لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

صلاح الشرنوبي: "وفاة عبدالحليم عن 48 عاماً نعمة من الله"

10:00 ص الجمعة 30 مارس 2018

صلاح الشرنوبي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت– منال الجيوشي:

تحل اليوم الذكرى الـ41 على رحيل العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، النجم الذي تألق وانفرد بالقمة سنوات وسنوات، حتى بعد رحيله، فهو لا يزال أيقونة للحب، الوطنية، الثورة.

يقول الموسيقار صلاح الشرنوبي، في تصريحات خاصة لـ"مصراوي": إن عبدالحليم حافظ ظاهرة غنائية لن تتكرر، ولن يحل أحد مكانه، حتى لو "فيه ناس شاطرين"، من الممكن أن يصلوا لنجاحات متتالية ومتكررة مثل عمرو دياب، ومحمد منير، إلا أن عبدالحليم يختلف تماماً عن الجميع، فيكفي مكتبته الغنائية التي تركها، وتحتوي على غناء عاطفي، شعبي، وطني، وجميع الألوان الغنائية.

وأكد "الشرنوبي" أن المناخ الغنائي في الوقت الحالي، يختلف تماماً عن المناخ الغنائي في زمن العندليب، والظروف مختلفة، من ناحية الشعراء والملحنين والموزعين، فقديماً كان هناك تنوع ملحوظ في الأصوات، ولا يمكن أن نرى أحداً يشبه غيره، فكل شخص متميز فيما يقدم.

وتابع "هذا التميز الذي وجد في عصر عبدالحليم، لم نعد نراه الآن، والعندليب ظهر بقوة بجوار منافسيه، لأنه كان متميزاً ومتفرداً عن الجميع".

وأضاف "الشرنوبي" قائلاً: "قبل عبدالحليم، كان هناك عدد من المطربين الأقوياء، مثل عبدالغني السيد، وكارم محمود، لكنه تميز لكونه مختلفاً، كما أن بنية صوته بها بساطة، على الرغم من أنه لا يمتلك صوتاً طربياً، لكنه تميز بالإحساس المتدفق، فالكلمة تصل للناس بمنتهى الإحساس "مش بمنتهى التطريب".

وأشار إلى أن العندليب ينتمي لمدرسة الإحساس، على الرغم من أنه قام بغناء عدد من الأغاني الطربية وأجاد فيها لدرجة كبيرة، لكنه كان يتميز عن غيره، كما أنه كان يعبر للغاية عن إحساس الكلمة، وينقلها للمستمع بسلاسة ودون استئذان، لأنه "غناه كان طالع من قلبه"، فحينما يقول "بحبك"، أو كلمة بها "فراق"، فأنت تشعر بكل ما تحمله الكلمة من معنى، كذلك ينقل للمستمع معاني الفرحة، والحب، وحينما نستمع له في أغنية ثورية مثل "يا أهلاً بالمعارك"، نشعر بالحماس الشديد، لأنه كان "حقيقياً"، حتى الغناء الدرامي مثل "جبار"، نجد في صوته من العظمة والجمال والقوة، ما لا يوجد في غيره.

وأكد الموسيقار الكبير أن عبدالحليم حافظ استكمل موهبته بالكلمة واللحن والتوزيع الموسيقي الجيد، ووقتها كان الغناء العربي في عصره الذهبي، والعندليب استطاع أن يستغل الموهبة العظيمة المتدفقة التي منحه الله إياها، بذكائه واختياراته، ودقته، فقد كان يمتلك دقة شديدة.

وأضاف "الشرنوبي" أن دور عبدالحليم لم يتوقف عند سماع الأغنية وغنائها فقط، بل يصل لتحليل الأغنية، وتغيير كلمة أو لحن، ونرى هذا واضحاً في بروفاته مع كمال الطويل ومحمد الموجي وبليغ حمدي، كما أن هؤلاء الملحنين "سندوه" للغاية، وهو كان يرى في الكلمة ما لا يراه غيره، ولم يكن ينسى أي تفصيلة، حتى لو كانت صغيرة، وهذا سبب استمراره ونجاحه حتى بعد وفاته.

وعن تألق عبدالحليم مع ملحن معين، أكد الشرنوبي أن الجميل في عبدالحليم حافظ، أنه لم يحسب على ملحن معين، وهذا من شدة ذكائه.

وحول إمكانية استمراره في القمة، في حال ما امتد به العمر في ظل المناخ الغنائي، قال الشرنوبي"وفاة عبدالحليم في هذا التوقيت هي نعمة من الله، لأن مشواره العظيم، كان من الممكن أن ينضر(يتضرر) بسبب سوء المناخ الغنائي، وفي آخر أيامه أعاد غناء عدة أغان مثل "أهواك" "يا قلبي خبي"، "توبة"، بفرقة عصرية، وأنا كمستمع كنت أفضل أن أسمعه بنفس منهجه، وربما ليس من المفيد بالنسبة له هذا التطور الكبير الذي حدث، وعبدالحليم مات في قمة عطائه ومجده، لهذا فهو مستمر حتى الآن".

فيديو قد يعجبك: