بالفيديو.. 5 وصايا سجلها "الحكيم" سيد حجاب في أغاني المسلسلات
كتب- مصطفى حمزة:
بعبقرية نادرة، حوّل الشاعر الراحل سيد حجاب أغاني المسلسلات لوصايا حكيمة، عاشت في وجدان الشعب المصري، وعلى يديه تحولت الكلمات إلى "يدين" تدخلان البيوت لـ"الطبطبة" على المجروح، أو عبرة "للظالم والمغرور بمفاتن دنيا غرورة"، كما أصبحت الأغنية "ونسة محبة" بين أب وأبنائه، تلونهم بما تحمله من عتاب.. فرحة.. حزن.. أحلام.
ولعل أبرز وأوّل ما يمكن التوقف أمامه، هو اهتمام صاحب "جنة الإنسانية"، بانتقاء مفردات تتسم بالبساطة و"الحميمية"، يغلب عليها "اهتمام" المحب، وتغيب عنها "شعارات" الواعظ، ولهذا عرفت كلماته طريقها الى المنطقة السحرية في الوجدان.
وفي كل أغاني المسلسلات التي كتبها حرص "حجاب" على غرس "قيم" بعينها، فطوّع كلماته للتأكيد على أهمية "العائلة"، وبشر بنور "النهار"، ودق ناقوس الخطر بقوة أمام كل "طماع".
وفي ذكرى الأربعين لرحيل الشاعر الكبير، يرصد "مصراوي" بعض رسائل "حكمة تجربة الحياة"، التي حملها حجاب كـ"أمانة" للأجيال في أغاني مقدمات ونهايات المسلسلات التي كتبها.
المساواة.. صرخة البشرية الأولى
أول القيم التي أوصانا بها الشاعر الراحل هي "كلنا من أم واحدة وأب واحد"، فكتب عام 1990 لمسلسل "الوسية": "سوانا رب الناس سواسية.. لا حد فينا يزيد.. ولا حد ناقص إيد.. جينا الحياة زي النبات أبرياء"، وبعده بسبع سنوات عاد ليقول في مسلسل "الشهد والدموع": "تحت نفس الشمس.. فوق نفس التراب.. كلنا بنجري ورا نفس السراب.. كلنا من أم واحدة.. أب واحد"، قبل أن يعود فى 2005 ليكرر في مسلسل "المرسى والبحار" بصيغة أخرى "متقولش أصلك وفصلك كلنا واحد.. من أصل واحد.. ورب الكون إله واحد".
"أهلك يا تهلك".. الوصية القديمة
عبر أغاني 3 مسلسلات كتبها في سنين مختلفة، أوصى حجاب محبيه بحسن معاملة الأهل، في عام 1994 تغنى حسن فؤاد في تتر مسلسل "أرابيسك": "أهلك يا تهلك.. ده إنت بالناس تكون"، كما شدت أنغام له في مسلسل العائلة "إن دارت الدنيا علينا/ وليّلت من حوالينا/ نتلم في أحضان أهالينا/ يا إما نتبعتر.. ونتوه".
وعاد ليوصينا بالأهل في مسلسل "أميرة في عابدين" عام 2002، حينما غنى له هشام عباس "بركة دعا الوالدين ليوم الدين/ تِحْمينا من كل العدا اللاّبْدين".
إياك والطمع.. تحذير من حجاب
وفي ثالث تعاليمه، أوصانا "حجاب" بتجنب الطمع فـ"الدنيا مش جاه ومال"، وبصوت "علي الحجار" حذرنا في تتر مسلسل "المال والبنون" (1992)، قائلا: "لا المال ينور طريقى. ولا البنون بلوا ريقي/ عملي في حياتي رفيقي.. في وقفتي الأخرانية".. وذلك بعد أن كتب "حجاب" لـ"الحجار" فى "الشهد والدموع" عام 1983: "ليه تفرقنا الأمانى والمطامع؟/ إيه يفيدنى المال إذا ما مال زمانى".
وفي عام 1987، تغنى محمد الحلو بصوته الشجي في "ليالى الحلمية": "منين بيجى السواد. من الطمع والعناد/ منين بيجى الرضا.. من الإيمان بالقضا/ ولفين ياخدنا الأنين.. لليالى ملهاش عينين"، وعاد حجاب للوصية ذاتها مع مدحت صالح بعدها بستة عشر عاما في مسلسل "الحقيقة والسراب": "اللى تقول إن الحياه جاه ومال/ حاسب لا تبنى قصور رمال.. ع الرمال/ إيه يفيد المال.. إذا الدهر مال/ اللي خسر روحه.. وطغى وافترى".
وعاد مع مدحت صالح، يغني التحذير نفسه بكلمات مختلفة عام 2008 في "شرف فتح الباب": " الدنيا يا ابن الناس مهيش جاه ومال/ وراحة البال فين إذا حالها مال"، ويؤكدا علينا "شر شيء الجشع والخلق محووجة".
لا تأمن غدر الزمن
"إذا في الضلال ماشي/ الأيام ما دايماشى" رابع وصية تركها "حجاب" لنا عبر أكثر من مسلسل، وكانت البداية عام 1982 من خلال "وقال البحر"، حينما كتب "ياللى إنتوا فاكرين هتاخدوا الدنيا..وحديكوا/ الدنيا واخداكوا..مش انتوا اللى واخدينها".
وقال في "أرابيسك": "إن درت ضهرك للزمن يتركك/ لكن سنابك مهرته تفركك/ وإن درت وشك للحياة تشبكك/ والخير يجيك بالكوم.. وهمك يهون"، وأعاد وصيته فى "المرسى والبحار": "تقول زماني عماني، وداربي طال بي ودار/ تضيع في بحر الزمن، وتعيش غريب الدار".
وتابع التحذير فى "شرف فتح الباب"، قائلا "وإذا في الضلال ماشي الأيام مديماشي/ اصحي ومتعماشي لتشدك الموجه للهوجة)، ولخصها فى "أميرة فى عابدين"، قائلا "ياللى الزمان.. خدكو لفوق فى صعوده/ ورجع وخان.. ضعتوا ف بروقه ورعوده/ عودوا لأصولكوا.. تاني للأرض عودوا/ ده اللي يمد جدوره.. يشتد عوده".
لا تفقد الأمل.. الوصية الأولى والأخيرة
"مهما طال الليل ييجي النهار".. الوصية التي انشغل "حجاب" في ترسيخها، واهتم بتكرارها طوال مشواره، وكانت البداية بأول مقدمة كتبها عام 1979 لمسلسل "الأيام"، حينما انشد له "الحجار": "مهما تكون فيه عتمة ومواجع/ العتمة سور بيجى النهار.. تنهار/ من عتمة الليل.. النهار راجع.. ومهما طال الليل.. ييجى النهار راجع".
وبعدها 11 عاما غنى "الحلو" له في "الوسية ": "واحلم بعين صاحية ولا تنامشي/ غير لما تقطف زهر أيامك"، وذلك بعد أن كتب فى عام 1987 من مسلسل "عصفور النار" استمعنا إلى فردوس عبد الحميد تغنى "ورا كل خنقة جاي صباح رباح براح/ وانزاح يا ليل.. ده الفجر لاح).
وعام 1994 غنت له أنغام تتر مسلسل "العائلة": "مهما الليالي تكون فايتة/ وبكرة جاي قوموا قابلوه)، ومن خلال صوت "هشام عباس" الذي يتسم بنبرة معبرة عن معانى "التفاؤل والبهجة"، أطلقها حجاب مجددا عبر مسلسل "أميرة فى عابدين"، وكتب (وافرد شراع حلمك.. ومد الدراع لبكره.. تلقى بكره بين الإيدين).
فيديو قد يعجبك: