إعلان

الست والسياسة.. من صاحبة العصمة إلى صراع السيدة الأولى

10:00 ص الأحد 04 فبراير 2018

أم كلثوم

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - حسن سامح

عاصرت كوكب الشرق أم كلثوم العديد من حكام مصر، بداية من السلطان فؤاد الأول قبل أن يصبح ملكا وانتهاء بالرئيس أنور السادات، وكانت أم كلثوم على علاقة بحكام مصر فيما عدا فؤاد الذي لم تكن اشتهرت بعد في عهده، وحضرت أم كلثوم عهدين سياسيين مختلفين، وهما مصر الملكية ومصر الجمهورية، لتحافظ أم كلثوم على مكانتها التي أعطاها لها المصريون في مختلف العصور السياسية التي مرت على مصر.

صاحبة العصمة

ارتبطت أم كلثوم بالقصر الملكي في مصر عندما أراد شريف باشا صبري- خال الملك فاروق- خطبتها، وبالرغم من رفض فاروق- تحت ضغوط من العائلة المالكة- هذه الزيجة إلا أنه قرّب أم كلثوم منه بسبب حب الشعب لصوتها، مما دفعه لحضور حفل النادي الأهلي بمناسبة عيد الفطر، والذي كانت تحييه أم كلثوم، ليفاجئ الحضور بسيارة ملكية يقودها الملك فاروق بنفسه، وكانت سيارات القصر في هذا الوقت معروفة بلونها الأحمر حيث كان محظورًا على أي سيارة أخرى طلاء هذا اللون.

وغنت أم كلثوم أغاني" ياليلة العيد" واستعاضت عن بعض أبياتها بأبيات أخرى؛ لتمجيد فاروق ومدحه ليُنعم عليها فاروق بعد الحفل بوسام الكمال من الطبقة الثالثة، وهو الوسام الممنوح لأميرات العائلة المالكة وزوجات رؤساء الوزارة، ما أغضب أغلب أميرات العائلة المالكة الحائزات على نفس الوسام، فكيف تصبح مطربة فلاحة صاحبة عصمة مثلهم؟

الست وعبدالناصر

بدأت أول علاقة بين جمال عبدالناصر وأم كلثوم عام 1948 أثناء حصار الفالوجة، عندما طلب جمال عبدالناصر من قيادة الجيش المصري سماع أغنية" غلبت أصالح في روحي" بعد رفضهم جميع مطالبه أو خططه بتطوير هجوم يكسر حصار الإسرائيليين، وكأي فلاحة مصرية أصيلة استجابت أم كلثوم لطلب الكتيبة المحاصرة وأهدتهم أغنية" أنا في انتظارك" ثم استقبلتهم بعد الحرب في منزلها لتلتقي ولأول مرة جمال عبدالناصر الذي قالت عنه في مجلة الهلال عام 1971 " قدم لي المرحوم القائد السيد طه ضباطه وجنوده، وحدثني عن أصحاب البطولات الكبيرة منهم، وكان في مقدمة أصحاب هذه البطولات الضابط الشاب جمال عبدالناصر"

وبعد ثورة يوليو 1952 ارتبطت أم كلثوم ارتباطا وثيقا بعبدالناصر ومجلس قيادة الثورة، بالرغم من منع أغانيها في بداية عهد الثورة ليتدخل عبدالناصر شخصيا ويعيد أغانيها مرة أخرى، ولم يكتف بهذا بل طلب من السفير الأمريكي أن تُعالج أم كلثوم في مستشفى البحرية الأمريكية، والتي لا يُعالج بها إلا كبار زعماء العالم،

وغنت أم كلثوم لعبدالناصر العديد من الأغاني منها" يا جمال يا مثال الوطنية" وأغنية" قم" التي غنتها عقب تنحي عبدالناصر، وغنت أم كلثوم في عدة عواصم عربية وعالمية لصالح المجهود الحربي عقب النكسة، وقامت بجمع التبرعات، كما اشترت قطعة أرض كبيرة بمدينة نصر؛ لإقامة مشروع أم كلثوم الخيري لرعاية مصابي الحرب.

أم كلثوم والسادات

عقب وفاة جمال عبدالناصر اعتزلت أم كلثوم الحياة وأغلقت عليها باب حجرتها وقررت ألا تغني مجددا لدرجة أن السادات ظن أنها اعتزلت الغناء اعتراضا على حكمه حتى اتصلت بها هاتفيا السيدة تحية كاظم أرملة الزعيم جمال عبدالناصر قائلة لها " عبدالناصر كان من عشاق صوتك، ارجعي لجمهورك وفنك وماتوقفيش صوتك علشان يرتاح عبدالناصر في قبره".

وذهبت بعدها أم كلثوم لمنزل السادات لتهنئته، وكانت العلاقة بينهما في السابق علاقة الأصدقاء ومن منطلق الصداقة التي بينهما قالت له أم كلثوم" مبروك الرئاسة يا أبو الأناور" مما أثار غضب جيهان السادات وقالت لها "أبوالأناور ده يبقى رئيس الجمهورية" وهمت لتطردها لولا تدخل الرئيس السادات.

صراع السيدة الأولى

بعد موقف أم كلثوم مع "أبو الأناور" وزوجتة تم منع أم كلثوم من الحفلات الرسمية للدوله التي كانت لا تتخلف عن إحياء أي منها في عهد الرئيس جمال عبدالناصر، ولم تقدم أي حفلات خارجية إلا حفل أبوظبي عام 1971 بدعوة شخصية من الشيخ زايد حاكم الإمارات، وعندما اشترت أم كلثوم أرض مشروعها الخيري سحبتها منها جيهان السادات واستأثرت بها لنفسها وأطلقت اسمها عليها، وكانت أم كلثوم وقتها في أواخر أيامها.

ويروي الفنان سمير صبري أنه كان يختتم حلقات برنامجه النادي الدولي بأغنيه لأم كلثوم، وجاءه أحد المسؤولين يأمره بعدم إذاعة أغاني أم كلثوم؛ بسبب الخلاف بينها وبين جيهان السادات، وفي إحدى الحفلات التي حضرها سمير- وكانت متواجده فيها أم كلثوم وجيهان- ذهب سمير صبري إلى جيهان السادات وأخبرها بالأمر فنظرت إليه بغضب قائلة "مين قال الكلام ده" واصطحبت يوسف السباعي وذهبت لأم كلثوم وصافحتها وتبادلا القبل وقالت للسباعي الذي كان وزيرا للثقافة والإعلام وقتها "ما عاش اللى يفكر حتى تفكير بأن يمنع أغانى أم كلثوم".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان