لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

نجل توفيق الدقن يكشف لمصراوي خزائن أسراره: والدي عاش باسم شقيقه.. والأهلي والزمالك"اتخانقوا عليه"

07:34 م الإثنين 26 نوفمبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - منال الجيوشي:

تصوير - أحمد طرانة:

"أحلى من الشرف مفيش".. "العلبة دي فيها فيل".. "صلاة النبي أحسن"؛ إفيهات حفظها الجمهور العربي عن ظهر قلب لنجم خالد في ذاكرة السينما العربية، أحبه الجمهور، واشتهر بتقديم أدوار الشر بطريقة ميزته عن غيره من أبناء جيله. وعلى الرغم من طيبته وخجله الشديدين في حياته العادية، إلا أن النجم توفيق الدقن يعد أحد أبرز النجوم الذين برعوا في الأدوار التي تحتاج قدرات فنية وموهبة فريدة.

مصراوي التقى المستشار ماضي توفيق الدقن، النجل الأكبر للنجم الراحل، وكان لنا معه هذا اللقاء:

بداية.. ما حكاية "بدل فاقد" في حياة توفيق الدقن؟

أنجب جدي رحمه الله ولدًا أطلق عليه اسم "توفيق"، وارتبط به ارتباطًا وثيقًا، إلا أنه رحل في ظروف غامضة وهو في الثالثة من عمره "يعني طفل عادي جدًا مش عيان ولا حاجة فجأة نام ما قامش". وقد حزن جدي عليه جدًا وكانت جدتي وقتها "حامل" في والدي، فلم يقم الجد باستخراج شهادة وفاة نجله المتوفي الذي كان يكبر والدي بـ3 سنوات، وحينما ولد والدي أطلق عليه جدي اسم "توفيق" ولم يستخرج له شهادة ميلاد، وبهذا عاش والدي 3 سنوات "مش بتوعه" وكان دائمًا يقول "أنا بدل فاقد".

وما تاريخ ميلاده الحقيقي؟

تاريخ ميلاده الحقيقي 3 مايو 1923، بينما الموجود في الورق الرسمي 3 مايو 1920، وكان هو أكبر أشقائه "5 بنات و3 أولاد".

قبل التحاقه بالفن.. هل كان توفيق الدقن بالفعل بطلاً رياضيًا؟

بالفعل.. والدي كان متعدد المواهب؛ ففي "كُتاب" القرية بمحافظة المنيا حفظ أجزاء من القرآن الكريم وكان صاحب صوت مميز في التلاوة، وبعدها أصبح رياضيًا مشهورًا في محافظتنا وكان بطلاً في الملاكمة.

لعب والدي (وينج لفت) في نادي المنيا، وكان الأهلي والزمالك بيتخانقوا عليه وهو كان "زملكاوي" صميمًا ورياضيًا من الدرجة الأولى وكان يحب كرة القدم جدًا، وكابتن أبورجيلة من كام سنة قابلني وقالي أبوك كان حريف كورة، ورغم كل هذا كان أيضًا رئيسًا لفريق التمثيل بالمدرسة.

توفيق الدقن كان له موقف طريف منعه من الالتحاق بنادي الزمالك؟

نادي الزمالك كان نادي الملك فاروق في ذلك الوقت، وكان تكريمًا لكل من يلعب في النادي أن يلتحق بالكلية الحربية لمدة 6 أشهر، ليتخرج فيها ضابطًا يلعب في النادي. ولكي يلتحق بالكلية الحربية كان عليه أن يحلق شعره "زيرو"، وكان والدي يحب شعره ويعتز به للغاية، لهذا رفض الالتحاق بنادي الملك، والتحق بنادي السكة الحديد وقتها.

الفنانة روحية خالد كانت سببًا في دخول والدك الفن.. كيف ذلك؟

والدي كان يقول دائمًا إن روحية خالد زميلته ومعلمته في نفس الوقت؛ ففي أحد الأيام كان نادي المنيا الرياضي ينظم حفله السنوي، والذي يضم فقرات رياضية وعملًا مسرحيًا لإحدى الفرق الكبرى القادمة من القاهرة، فاستضافوا في هذا اليوم فرقة روحية خالد وفتوح نشاطي.

قبل بدء الحفل تغيب الفنان عبدالعزيز خليل بطل العمل لظروف مرضه، وظلوا يبحثون عن بديل لخليل، وأثناء بحثهم كان والدي قد انتهى من مباراته مع فريق المنيا، وأثناء خروجه فوجئ بسيدة تصرخ قائلة "هو ده امسكوه"، فجرى والدي وفوجئ بأشخاص تلاحقه، وعرف بعدها أنهم يطلبونه لتمثيل الدور أمام روحية خالد.

بعدها جلس والدي في غرفة صغيرة لها نافذة، وتمنى وقتها لو أن هناك بابًا ليخرج منه إلى الشارع من شدة خجله، فوقتها كان يقوم بالتمثيل أمام أصدقائه ولم يتصور أن يقف على المسرح أمام حشد من الجمهور، ودخلت "روحية" وحكت له الدور، وشجعته على الموافقة، وحفظ الدور ووقف على المسرح أمام كل هذا الجمهور.

كيف استقبله الجمهور للمرة الأولى على المسرح؟

بعدما انتهى والدي من تقديم الدور، وهو بالمناسبة دور شرير، استمر الناس في التصفيق له لفترة طويلة، ووقتها شعر أن هذا التصفيق له طعم مختلف عن تصفيق الكرة، فوصفه بالأجمل وبأنه خاطب روحه ووجدانه، وشعر أنه لا بد أن يتفرغ للتمثيل، وبعدها نصحته روحية خالد وفتوح نشاطي بترك المنيا والسفر إلى القاهرة للالتحاق بمعهد التمثيل، خاصةً أنها تنبأت له بأنه سيصبح نجمًا.

وقتها كان والدي يعمل في نيابات المنيا، وحتى يسافر إلى القاهرة كان ينبغي عليه أن يبحث عن شخص يعمل بالقاهرة ويريد الانتقال إلى المنيا، وفي هذه الحالة فقط يستطيع أن يقنع والده بالانتقال للقاهرة مع الاحتفاظ بعمله في نفس الوقت، وبالفعل بحث له أبناء عمته عن شخص بهذه المواصفات ووفقوا للأمر، وكأن الأمر سيناريو مكتوبًا لكي يصبح توفيق الدقن نجمًا، وبعدها استقر في القاهرة وكان يعمل في الصباح ويدرس بالمعهد ليلاً.

وهل حدث صدام بين والدك وجدك بعد رغبته في التمثيل؟

نشأة جدي الدينية ونظرة المجتمع وقتها للممثل ومهنة التمثيل ككل وقفت حائلاً لفترة بين والدي وبين رغبته في التمثيل، ولم تكن النظرة للتمثيل جيدة إلا بعد ظهور الفرق المسرحية الكبرى مثل فرقة جورج أبيض ويوسف وهبي وزكي طليمات، حينها قام الفنانون الكبار بفتح المعاهد بعدما سافروا في بعثات للخارج وشاهدوا "تقديس" أوروبا للفنان، وهذه أمور كانت غائبة عن الوعي الجمعي المصري، وحتى لا يحدث هذا الصدام أخفى والدي عن جدي أمر احترافه التمثيل، وبعدها توفي جدي وقرر والدي أن ينقل أسرته بالكامل معه إلى القاهرة.

فيديو قد يعجبك: