قتلة على كراسي متحركة.. مجرمون ولكن ظرفاء
كتبت-رنا الجميعي:
خلطة هذا الفيلم المجري من النوع المعروف، يحتوي على مشاهد من صفقات العصابات، والقتل بينهم، كما أن منظر الدم ستتقبله بشكل عادي، هذا العمل مزيج من الأكشن والدراما الساخرة، ستتساءل ما الجديد في فيلم كهذا، صنعه سابقًا مخرجين كبار، غير أن الجديد الذي يُقدمه هذا العمل السينمائي، وهو ممثل المجر في فئة أفضل فيلم أجنبي بالأوسكار، أن أبطاله "قتلة على كراسي متحركة".
رغم الإعاقة التي تجسدت في أبطال الفيلم الثلاثة، إلا أنها لم تُعقهم من العيش بكل الطرق، تعرّف زولي وبابا على روزبانوف رجل المطافئ، الذي عانى من الشلل بسبب وظيفته الخطرة، ويُحاول روزبانوف (سزابولكس ثروسيزي) كسب عيشه من خلال العمل لحساب إحدى العصابات، ويساعده الشابان.
عُرض الفيلم ضمن المسابقة الرسمية بمهرجان القاهرة السينمائي، وحاز على جائزة الهرم البرونزي لأفضل عمل أول، لمخرجه "أتيلا تيل". جاء حسّ السخرية بالفيلم عميق، وهو ما يتماس مع حالة الممثلين الحقيقية، فهم مقعدون بالفعل ما عدا ثروسيزي، لعب دور زولي الممثل زولتان فينفستي، المصاب بإعاقة جسدية بالفعل، كذلك كان بابا الذي لعب دوره آدم فيكيت، فماذا يعني أن يشترك ثلاثة في عمليات قتل لحساب عصابة، وكيف يُمكن حدوث ذلك، لكنهم بالفعل يتمكنوا من النجاح والإفلات من تلك الجرائم.
ورغم أفعالهم الإجرامية إلا أن المُشاهد لا يفقد تعاطفه معهم، روزبانوف، رجل المطافئ السابق، خسر حبيبته بسبب إعاقته، وتتزوج من رجل آخر، يذهب إلى فرحها مُلقيًا كلمة تهنئة لكنه يثير المتاعب كعادته، مُحاولًا التودد من حبيبته السابقة أثناء فرحها، ما يُثير غضب الزوج الذي يضربه.
أما زولي، الشاب العشريني، فحياته فارغة إلا من بين زيارة الطبيب والرسم والجلوس مع أصدقائه، ويحس بالغضب تجاه والده الذي هرب من مسئوليته تجاهه، ويرفض ماله المخصص لإجراء عملية له، أما بابا المُصاب بإعاقة حركية، فلديه من الذكاء ما يظهر أثناء عمليات التخطيط للقتل، ومميز بعادته في رش العطر حول جسده، فهو متيقن تمامًا من مرور فتاة جميلة ذات يوم لتجامله بشأن رائحته الجميلة.
مع كل مشهد جديد بالفيلم، يُقاطعنا رسومات كوميكس عن البطل الأساسي للفيلم، روزبانوف، ومشاهد من جرائم القتل، لا نعرف شئ عن تلك الرسومات سوى أن زولي وبابا لديهم موهبة في الرسم، ويقومون بمحاولة الخروج بمجلة مصورة. يمتلأ الفيلم بمشاهد أكشن، سيرى المشاهدون ممثلين مقعدون يحاولون الهرب بعد عمليات القتل، كذلك طلقات روزبانوف الماهرة التي تصل إلى محلها.
أما عن الصداقة بينهم فتتجلى في أكبر صورها عندما يعلم رئيس العصابة الصربي بوجود رفيقين لروزبانوف، يأمره بقتلهم لأنه لا يريد أحدًا غيره، يذهب رجل المطافئ السابق مع زولي وبابا في نزهة صيد، وعلى شط البحيرة العميقة يدفعهما روزبانوف، نعم يتوقف العقل قليلًا هنا للوهلة الأولى، سيستطيعان السباحة والنجاة، لكن مهلًا فإنهما قعيدين، في الندوة التي أعقبت عرض ذلك الفيلم، قال الممثل "فينسفتي" إنهما تدربا جيدًا على ذلك المشهد الصعب، واستعانا باللايف جاكت، في اللحظة الأخيرة يقوم روزبانوف بإنقاذهما قائلًا "كانت سخرية ثقيلة".
مع رؤية الثلاثة أصدقاء ساعين للاحتفال بالحياة بكل الطرق، ستشعر معهم أنهم قادرين على محاربة تلك الإعاقة، حتى مع مشهد محاولة قتل رئيس العصابة الصربي لروزبانوف عقابًا على عدم قتل صديقيه، سيتمكن رجل المطافئ السابق من الإفلات من حبل المشنقة، دون أي شعور بفانتازية المشهد، ستتعاطف مع روزبانوف الذي يملك إرادة قوية، فيُحاول بكل قوته الاستناد على قدميه ولو قليلًا حتي يبعد حبل المشنقة عن رقبته.
جاء التصوير بكادرات واسعة، مُعظم المشاهد كانت في أماكن مفتوحة، فلقاءات روزبانوف جاءت في مواقع واسعة بعيدة عن الأعين، كذلك مشهد قتل إحدى العصابات، تنوعت لقاءات الأصدقاء بين الأماكن الخارجية وبيت روزبانوف للشرب ورفقة النساء.
ورغم أن قصة الفيلم تبدو بسيطة وغير مُعقدة، إلا أنها فاجئت الجميع مع نهايتها، لتتحول الأحداث بشكل درامي مدهش، لم يتوقعه أحد.
فيديو قد يعجبك: