لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

صلاح نظمي.. بسببه دخلت زوجته الإسلام وقاضى "العندليب الأسمر"

05:09 م الإثنين 24 يونيو 2019

الفنان صلاح نظمي

كتبت- منى الموجي:

اشتهر في بداية مشواره السينمائي بتقديم أدوار الشر والشاب ثقيل الظل، ترفضه البطلة فيسعى للتفرقة بينها وبين حبيبها، ومع تقدمه في العمر بدأت تختلف أدواره ليقدم الكوميديا على طريقته الخاصة، ولد في محرم بك بمحافظة الإسكندرية في مثل هذا اليوم 24 يونيو عام 1918، وعاش يتيم الأب لتهتم أمه بتربيته وأشقاءه الثلاثة، حتى تخرج في كلية الفنون التطبيقية ليُعين مهندسًا في هيئة التليفونات ويظل بالوظيفة حتى وصل إلى درجة مدير عام، خوفًا من غدر الفن، وحتى يستطيع الإنفاق على بيته وزوجته المريضة، هو الفنان الكبير صلاح نظمي.

بدأت علاقته بعالم الفن أثناء الدراسة من باب الهواية، إذ عُرف عنه بين أقرانه حبه لتقليد كل شخص يراه، وفي يوم شاهده مدير المدرسة وهو يقلده، فاختاره ليشارك في المسرحيات التي تقدمها المدرسة نهاية كل عام دراسي، وفي إحدى المسرحيات قدم شخصية السيد المسيح، لينال إعجاب الجميع، ويحصل على مكافأة هي الإعفاء من مصاريف المدرسة.

عقب تخرجه في كلية الفنون التطبيقية شغله الأدب، وفكر في كتابة رواية ذهب ليعرضها على المسرحي والشاعر والأديب محمد تيمور، لتأتي الصدفة إذ رأى تيمور نظمي ممثلًا جيدًا، فقدمه للممثلة ملك، وبعد اختباره ضمته لفرقتها، ومنحته أدوار البطولة، قبل أن ينتقل إلى فرقة الفنانة فاطمة رشدي والفنان عزيز عيد، ثم يعرف طريقه لعالم السينما عن طريق المخرج الكبير هنري بركات.

حياة نظمي لم تكن مثل تلك التي عاشها في الأفلام، إذ عاش قصة حب جعلت الجميع يضربون به المثل في الوفاء، وحكى القصة نجله الوحيد "حسين" في برنامج "مصر جميلة" على التليفزيون المصري، مؤكدًا أن عشقه لزوجته الوحيدة الأرمينية، بدأ عندما شاهد فتاة تتردد على جار له بين وقت وآخر، فحاول معاكستها لينال الجزاء المستحق بصفعة زادت من تعلقه بها، فذهب لجاره وسأله من تكون ليكتشف أنها شقيقته فطلب يدها للزواج، وشهدا على عقد القران الشقيقان شكري وصلاح سرحان، وقبل أن يُكتب الكتاب سأله شكري لماذا لا تطلب منها الدخول في الإسلام، ليعرض عليها بالفعل وتوافق وتختار لنفسها اسم والدة زوجها "رُقية" أما الاسم الثاني فكان نظمي.

استمرت قصة حبهما رغم إصابة زوجته بمرض لم ينجح الأطباء في إيجاد علاج له، وألزمها الفراش لتصبح قعيدة لأكثر من 30 عامًا، لم يتوان فيها نظمي عن خدمة حبيبته، حتى أنه رفض طلبها بأن يتزوج عليها، قائلًا "لو عضم في قفة مش هتجوز عليكِ".

للوفاء وجه آخر لدى نظمي، إذ اختار التعبير عن امتنانه لصديقه وزميله المنتج الفنان الراحل حسين صدقي، بإطلاق اسم حسين على نجله الوحيد، ولهذا قصة لم ينسها وقصّها على نجله، ففي الوقت الذي كان ينتظر فيه أول مولود له، كان يعيش ضائقة مالية، ولا يعرف كيف يوفر المال اللازم، فصادف حسين صدقي الذي عرف بالأمر، وقال له كنت أريدك في فيلم سأنتجه قريبًا، وهذا هو مقدم التعاقد، وبعد أيام عاود نظمي الاتصال بصديقه ليسأله ما هي التفاصيل ومتى سيبدأ التصوير؟، ويتفاجأ بصدقي يقول له ما تقاضيته كان هدية مني للمولود، ولهذا أطلق نظمي اسم "حسين" على نجله.

ووفاءً أيضًا لصديقه الفنان الكبير رشدي أباظة وافق على استكمال الدور الذي رحل الأخير قبل أن ينهيه، في فيلم "الأقوياء"، وكان يصور المشاهد في لقطات طويلة ويخفي وجهه أو يقف بظهره، حتى يخرج آخر أفلام رشدي إلى النور.

طيبة القلب والوفاء لا يعنيان بالطبع أن يصمت أمام ما يعتبره إهانة وتجاوزا في حقه، وهو ما دفعه لمقاضاة "العندليب الأسمر" عبدالحليم حافظ، بعدما سُئل حليم في برنامج إذاعي "من هو الفنان الأثقل ظلا؟، فجاءت إجابته "صلاح نظمي"، ليثور نظمي ويرفع قضية مؤكدًا للجميع أن حليم أهانه أمام آلاف المستمعين، واتهمه بالسب والقذف والتشهير، لتقضي المحكمة برفض الدعوى وبراءة حليم بعدما قال محاميه للقاضي إن "حليم" ما كان يقصد شخص نظمي وإنما كان يتحدث عن طبيعة الأدوار التي يؤديها وهو ما يعد مدحا في حقه، إذ استطاع أن يتقن أدواره بصورة كبيرة، وهو أمر لا يعد ذمًا على الإطلاق، وبعد انتهاء الجلسة ذهب حليم لنظمي واصطحبه إلى بيته ليشربا سويا الشاي ويمنحه دورا في فيلمه "أبي فوق الشجرة".

توفي صلاح نظمي في 16 ديسمبر 1991، بعدما ترك إرثًا فنيًا كبيرًا، ومن أشهر أعماله: "بين الأطلال"، "دايمًا معاك"، "الخيط الرفيع"، "بئر الحرمان"، "على باب الوزير"، "الأستاذة فاطمة"، "شيء من الخوف"، "أنف وثلاث عيون"

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان