لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

واجها الموت.. "شيمي" و"عبد السميع" يرويان كواليس تغطيتهما لحربي أكتوبر والاستنزاف

12:28 م السبت 18 أغسطس 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- سما جابر:

رغم الظروف القاسية التي عاشها المحاربون وقت حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر المجيدة، والموت الذي كان قريبًا منهم في كل لحظة، إلا أن حالة الفخر والحب و"الكوميديا" أحيانًا، كانت تسيطر على حكايات بعضهم ممن شاركوا فيها، سواء بالقتال أو حتى بتوثيق ظروف الحرب وتبعاتها.
"مصراوي" رصد كواليس تصوير اثنين من أشهر مديري التصوير السينمائي في مصر، وهما سعيد شيمي ومحمود عبد السميع، الذين عايشا فترة الحرب وواجها الموت أحيانًا وأصرّا على الذهاب للجبهة على مسؤوليتهما الخاصة لرصد الظروف وقتها.
سعيد شيمي قال لـ"مصراوي" إن في فترة حرب الاستنزاف كان يصور شكل حياة الجنود وقتها من السويس وحتى بورسعيد، لافتًا إلى أن الجيش كان يعيش تحت الأرض ومن يخرج لأعلى ترصده نيران القناصة، أما في حرب السادس من أكتوبر، خرج مجموعة من شباب السينمائيين ومن بينهم "شيمي"، وذهبوا لوزير الثقافة وقتها وهو الروائي يوسف السباعي، وطلبوا منه السفر، لكن الأمور كانت مقلقة وطلب منهم السباعي ترك أسمائهم لإبلاغهم بما سيحدث.
يوم 12 أكتوبر قرر المركز القومي للسينما إرسال بعثتين واحدة إلى الجيش الثاني وأخرى للجيش الثالث، وذهب سعيد شيمي برفقة المخرج داود عبد السيد وآخرين إلى الجيش الثاني الموجود من الإسماعيلية لبورسعيد، وفي فجر يوم 13 أكتوبر ذهب مع فريقه وقاموا بتصوير مشاهد كثيرة جدًا، ولفت "شيمي" إلى أن كل ما كان يتم تصويره يسلم للقوات المسلحة ويتم تحميضه بمعرفتهم.
وأكد أنه قام بتصوير مشاهد عدة لكنها كان من الصعب عرضها من وجهة نظر القوات المسلحة، وأضاف أنه عندما وصل يوم 13 كانت جثث اليهود موجودة من معركة الدبابات، ومتفحمة وتعفنت فكانت الرائحة صعبة ولا تطاق، ورغم ذلك حرص على الاقتراب من الجثث وتصوير المنطقة
ويحكي شيمي عن أبرز المشاهد التي صورها في تلك الفترة، وكان عبارة عن صاروخ يصطدم بالطائرة، لافتًا إلى أنه بمجرد ما رأى الصاروخ والطائرة يتحركان، يقوم بتشغيل كاميرته دون أن يعرف ما سيحدث، لكن على أمل أن يلتقط لقطة مميزة.
أما مدير التصوير محمود عبد السميع، فاكد لمصراوي أنه كان من أوائل المصورين الذين دخلوا جبهة القتال في يوليو 1969 وقت حرب الاستنزاف، وقدم بعدها أكثر من فيلم عن السويس وبورسعيد، موضحًا أنه كان يتعرض لبعض المواقف الصعبة وربما لم يستطع مواجهة بعضها لأنه لم يلتحق بالجيش، فكان يتعامل من ضرب النيران بالانبطاح أرضًا، كذلك كان من أخطر المواقف التي مر بها كان عندما مر صاروخ أعلاه "كان بينه وبين راسي 20 سم.. وحسيت بالهوا فوق دماغي من شدته".
وفي أحد المرات حدد الجيش لهم موقع سيقوموا بتصوير اليهود من خلاله، لكن القيادات كانوا يأخرون الموعد بسبب إجراءات التأمين، لكن عندما اقترب وقت الغروب قال "عبد السميع" لأحد الضباط "إنتوا معطلينا وأنا هصور بالنهار"، وتفاجأ مدير التصوير القدير بأن الضابط يقول له إن الموقع المقرر أن يصوروه قد نُسف "لو كنتوا هناك دلوقتي كان زمانكم ميتين".
وعن إحساسه وقت وجوده في الحرب، قال محمود عبد السميع: "الشغل والكاميرا معايا بتخليني حاسس بقوة عشان بصور، ومش خايف من أي حاجة"، وأضاف أنه قرر السفر على مسؤوليته وليس على مسؤولية وزارة الثقافة "ما كانوش راضيين يدونا كاميرا وقالوا لنا شوفوا سواق يسافر معاكم، وبالفعل طلبنا من سواق يسافر معانا السويس ووافق، ووقتها روحت خدت الكاميرا من مصور صحفي صديقي كان عنده كاميرات سينما وعنده أكبر عدسة زووم في مصر وطلبت منه الكاميرا والعدسة وفضلت أكرر له إني مسافر الجبهة ورحب جدًا وبقى يطلع لي كل حاجة ويقول لي أنا عارف انك رايح الجبهة، بس تفتكر انا هخاف على الكاميرا والعدسة ومش هخاف عليك!!".
من ضمن المواقف الصعبة التي تعرض لها أنه كان موجودًا على شط القنال، لكن كان غير مسموحًا بتصوير القنال حتى لا يظهر بشكل مباشر أمام العدو، فكان يجلس وسط شكائر من الرمال وتظهر عدسة الكاميرا تصور ما يقابلها فقط، وهو ما تسبب في مضايقة "عبد السميع" الذي رفض زاوية التصوير الضيقة تلك، وقرر التحرر من أجل تصوير كل الزوايا بالإضافة إلى القنال، وبالرغم من وجود حارسين على يمينه ويساره، يحملان الرشاشات، إلا أنه تجرأ وقام فجأة بحمل الكاميرا بالحامل الخاص بها والعدسة الطويلة وصور القنال، وقام بالاتجاه يمينًا ويسارًا ثم جلس سريعًا ليبدأ إطلاق النيران، ورغم ذلك إلا أن المشهد الذي صوره لم ينل إعجابه بالشكل الكافي "صورت اللقطة اللي أنا عايزها حتى لو كانت باينة انها مخطوفة فحركة الكاميرا كانت أسرع من المطلوب".

فيديو قد يعجبك: