بشير الديك لمصراوي: عاطف الطيب كان شديد الموهبة والبساطة ولهذا السبب شعر بتأنيب الضمير
كتبت- منال الجيوشي:
هو من أهم المخرجين في تاريخ السينما العربية، مسيرته الفنية خير دليل على فنان عبقري، صاحب رؤية فنية، متمرد، بسيط، واقعي، اهتم بكل تفاصيل الصورة السينمائية، ليحفر اسمه في ذاكرة السينما المصرية.
المخرج الكبير عاطف الطيب الذي ولد في مثل هذا اليوم عام 1947، قدم للسينما عدد من الأفلام التي مازالت شاهدة على عبقرية ورؤية لن تتكرر.
فقدم عاطف الطيب للسينما "سواق الأتوبيس"، "البريء"، "ملف في الآداب"، "كشف المستور"، "أبناء وقتلة"، "الهروب"، "ضد الحكومة" وغيرها.
وجمعت المخرج الراحل علاقة صداقة بالسيناريست الكبير بشير الديك، حيث تعاونا في عدد كبير من الأعمال أبرزها "سواق الأتوبيس"، "ناجي العلي"، "ضد الحكومة".
وقال الكاتب الكبير في تصريحات خاصة لمصراوي، أن عاطف الطيب شاب مصري رائع، فأصوله تعود لمحافظة سوهاج بصعيد مصر، وولد وتربى في حي بولاق الدكرور، وعاش فترة شبابه بحي الدقي.
وتابع "الديك": "الطيب كان شديد الموهبة، وبسيطا في طريقة توصيله لرؤيته، فهو يستطيع توصيل أفكاره وما يؤمن به بطريقة تبدو سهلة، وهذا هو الفن الحقيقي".
واستكمل: "كان عاطف الطيب مخرج شديد القوة، فهو يستطيع أن يؤثر على المتفرج عن طريق تقطيع الكادرات، ويستطيع التأثير على المتلقي بأبسط الوسائل التي تبدو حقيقية، فالفن هو إيهام بالحقيقة".
وأكد "الديك" أن "الكيميا" التي جمعته بعاطف الطيب مبنية على الاحترام الشديد، وكلما كان المخرج والمؤلف قريبين في الفكر والروح كان العمل أكثر تكاملا.
وأشار إلى إنه لم يختلف مع عاطف الطيب أبدا، فكانت الخلافات مجرد "نقاشات"، حتى أننا كنا نتناقش في الموسيقى، فكان الطيب حريصا على أن تكون كل "تفصيلة" مميزة.
وعلى المستوى الإنساني أكد "الديك" أن عاطف الطيب كان إنسانا فريدا، وتابع: "بفتكر له مواقف كتيرة، أهمها لما ابني أحمد توفى وهو عنده 14 سنة مسابنيش ليلة، يوميا كان يجي يقعد معايا بالساعات بلا توقف، عشان يخرجني من الحالة اللي أنا فيها، كان يخلص مونتاج ويجي يفضل قاعد معايا، وفي الحقيقة هو قدر يخرجني من الحالة السيئة اللي كنت فيها".
وأشار إلى إن "الطيب" ألح عليه ليشاهد فيلمهما "ضربة معلم" الذي قام ببطولته أحمد زكي، حتى يخرج من حالته النفسية السيئة، وبالفعل ذهبا سويا بعد انتهاء مرحلة المونتاج، إلا إن النتيجة جاءت عكسية وأصيب "الديك" بانهيار شديد، فالعلاقة بين بطل الفيلم وابنه، كانت نفسها هي العلاقة القوية التي ربطت بشير الديك بنجله الراحل، حتى أن عاطف الطيب شعر بتأنيب الضمير بعدها.
وأوضح الكاتب الكبير أن عاطف الطيب كان سيجري عملية تغيير صمام بالقلب في ألمانيا، إلا إن أحد الأطباء أقنعه بإجرائها داخل مصر، خاصة أنها عملية "بسيطة" وقبل وفاته بيوم واحد سافر "الديك" لألمانيا وودعه، ولم يعلم أي منهما أنه اللقاء الأخير.
واختتم "الديك" حديثه قائلا: "في الطيارة وأنا راجع من ألمانيا، بصيت في الجرايد لقيت صورة عاطف في الصفحة الأولى، وانهرت من الصدمة لما عرفت إنه اتوفى، وفضلت أبكي لحد ما وصلت المطار، خبر وفاته كان حقيقي من أسوأ الحاجات اللي مرت عليا في حياتي".
فيديو قد يعجبك: