لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في 43 يومًا.. رحلة رجاء الجداوي من الغرفة 212 إلى الوفاة

10:49 ص الأحد 05 يوليو 2020

رجاء الجداوي

كتب – حسام الدين أحمد:

43 يوما قضتها الفنانة رجاء الجداوي داخل مستشفى أبو خليفة المخصص لعلاج الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد، قبل أن تنتهي رحلة العلاج صباح اليوم الأحد بوفاتها عن عمر يناهز 82 عاما.

قبل وفاتها بيوم واحد أكد مصدر طبي أن وحدات البلازما التي حقنت بها الفنانة لم تؤثر في مقاومة الجسم للفيروس الذي انتشر في الرئة، لذلك لم يتجه الأطباء لحقنها بجرعات إضافية.

وأشار المصدر إلى أنه لا جدوى طبيا من سحب مسحة رابعة، بل كانت الأولوية عند الأطباء أن تتحسن حالتها لاسيما مع وضع الرئة التي هاجمها الفيروس بقوة وأصبحت في حالة تليف.

الطريق إلى العزل

فجر الأحد 24 مايو الماضي، تحركت سيارة إسعاف من القاهرة إلى الإسماعيلية يقصد سائقها مستشفى أبو خليفة، كانت الرحلة هي أول خطوة في مشوار علاج الفنانة رجاء الجداوي، بعد تأكد إصابتها بفيروس كورونا المستجد.

قبل يومين من رحلة الفنانة داخل سيارة الإسعاف ارتفعت درجة حرارتها، ووصلت 39.5 درجة، كانت الحرارة مؤشرًا ضمن أعراض أخرى تفيد إصابتها بالفيروس، وأظهر التحليل لاحقا أنها إيجابية، إلا أن حرارتها استقرت عقب وصولها مستشفى أبو خليفة ذلك اليوم الذي وافق أول أيام عيد الفطر المبارك.

كانت تلك إشارة تحمل الأمل في تحسن حالة رجاء الجداوي سريعًا، ولم يكن أفراد الطاقم الطبي أن المصابة الجديدة ستمكث ما يزيد عن 40 يوما لتلقي العلاج ولا تتحول مسحتها إلى سلبية، وتلفظ أنفاسها داخل غرفة العناية المركزة.

بعد الفحص الظاهري، وسحب عينة دم لتحليلها، نقل الطاقم الطبي الفنانة إلى غرفة 212، في الدور الثاني بالمستشفى، نتائج تحاليل الدم وفحص الحالة التي كانت مستقرة حتى ذلك الوقت هو ما جعل الأطباء يختارون لها غرفة عادية لرعاية الحالات المتوسطة من مصابي كورونا، دون حتى توافر جهاز تنفس صناعي.

المسحة الأولى

وفقا لإفادة مصادر طبية داخل المستشفى، مرت 72 ساعة على وصول الفنانة استقرت فيها حالتها، فقرر الأطباء مساء يوم 27 مايو سحب مسحة لها للوقوف على حالة انتشار الفيروس ومقاومة المناعة له، كانت النتيجة إيجابية.

قبل مرور 3 أيام أخرى من ظهور النتيجة السابقة، عانت رجاء الجداوي فجر 2 يونيو الجاري من ارتفاع في درجة الحرارة مصحوب بصعوبة في التنفس مع انخفاض نسبة الأكسجين في الدم، وبحسب مصدر طبي كانت حالتها غير مستقرة.

المصدر الطبي أوضح أن الفريق المعالج جهز المصابة في الرابعة صباح ذلك اليوم لنقلها إلى قسم العناية المركزة بالمستشفى، ووضعها على جهاز تنفس صناعي، واستعان الفريق الطبي بجهاز تنفس مساعد "CPAP"، بسبب انخفاض درجة الوعي لديها، وحالتها العامة غير المستقرة.

جرعة بلازما

10 أيام مرت على حجز رجاء الجداوي داخل العناية المركزة لم تتغير فيها حالتها، ولم تسحب لها أية مسحات، إلا أن فجر السبت 13 يونيو تحسنت حالة المصابة، إذ ارتفعت درجة الوعي لديها وأصبحت قادرة على الحديث مع الأطباء وأطقم التمريض داخل غرفة العناية المركزة، وتلقت اتصالًا من ابنتها طمأنتها فيه على حالتها.

في ذلك اليوم حقنها الأطباء ببلازما لأحد المتعافين من كورونا، مقسمة على جرعتين حصلت على الأولى في اليوم ذاته والأخرى في اليوم التالي.

بعد مرور 72 ساعة على تلقي الفنانة جرعتي البلازما جرى سحب المسحة الثانية لها من الفم والأنف، للوقوف على تأثير البلازما.

الثانية إيجابي

إلا أن نتيجة التحليل التي تقيس نسبة الفيروس بوحدات "التيتر" كانت إيجابية أيضا ولم تتحسن حالتها، وذكر مصدر طبي حينها أن البلازما لم تؤثر كثيرا في حالة المصابة بالشكل الذي يمكن معه إعادتها إلى غرفة عادية، وأرجع ذلك إلى الحالة الصحية والسن المتقدم 82 سنه، ما زاد من قوة كورونا التي تهاجم في الأساس جهاز المناعة.

وأضاف المصدر عقب ظهور النتيجة الثانية، أن رجاء الجداوي تستجيب ببطيء للعلاج منذ دخولها العناية المركزة، وكانت مستقرة ولم تفقد الوعي كليا، وضغط الدم والنبض في حالة مستقرة أيضًا.

أنبوب حنجري

خطوات العلاج دوما يلازمها الأمل من الطاقم المعالج قبل أهل المريض، لاسيما في حالة رجاء لجداوي التي وصفها الأطباء بأنها تستجيب ببطء للعلاج.

لذلك قرر الأطباء سحب مسحة ثالثة للمصابة، للوقوف على نسبة الفيروس وتأثير جرعة البلازما، لكن قبل ظهور نتيجة المسحة الإيجابية تدهورت حالة رجاء الجداوي.

في 21 يونيو انخفضت نسبة الأكسجين في الدم وباتت رجاء الجداوي غير قادرة على استنشاق وتنفس الأكسجين بالطريقة العادية، فجرى استبدال جهاز التنفس المساعد الذي يضخ الهواء عبر الفم والأنف بجهاز تنفس صناعي اختراقي، وهو جهاز متصل بأنبوبة حنجري يعمل على ضخ الأكسجين مباشرة إلى داخل الرئتين، دون المرور على الأنف.

كان جهاز التنفس الحنجري هو آخر مرحلة طبية للتعامل مع الحالات المشابهة لها في تدهور وضع الرئتين والتنفس، وبحسب مصدر طبي متابع للحالة فإن تركيب أنبوب حنجري يعني معدل خطورة لأي مريض.

مسحة رابعة وجرعة ثالثة

لم تتغير حالة رجاء الجداوي ولم يطرأ جديد على حالتها منذ وضعها على جهاز التنفس الحنجري وحتى وفاتها، إلا أن الأيام العشر السابقة للوفاة شهدت مواقع التواصل الاجتماعي والموقع الإخبارية نشر أخبار عن إجراء مسحة رابعة للفنانة، وحقنها بجرعة ثالثة من بلازما المتعافين.

لكن الأطباء المتابعين لحالتها بمستشفى أبو خليفة نفوا كل تلك الشائعات، وأكدت مصادر طبية أن الوضع الصحي كان حرجا للغاية وأن الأطباء لا يشغلهم سحب مسحة رابعة إذ أنها واجهت مشكلة أكبر وهي تليف الرئتين نتيجة لمهاجمة الفيروس لهما بقوة خلال مدة شهر، أما جرعة البلازما الجديدة فلم تكن وسيلة لتحسن الحالة نظرا لوضع الرئة وأزمة التنفس، والتي أثرت بقوة على جهاز المناعة، ولن يستفاد من وحدات بلازما المتعافين.

ولفظت رجاء الجداوي أنفاسها الأخيرة صباح اليوم الأحد في مستشفى أبو خليفة بمحافظة الإسماعيلية لتكتب نهاية رحلة استمرت 82 عامًا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان