر لهم، إعلام سمير صبري يجعلك تفكرين.

أنا شخصيا ليس لدي فكرة عن الأمر، ولكن أستبعد الكلام الكثير الذي يُقال، ولا أعرف إذا كانت انتحرت أم لا، ولكن ما أعرفه أن تقرير الطبيب الشرعي قال "مفيش كسر واحد في جسمها، خبطة على الرأس وكدمات"، هل يُعقل أن امرأة عمرها 58 عاما يُلقى بها أو تنتحر من شرفة الدور السادس دون كسر واحد في إصبعها.

من نجوم الزمن الجميل.. من الذي أثر فيك ولا يمكن أن تنساه؟

كثيرون، بينهم: فريد شوقي ورشدي أباظة وفؤاد المهندس من الشخصيات الذين لا يمكن أن أنساهم وأثروا عليّ.

هل توافق على تقديم سيرتك في عمل فني؟

من بين الأعمال التي قدمت سير الفنانين كان أفضلهم مسلسل أسمهان، لأن حياتها مادة خصبة لذلك، وأنا لا أرفض الفكرة ولكن يجب أن تكون بعد دراسة.