بعد تأثر جماهيريتهم.. هل يدفع النجوم ضريبة آرائهم السياسية؟
كتبت – منال الجيوشي:
العلاقة بين الفن والسياسة عادة ما تكون علاقة شائكة، على الرغم من تناول عدد من الأعمال الدرامية رؤى وتوجهات سياسية، إلا أن هناك عددًا من الفنانين تأثروا بشكل كبير بسبب آرائهم السياسية.
السياسة بشكل عام منطقة محظورة، يحاول "أغلب" الفنانين الوقوف على الحياد، وعدم الإدلاء بأي تصريحات وآراء سياسية، وذلك حسب رغبة عدد كبير منهم في الحفاظ على شعبيته، فيحتفظ الفنانون بآرائهم الشخصية لأنفسهم.
وهناك أمثلة كثيرة لفنانين تأثرت شعبيتهم لدى قطاع كبير من الجمهور بسبب آرائهم السياسية، مثل الفنان عمرو واكد، الذي تنبأ له الجمهور بمستقبل فني باهر، بعد مشاركته في أعمال فنية عالمية، إلا إن آراءه السياسية وتصريحاته المثيرة للجدل، جعلت الاستعانة به "على استحياء"، فلم نعد نشاهده إلا في أعمال محدودة.
أما الفنان خالد أبوالنجا، فقد ابتعد بشكل كبير عن المشاركة في الأعمال الفنية، وعلى الرغم من تصريحاته بأنه ابتعد بكامل إرادته مؤقتاً عن الساحة الفنية، إلا أنه لا يخفى على أحد الاتهامات الموجهة إليه من قبل الجمهور، خاصة بعد أسلوبه الحاد في الهجوم الدائم على الدولة.
كذلك تأثرت نجومية الفنانة جيهان فاضل، والفنانة بسمة، خاصة أن لكل واحدة منهما رأيًا سياسيًا مناهضًا للدولة، ما يعرضهما لانتقادات تدفع المنتجين لعدم الاستعانة بهما.
وعلى المستوى العربي نجد مثلاً أن الفنانة السورية أصالة نصري، واحدة من أكثر الفنانات اللاتي هاجمن بشدة النظام السوري، ما جعلها تتعرض لهجوم ضارِ من الجمهور، ومن فنانين مؤيدين لنظام الرئيس بشار الأسد، وعلى رأسهم رغدة، دريد لحام، ميادة الحناوي، سلاف فواخرجي.
وقالت الناقدة ماجدة خيرالله، في تصريحات خاصة لمصراوي، في مصر يجني بعض الفنانين ضريبة آرائهم السياسية، والفنان مثله مثل أي مواطن، من حقه التعبير عن رأيه السياسي، وأن يكون له رأي معلن، فهو مطلوب منه أن يشارك وينتخب في كل حدث سياسي في بلده.
وأضافت الناقدة الكبيرة أن من مميزات المجتمع الصحي، أن يحترم كل الآراء، وأن يبدي الجميع رأيه دون اضطهاد لأحد، والمجتمع "هو اللي غلطان" لأنه لا يحترم الآراء.
وتابعت "الإنسان حر، وهناك عدد من الجمهور والمنتجين أيضاً، أخذوا موقفاً مناهضاً ضد فنان مثل خالد أبوالنجا، بسبب مواقفه السياسية، ومن الظلم أن يتعرض الفنان للاضطهاد بسبب رأيه".
بينما أكد الناقد أسامة عبدالفتاح أن آراء الفنانين السياسية تؤثر على جماهيريتهم، كما تؤثر على اختيارات المنتجين لهم، ومن حق النجم أن يقول رأيه السياسي، ورأيه في أي موضوع بشكل عام، لأن هذا حقه.
وتابع "عبدالفتاح" أنه من الأفضل للنجم ألا يتحدث عن موضوع ليست لديه فكرة كافية عنه، "ويستحسن" أن يتحدث وهو على دراية بما يقول، حتى لا يضع نفسه في موقف سخيف، في حال ما تمت مناقشته.
وأشار "عبدالفتاح" أن المنتجين لا يستعينون بفنان له رأي سياسي مثير للجدل، لأن المنتجين هم رأس المال، والمعروف أن رأس المال جبان، فلن يُقبل المنتجون على فنان "يخسرهم"، لذلك يتجنب المنتجون هؤلاء النجوم.
واختتم حديثه قائلاً "الرأي السياسي للفنان طلعت زكريا قضى عليه تماماً، فبعد أن كان نجم شباك، في أفلام مثل "حاحا وتفاحة"، و"طباخ الرئيس"، أصبحت أفلامه الآن لا تحقق النجاح المرجو، كما أن المنتجين لم يقبلوا عليه منذ فترة".
بينما أكد الفنان طلعت زكريا، أنه لن يتحدث مرة أخرى في السياسة، وعلى الرغم من أنه يفضل نوعية الأفلام التي يوجد بها توجه سياسي، إلا أنه "خسر" كثيراً حينما أبدى رأيه، وتم تأويل بعض ما قاله بصورة مختلفة عما كان يقصد.
وأشار إلى أن المجتمع لا يتقبل الرأي والرأي الآخر، وفي حال ما أبدى الفنان رأيه، يتم وضعه في قوائم سوداء، ويتم التنكيل به وبأعماله، ولهذا قرر الاحتفاظ برأيه السياسي لنفسه فقط.
فيديو قد يعجبك: