بريناله 70| دورة في مفترق الطرق.. وحضور ديب وحايك ودافو وكلينتون.. ومصر تشارك
كتب- أحمد الجزار:
ساعات قليلة تفصلنا عن انطلاق الدورة الـ70 لمهرجان برلين السينمائي، الدورة التي تخطف أنظار محبي وعشاق السينما، باعتبارها دورة استثنائية في تاريخ المهرجان كما أكدت إدارته، أولًا؛ لأنها تحمل الرقم 70 من عُمر المهرجان، ثانيًا إنه تم الاستعانة بإدارة جديدة تتولى دفة المهرجان بعد 18 عامًا من إدارة المدير السابق ديتر كوسليك، الذي أضاف العديد من التوسعات للمهرجان، وهذه المرة
ستكون الإدارة مزدوجة ويتقاسمها المدير السابق لمهرجان لوكارنو السينمائي كارلو شاتريان، كمدير فني، والمتخصصة في إدارة وتوزيع الأعمال السينمائية ماريت ريسينبيك، والتي ستتولى مهمة الإدارة، ثالثًا فتحت إدارة المهرجان مجموعة من دور العرض؛ لاستيعاب الجمهور العريض للمهرجان، إلى جانب شغل مساحات جديدة للمهرجان؛ ليستوعب المدينة بالكامل، رابعًا استحدثت الإدارة الجديدة أقسامًا جديدة؛ احتفالا بهذه الدورة، ومنها قسم "في الإرسال" الذي يعتمد على إجراء حوار مفتوح بين مخرج مخضرم ومخرج شاب؛ ليتحدثا عن السينما بين الماضي والمستقبل.
أفلام المسابقة الرسمية
هذه الدورة اختارت الإدارة الجديدة للمهرجان تقليل عدد الأفلام عن الدورات السابقة، فاستقرت على 340 فيلمًا مقارنة بنحو 400 فيلم العام الماضي، وتشهد المسابقة الرسمية 18 فيلمًا بينها 16 تعرض للمرة الأولى عالميًا، وتركز معظم هذه الأفلام على موضوعات إنسانية وسياسية كقضايا الهجرة والمشاكل الأسرية ومعارضة السلطات السياسية، كما تضم المسابقة فيلمًا وثائقيًا وحيدًا عن الأشخاص
الذين نجوا من إشعاع الحرب في كمبوديا.
وتستحوذ الأفلام الألمانية على المسابقة، فيعرض 4 أفلام، بينما استحوذت الأفلام الأوروبية على معظم أفلام المسابقة بشكل عام، وتضم مسابقة المهرجان هذا العام مجموعة من الأسماء البارزة، ومن المتوقع اشتعال المنافسة بينهم على جائزة الدب الذهبي، ومن بين هذه الأسماء المخرج الكمبودي ريثي بان "55 عامًا" الذي يخوض السباق بالفيلم الوثائقي الوحيد في المسابقة "مُشع" عن الأشخاص
الذين نجوا من إشعاع الحرب في كمبوديا، ويعرف عن ريثي إنه يكرس أعماله حول مجاز الإبادة الكمبودية، وسبق وحصل ريثي في 2014 على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي عن فيلمه "الصور المفقودة"، أيضا تخوض السباق المخرجة الإنجليزية الكبيرة سالي بوتر بفيلم "الطرق التي لم تسلك" بطولة النجم خافيير بارديم وسلمى حايك وإيلي فانينج، بينما يشارك المخرج الفرنسي فيليب جاريل 71 عامًا بفيلم "ملح الدموع" بطولة الممثلة الفرنسية من أصول مغربية ولاية عمايرة شقيقة المخرجة المغربية هدى بن يامنة، أما المخرج الإيراني الشهير محمد رسولوف فسيشارك بالفيلم الألماني "لا يوجد شر" الذي يحكي عن القمع وعقوبة الإعدام التي تفرض في بعض المجتمعات على حرية الرأي، وقد صور رسولوف فيلمه بالكامل في إيران رغم صدور حكم ضده في يوليو الماضي بالسجن لمدة عام، والمنع من مغادرة إيران لمدة عامين بعد اتهامه بنشر دعايات كاذبة لزعزعة النظام، وهذا ما يهدد حضوره العرض الأول لفيلمه.
ومن آسيا أيضا يشارك المخرج الكوري الشهير هونغ سانغ سو بفيلم "المرأة التي ركضت" بطولة
الممثلة كيم مين هي، وهناك فيلم آخر للمخرج التايواني المعروف تساي مينغ ليانغ، وهو فيلم "أيام"، وكان قد سبق أن حصل ليانغ على "الدب الذهبي" في مهرجان برلين عام 1994 عن فيلمه "يحيا الحب"، أيضا يشارك المخرج الأمريكي أبل فيرارا بفيلم "سيبيريا" بطولة النجم ويلم دافو، ومن ألمانيا يشارك المخرج المتميز كريستيان بيتزولد "59 عامًا" بفيلم "أوندين" بطولة بطله المفضل فرانز روجوفسكي، ومن إيطاليا يشارك المخرج الشهير ماتيو جارونى بفيلم "بينوكيو" الذي حقق نجاحًا كبيرًا بعد عرضه في الصالات الإيطالية. ويقود رئاسة لجنة تحكيم المسابقة الرسمية خلال هذه الدورة الممثل البريطاني الشهير جيرمي أيرون الحاصل على جائزة الأوسكار.
فيلم الافتتاح
يفتتح الدورة مساء اليوم الفيلم الكندي "عامي كسالينجر" للمخرج فيليب فالاردو، الذي يتحدث عن الأديب الشهير جي دي سالنجر صاحب الرواية العظيمة "الحارس في حقل الشوفان"، التي ترجمت بـ30 لغة، وباعت أكثر من 70 مليون نسخة، وكان سالنجر المعروف بعزلته عن المجتمع يحيطه الكثير من الغموض، وفي هذا الفيلم يستند المخرج إلى رواية الكاتبة الأمريكية يوانا راكوف.
ويحكي الفيلم قصة شاعرة شابة طموحة تدعى جوانا "مارجريت كوالي" تكلف من قبل إحدى الوكالات المسؤولة عن أعمال سالنجر، والذي تعتبره مصدر فخرها، بالرد على رسائل المعجبين الخاصة به.
كما تشارك في الفيلم النجمة الكبيرة سيجورني ويفر، والتي ستحضر العرض الأول لفيلمها الليلة مع باقي فريق العمل.
أبرز الحضور
سعت إدارة المهرجان هذا العام لجذب بعض الأسماء البارزة في عالم السينما، من هذه الأسماء النجم جوني ديب الذي يعرض له فيلم "ميناماتا"، والمأخوذ عن قصة حقيقية عن مصور صحفي يذهب إلى اليابان في السبعينيات للتحقيق في إصابة سكان قرية صيادين بتسمم الزئبق، كما ستحضر النجمة الحائزة على الأوسكار كيت بلانشيت للمشاركة في حوار مفتوح مع بعض المواهب الشابة التي
يستقطبها المهرجان سنويًا، كما سيحضر أيضا النجم الإسباني خافيير بارديم إلى جانب النجمة سلمى حايك لحضور العرض الأول لفيلمهما "الطرق التي لم تسلك" المشارك بالمسابقة الرسمية، أيضا النجم وليم دافو سيكون ضيفًا على المهرجان في هذه الدورة؛ لمشاركته في المسابقة الرسمية بفيلم "سيبيريا" كما ستشارك النجمة تيلدا سوينتون؛ للحديث عن الفيلم الوثائقي الأيسلندي "اَخر وأول الرجال" للمخرج والموسيقار يوهان يوهانسون الذي رحل أثناء تصوير الفيلم، وقد شاركت سوينتون بالتعليق الصوتي على العمل، أما المرشحة السابقة للرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون فمن المتوقع حضورها فعاليات هذه الدورة لمشاهدة المسلسل التسجيلي القصير "هيلاري" الذي يحكي مسيرتها، ويعرض المسلسل لقطات من حملتها للانتخابات الرئاسية عام 2016، وكيف كانت كواليسها، ويبلغ زمن عرضه 4 ساعات وربع الساعة تقريبًا، وسيعرض مرة واحدة، بينما ستكون نجمة المهرجان خلال هذه الدورة النجمة الكبيرة هيلين ميرين، الحائزة العديد من الجوائز العالمية أبرزها أوسكار أفضل ممثلة إلى جانب 4 جوائز إيمي، وغيرها، وذلك بعد أن تم اختيارها؛ للتكريم بالجائزة الفخرية للمهرجان.
الحضور المصري والعربي
غابت الأفلام المصرية والعربية وحتى الأفريقية عن المسابقة الرسمية ومعظم المسابقات المهمة في برلين، بينما شهدت الدورة تواجدًا ضعيفًا في بعض الأقسام الفرعية، ويعرض في هذه الدورة الفيلم الوثائقي المصري "الموعود" 19 دقيقة للمخرج المصري أحمد الغنيمي، والذي تدور أحداثه بمنطقة العزبة بجانب حي الفسطاط، كما يعرض في القسم نفسه الفيلم المصري "معظم ما يلي حقيقي" للمخرج ماجد نادر عن شخص يعود للبحث عن أخيه ولكنه يكتشف شيئًا اَخر.
أيضا يعرض في نفس القسم الفيلم اللبناني الوثائقي "الهبوط" إخراج أكرم زعتري، الذي يكتشف خلاله أول مشروع إسكان عام بني لأبناء قبيلة الكتبي في المدام بالشارقة أوائل الثمانينيات داخل صحراء الشارقة، كما يشهد قسم الملتقي عرض الفيلم اللبناني "كما في السماء كذلك في الأرض" إخراج سارة فرنسيس، أما قسم البانوراما فيشهد عرض الفيلم الوثائقي الجزائري "نرجس.ع.. يوميات حياة متظاهرة جزائرية " للمخرج الجزائري البرازيلي كريم عنوز، الذي يتتبع يوميات فتاة جزائرية، يسجل من خلالها ثورة الشعب الجزائري على الرئيس الجزائري السابق عبدالعزيز بوتفليقة، ورغبة الجزائريين في الحرية والكرامة والتداول السلمي للسلطة.
ويعتبر كريم عنوز واحدًا من أبرز المخرجين المشاركين في مهرجان برلين هذا العام، وقد فاز فيلمه "حياة خفية" بجائزة قسم "نظرة ما" خلال مهرجان كان السينمائي الدولي العام الماضي.
وإلى جانب الأفلام، تشارك المخرجة المصرية هالة لطفي في لجنة تحكيم اختيار أفضل عمل أول، بينما تشارك الفلسطينية اَن ماري جاسر في لجنة تحكيم المسابقة الدولية.
فيديو قد يعجبك: