في ذكرى وفاته.. صالح سليم نجح خلال 3 سنوات فيما فشل فيه الآخرون

كتب - بهاء حجازي:

16 عامًا مروا على رحيل مايسترو الأهلي عازف أفضل ألحانه وصاحب الإنجازات التي خلدته رمزًا للنادي الأهلي وأسطورة من أساطيره ورمزًا عصياً على الزمن.

فارقنا صالح سليم في 6 مايو عام 2002 بعد صراع مع المرض.

صالح سليم الرمز الكروي الفذ، كان ممثلا سينمائيا من طراز فريد، قدم تجربة هائلة كممثل لا يقل عبقرية عن تجربته كلاعب كرة قدم، التجربة التي حاول كثيرون إعادة إنتاجها إلا أنهم لم ينجحوا بنفس هذا القدر.

في هذا التقرير نرصد لكم أفلام مايسترو الأهلي:

- السبع بنات

كان الظهور الأول لصالح سليم سينمائيا من خلال فيلم "السبع بنات" وهو من إنتاج عام 1961 وإخراج عاطف سالم عن قصة "نيروز عبدالملك".

قدم صالح سليم في الفيلم دور "بطل سلاح الشيش نبيل سليم (صالح سليم) والذي سافر مع الفريق القومي لإحدى البطولات، وأوصى أحلام (نادية لطفي) على شقيقه الصغير ممدوح (وجدي العربي) المصاب بشلل الأطفال، لكن سقطت طائرة نبيل ولقى الفريق القومي حتفه.

كان أداء صالح سليم في الفيلم مقنعا على الرغم من قلة وقت ظهوره على الشاشة إلا أنه حمس المنتجين له وكان رهانا رابحا للمخرج عاطف سالم .

صالح سليم في فيلم السبع بنات

الشموع السوداء

بعد تألقه في فيلم "السبع بنات" جاءت البطولة الأولى لصالح سليم من خلال فيلم "الشموع السوداء" وجاء التألق منقطع النظير من خلال كاميرا عزالدين ذوالفقار وسيناريو وحوار "ضياء الدين بيبرس".

أحمد عاصم الكفيف الذي فقد بصره بعد سقوطه من على حصانه وفقد قلبه بعد جرحه من حبيبته، وجد نفسه وجها لوجه أمام الممرضة " إيمان " في منزل مليء بالبؤس تحيله "إيمان" إلى نعيم سرعان ما ينخرط فيه أحمد عاصم.

الفيلم شبيه إلى حد كبير بالفيلم الأمريكي" ME BEFORE YOU من إنتاج 2016 وبطولة "إيميليا كلارك".

تميز صالح سليم في أداء دور الكفيف المنطوي على نفسه، وقدم دورا من أمتع أدواره ويبدو أن توجيهات عزالدين ذوالفقار والقصة الرومانسية التي لعبها صالح سليم جعلته أميرا متوجا على قلوب الفتيات في هذا العصر، واكتسب صالح سليم لاعب الكرة شعبية أخرى هي شعبية صالح سليم الممثل.

قصة فيلم الشموع السوداء بالأساس مأخوذة عن رواية "جين أير" للكاتب "تشارلوت برونتى عام 1847 وتمت محاكاته فيما بعد إلى مسلسل أمريكي عام 1983 وفيلم عام 2011 يحملان نفس الاسم ويدوران في نفس الوقت الزمنى الذى تحاكيه الرواية .

صالح سليم من فيلم الشموع السوداء

الباب المفتوح

ثالث وآخر أفلام العبقري صالح سليم كان فيلم "الباب المفتوح" وهذا التعاون مع سيدة الشاشة العربية "فاتن حمامة" في تجربة تمثيلية من العيار الثقيل عبر رواية لطيفة الزيات وسيناريو وحوار يوسف عيسى وهنري بركات وإخراج هنري بركات.

الفيلم من إنتاج عام 1963 ويحكي عن الفرص المتاحة أمام المرأة المصرية وإتاحة مساحة من الحرية أمامها، قدم الفيلم مستوي راقيا على كافة الأصعدة جعله يحصل على جائزة أفضل فيلم بمهرجان جاكرتا السينمائي الدولي.

في ثلاث سنوات فقط هي عمر رحلة صالح سليم السينمائية فعل صالح سليم ما فشل الكثير والكثير من نجوم الرياضة في تحقيقه في عالم السينما، كما أنحب صالح سليم في قمة عطائه الكروي، انسحب من السينما وكان أمامه الكثير ليقدمه، فضل سليم الانسحاب وإعطاء روحه للأهلي فجعلته جماهير الأهلي رمزها الخالد.

صالح سليم في الباب المفتوح

قد يتساءل البعض عن سبب اعتزال صالح سليم بعد اقتناع الجمهور به وتنبؤ الكثيرين من العاملين في الوسط الفني له بمستقبل باهر في التمثيل،

السبب يكشفه المقربون من صالح سليم "إن المايسترو اعتزل بسبب مقال حاد من الكاتب الكبير لويس جريس فبعد أن طلبت الفنانة فاتن حمامة من صالح سليم مشاركتها فيلم الباب المفتوح، لم يحقق الفيلم الإيرادات المرجوة منه فأرجع لويس جريس فشل الفيلم في تحقيق الإيرادات لصالح سليم وكتب مقالا له جاء به "نجم الكرة اللامع أصابته الخيبة في مجال السينما، المسكين جذبته الأضواء حتى صرعته وتركته للجمهور، والذي استرعى انتباهي ليلة الافتتاح، أن الجمهور من معجبيه الكرويين، لم يحاسبه على هفوته، بل استقبله بالهتاف والتصفيق، ولكنهم همسوا لبعضهم بأنه "ممثل فاشل".

قرر سليم بعدها اعتزال التمثيل نهائيا ليصبح واحدا من أهم لاعبي كرة القدم في تاريخ النادي الأهلي وأحد أهم رموزه الكروية وأحد أهم رؤساء مجالس إدارته.