لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كيف أثّر عبد الناصر في مشوار حليم وأم كلثوم وجاهين وعبد الوهاب؟

03:56 م الإثنين 15 يناير 2018

الرئيس الراحل جمال عبد الناصر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- سما جابر:

تحل اليوم، 15 يناير، الذكرى المئوية المئوية الأولى لميلاد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حيث وُلد عام 1918، وتوفى 28 سبتمبر 1970.

بالرغم من حالة الجدل السياسي التي شهدها عصر عبد الناصر، إلا أنه يعتبر من أكثر الرؤساء المصريين الذين توطدت علاقتهم بالفن والفنانين، حيث كان له دورًا كبيرًا في مشوار عدد من مشاهير وكبار فناني هذا العصر، ومن أبرزهم العندليب عبد الحليم حافظ وأم كلثوم، ومحمد عبد الوهاب وغيرهم، ويرصد مصراوي في التقرير التالي كيف أثر عبد الناصر في المشوار الفني لهؤلاء، وأبرز مواقفه معهم.

image

زيارة مفاجئة للعندليب في منزله

كان عبد الحليم حافظ أحد أهم مطربي هذا العصر لدى الحكومة، فكان من أكبر المؤيدين لثورة 23 يوليو، وقدم العديد من الأغاني المؤيدة للثورة ولعبد الناصر، كما كان مقربًا إلى حد ما من الزعيم، ومن أبرز المواقف الشخصية التي رسخت لتلك الفكرة، هي قيام ناصر بزيارة مفاجئة للعندليب في منزله، بعد أن قدم الأخير وصلته الغنائية في حفل عيد الثورة عام 1963، بحضور الرئيس مجلس قيادة الثورة وكبار رجال الدولة، حيث غنى عبد الحليم حافظ لأول مرة أغنية “المسئولية”.

وزار الرئيس العندليب في منزله وطلب منه أن يسافر للعلاج في الخارج وأوصاه بعد عودته بأن يتعاون مع الشاعر الكبير صلاح جاهين لإنتاج مجموعة أغاني تحفز الجمهور على محو أميتهم.

image (1)

صداقة الرئيس وأم كلثوم

ربطت بين الزعيم وأم كلثوم علاقة وصلت إلى ما يشبه الصداقة، وجمعتهما مواقف عديدة، كما غنت أغنيات كثيرة له وللثورة، وحكت أم كلثوم عن قصة أول مرة تعرفت فيها على الرئيس الراحل، وذلك خلال من خلال مقال صحفي نُشر في مجلة الهلال بعد وفاته بعام تقريبًا، بعنوان "كيف عرفت عبد الناصر؟"، حيث قالت إن أول لقاء كان عام 1948، وتحديدًا وقت مأساة فلسطين، وأضافت: "كنت أتتبع أنباء إخوتي وأبنائي أبطال الفالوجا يومًا بيوم، وبعد عودتهم استقبلتهم بدموع المصرية الفخورة بأبناء مصر، وجلست بينهم وأنا أشعر أنهم أسرتي، صميم أسرتي، إخوتي وأبنائي، وهناك قدم لي المرحوم القائد السيد طه ضباطه وجنوده، وحدثني عن أصحاب البطولات الكبيرة منهم، وكان في مقدمة أصحاب هذه البطولات الضابط الشاب جمال عبدالناصر".

وأوضحت أنها صافحت الضابط الشاب وأحست في عينيه إخلاصًا وطنيًا لا حدود له، ولم تكن تعلم وقتها أنه سيلعب دورًا هائلًا في تاريخ مصر بعد أربع سنوات.

image (2)

وأكد العديد من الذين عاصروا تلك المرحلة، وأبرزهم الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل، أن ناصر من محبي صوت كوكب الشرق، وكان يستمع إليها دائمًا، وقالت بعض التقارير الصحفية إن أم كلثوم أُصيبت بصدمة كبيرة يوم عرفت بخبر وفاته، حتى إنها حبست نفسها في منزلها وقررت اعتزال الفن نهائياً، لكنها وفي الوقت عينه قررت تقديم قصيدة لرثاء الزعيم الراحل، فكانت قصيدة "رسالة إلى الزعيم"، وبعد انتهائها من تسجيل القصيدة، أُصيبت بانهيار عصبي تم نقلها على إثره إلى منزلها، حيث ارتدت الأسود معلنة عن نيتها اعتزال الغناء، وعندما وصل الخبر إلى زوجة عبد الناصر اتصلت بها، وقالت: "إننا خسرنا جمال عبد الناصر ولا نريد خسارتك أنتِ أيضاً، إذا كنتِ تحبين جمال فأخرجي من حبسك وغني لأنه كان معجبا بصوتك".

image (3)

ناصر يتسبب في لقاء السحاب

بحسب الروايات المتداولة، فإن عبد الناصر كان السبب الأساسي لخروج أغنية "أنت عمري" للنور، والتي شهدت اللقاء الأول بين أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب كملحن، حيث كانت ترددت أنباء في الوسط الفني في ذلك الوقت حول رفض أم كلثوم التعاون مع عبد الوهاب في أغنية من تلحينه، ووصلت تلك الأنباء إلى مجلس قيادة الثورة، والذي شعر أعضاؤه حينها بتسرب روح "العداء الفني" بين عبد الوهاب وأم كلثوم للجمهور، من خلال الصحافة التي أخذت تكتب عن رفض "كوكب" الشرق الغناء بتلحين "موسيقار الأجيال"، وكلاهما يمتلك قاعدة جماهيرية ليس من مصلحة أحد تفتيتها.

وعقب انتهاء الحفل السنوي بمناسبة ثورة 23 يوليو عام 1963، التقى الرئيس جمال عبد الناصر بالسيدة أم كلثوم والموسيقار عبد الوهاب، في حضور المشير عبد الحكيم عامر، حيث قال ناصر لهما: "ﻟﻥ ﺃﻏﻔﺭ ﻟﻜﻤﺎ ﻋﺩﻡ ﺍﺸﺘﺭﺍﻜﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﻋﻤل ﻓﻨﻲ ﻭﺍﺤﺩ"، ثم وجه كلامه لعبد الوهاب: "أﻴﻥ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﻤﺠﻨﻭﻥ ﻟﻴﻠﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﻤﻌﺕ ﺃﻨﻙ ﻟﺤﻨﺘﻬﺎ"، وهنا تدخل عبد الحكيم عامر في الحوار قائلًا: "المهم أي عمل يشتركان فيه"، وجاء الرد على الفور من الاثنين، فقال موسيقار الأجيال: "لا مانع"، وقالت أم كلثوم: "أنا أتمنى ذلك"، ليبدأ التجهيز لواحدة من أروع الأغنيات في مشوار كلاهما.

image (4)

اكتئاب صلاح جاهين

حالة الحب الكبيرة التي كان يعبر عنها الكاتب والشاعر الراحل صلاح جاهين في أشعاره وكتاباته، تجاه الوطن وتجاه عبد الناصر، كان أكبر دليل عليها هو إصابته باكتئاب حاد بعد نكسة 1967، حيث قال بعدها: "لقد عانيتُ ما عانتهُ مصر كلها من فترة اكتئاب من عام 1967 وحتى نصر 1973، فعندما حلت النكسة بمصر حلت بكُل شيء، نكسة في الحياة، في أعماق البشر، في الشعر، في الغناء، في كل شيء، أنا كمصري تأثرت بهذه النكسة، وكفنان تأثرت أكثر وأكثر، لأن قبل النكسة كان هناك شيء نغني لهُ".

وبالرغم مما حدث وقت النكسة وما بعدها، لكن حب ناصر في قلب جاهين لم يقل، بل فلم يصدق جاهين وفاة عبد الناصر، حيث رثاه قائلًا: "حتى الرسول مات وأمر الله لا بد يكون.. بس الفراق صعب وإحنا شعب قلبه حنون... وحشتنا نظرة عيونك للبلد يا جمال.. والحزم والعزم فيها وحبها المكنون.. وحشتنا عبسة جبينك وإنت بتفكر.. ونبرتك وإنت بتعلمنا وتفسر.. وبسمة الود لما تواجه الملايين.. وقبضة اليد لما تدق ع المنبر".

image (5)

فيديو قد يعجبك: