أسطورة الفن الجميل الذي أتُهم بالبخل وأبعد أبناءه عن الفن.. حكايات في حياة عبدالمنعم مدبولي

كتبت- ياسمين الشرقاوي:

تمر اليوم الموافق 9 يوليو، ذكرى رحيل الفنان القدير عبدالمنعم مدبولي، الذي يُعد واحدًا من أهم الفنانين المبدعين، الذين تميزوا بكاريزما خاصة أوقعت الملايين في حبه، فضلًا عن إتقانه تجسيد جميع الأدوار والشخصيات درامية كانت أو كوميدية أو حتى تراجيدية، وما زالت أعماله خالدة في أذهان الجماهير واحدًا من نجوم الفن الجميل الذين لا يتكررون.

ويستعرض "مصراوي"، معلومات وحكايات عن الفنان الراحل:

- ولد عبدالمنعم مدبولي بحي باب الشعرية، في الـ28 من ديسمبر عام 1921.

- ظهرت موهبته الفنية منذ المرحلة الابتدائية، وتم ترشيحه ليقود الفرقة المسرحية بالمدرسة.

- تخرج في كلية الفنون التطبيقية فحسب، وعمل بها مدرسًا في قسم النحت حتى منتصف السبعينيات.

- في عام 1952، شارك في أول عرض مسرحي له مع فرقة المسرح المصري مع زكي طليمات.

- بعدها أسس فرقة تحمل اسم المسرح الحر عام 1952.

- بدأ حياته الفنية في البرنامج الإذاعي الشهير "ساعة لقلبك"، ثم انضم لمسرح التليفزيون وأسس مع فؤاد المهندس وأمين الهنيدي مدرسة كوميدية خاصة.

- شارك بالتمثيل والإخراج بعدد كبير من المسرحيات أبرزها: "السكرتير الفني" بطولة كل من الفنان فؤاد المهندس وشويكار، و"المغناطيس"، "الناس اللي تحت"، "بين القصرين"، "زقاق المدق"، "ريا وسكينة".

- كما انضم إلى فرقة التليفزيون المسرحية مع السيد بدير، ثم تولى فرقة المسرح الكوميدي وأخرج عدة عروض منها: "جلفدان هانم"، "أنا وهو وهى"، "دسوقى أفندى"، "مطرب العواصف"، "أصل وصورة"، "حلمك يا شيخ علام"، "المفتش العام".

- في عام 1975 أسس فرقته الخاصة "المدبوليزم" وقدم من خلالها عروض: "راجل مفيش منه"، "يا مالك قلبى"، "مولود فى الوقت الضائع"، "مع خالص تحياتى"، "حمار ماشالش حاجة".

- انضم للسينما عام 1958 وقدم أول فيلم له "أيامي السعيدة"، ثم توالت أعماله السينمائية منها "ربع دستة أشرار"، "عالم مضحك جداً"، "غرام فى أغسطس"، "مطاردة غرامية"، "المليونير المزيف"، "أشجع رجل فى العالم"، وآخر أعمال الفنان عبدالمنعم مدبولى السينمائية "أريد خلعًا" مع الفنان أشرف عبدالباقى.

- أشيع عن الفنان القدير، إنه كان بخيلًا، ورجح البعض أن نشأته طفلا يتيما فقيرا، هي السبب، ففي حوار نادر له مع الإعلامي مفيد فوزي، قال مدبولي: "قالوا عليا بخيل، عشان أنا ماليش دعوة بالسهرات، وأنا شخص انطوائي، بخلص شغلي وأقعد في بيتي".

واستضاف مفيد فوزي بعض النجوم في الحلقة لسؤالهم عن الأمر، وقال الفنان فاروق الفيشاوي، "هو ليس بخيلا، ولكنه نوع من أنواع الحرص، فمنزله ذو طابع أنيق، وعلم أبناءه أحسن تعليم، وجميعهم وصلوا لمستويات عالية، بفضل ما ينفقه عليهم".

أما الفنانة نيللي، فقالت: "وإيه يعني، هو كريم في فنه، ومش مهم حاجة تانية"، وفي اللقاء ذاته قال الفنان توفيق الدقن إن مدبولي حريص أكثر مما ينبغي، بسبب حرمانه في طفولته، فهو يعرف قيمة النقود"، بينما قالت زوجته "عمره ما كان بخيل، وأول حد يحس ببخل الزوج هي الزوجة، بالعكس أنا بعمل كنترول على مطالب الأولاد، لأن أي مطالب للأولاد هو بينفذها على طول".

أما ابنته "أمل" قالت: "هو مش بخيل، هو حريص".

- كشف النجم الراحل عن علاقته بالفنان فؤاد المهندس في لقاء نادر لهما مع الإعلامية سلمى الشماع، قائلًا: "إن علاقة الصداقة بينهما تمتد لأكثر من 47 عامًا، فأول مرة قابله في برنامج "بابا شارو"، ومن وقتها أصبحا صديقين، مؤكدًا أنه خريج كلية الفنون التطبيقية، قسم نحت، وقام بنحت تماثيل من الجبس والخشب"، مضيفًا: "وأنا في الثامنة عشر، اشتغلت في مسرح جورج أبيض، لدرجة إنه قال إنت الخليفة بتاعي، وستصبح تراجيديان جيدًا، وكنت أجسد شخصية رجل يبلغ من العمر 70 عاما، فشاهدتني فاطمة رشدي، وانتقلت لفرقتها".

- وفي حوار نادر له مع الإعلامية فريال صالح، تحدث عن الكوميديا، مؤكدًا أن الشعب المصرى شعب ضحوك بطبعه، وأن الكوميديا ما زالت ولا تزال موجودة فى مصر.

- في لقاء نادر لأسرته مع أحد برامج الإذاعة المصرية، قالت زوجته السيدة نجاة قالت: إن مهمتها أن تقف وراءه فى الكواليس أو في الخلف حتى تجهزه وتهيئ له الجو المناسب للعمل.. ويرد "مدبولي" "بسمع كلامها طبعا".

ثم قالت ابنته أمل إنها محاسبة ووالدها يرفض أن تعمل ابنته في الفن.. ورد مدبولي: إنها حصلت على البكالوريوس وعملت لفترة ثم تزوجت وأنجبت وتركت العمل من أجل أولادها.

أما ابنه المهندس محمد فقال إن والده منذ الصغر أصر على عدم دخولهما مجال الفن، وكانت حجته الدائمة هى أن نكمل التعليم أولا؛ لأن الفن "مبيأكلش عيش"؛ وهذا حقيقى فى زمنهم، وأضاف أنه يتذكر جيدًا أن والده كان ينفق من جيبه على هوايته لكن الآن تغير الوضع.

- توفى عبدالمنعم مدبولي في مثل هذا اليوم عام 2006 متأثرًا بمرض القلب عن عمر يناهز 85 عامًا.