لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بيرم التونسي.. أمير شعر العامية نفاه فؤاد وعفا عنه فاروق ومنحه ناصر الجنسية

02:31 م الأربعاء 04 مارس 2015

كتبت- منى الموجي:

قالوا عنه تونسي، أوراقه تنفي مصريته، فليذهب إلى بلده، ولكنها ضاقت هي الأخرى به فانكرته، ليقرر الرحيل إلى باريس والتي رأى فيها ما كان يتمنى أن يراه في بلداننا العربية، هو أمير شعر العامية، الذي خشي أمير الشعراء أحمد شوقي منه على الفصحى، لجمال أزجاله، مصري الهوى تونسي الأصل محمود بيرم التونسي.

الأولة آه

وصف بيرم ما تعرض له في مصر وتونس وباريس بقصيدة قال فيها:

الأولة آه والتانية آه والتالتة آه

الأولة مصر.. قالوا تونسي ونفوني

والتانية تونس.. وفيها الأهل جحدوني

والتالتة باريس.. وفي باريس جهلوني

الأولة مصر.. قالوا تونسي ونفوني جزاة الخير

والتانية تونس.. وفيها الأهل جحدوني وحتى الغير

والتالتة باريس.. وفي باريس جهلوني وأنا موليير

الأولة: شرّبتني من فراقها كاس بمرارة

والتانية: آه فرّجتني ع الجمال ينداس يا خسارة

والتالتة: يا ناس يا ريتني كان لي فيها ناس وإدارة

أغنية ''هاتجن ياريت يااخونا ماروحتش لندن ولا باريس''.. اضغط هنا

الاسكندرية

ولد بيرم في مارس عام 1893، في الإسكندرية لأسرة تونسية، وكانت أولى القصائد التي ذاع من خلالها صيته، قصيدة ''بائع الفجل''، وفيها انتقد المجلس البلدي لفرضه ضرائب باهظة على السكان.

جعل بيرم من قلمه الساخر سوطا مُسلط على فساد المجتمع، فأخذ ينتقد الظلم ويهجو المستعمر، ولم ينج أحدا من سيفه الحاد، حتى العائلة المالكة، فهاجم في كتاباته زوج ابنة ملك البلاد آنذاك فؤاد الأول، فأصدر الملك قرار بنفيه إلى وطنه تونس، ولكن كان القلب متعلقا بمصر عاشقا لها، يحلم باليوم الذي يعود فيه إلى وطن اختاره قلبه، لا نسبه.

عاد بيرم لمصر بجواز سفر مزور، لينتقد من جديد العائلة المالكة، ولكن هذه المرة كتب قصيدة هجاء في الملك فؤاد نفسه، ويقول في مطلعها:

ولما عدمنا في مصر الملوك

جابوك الانجليز يا فؤاد قعدوك

تمثل على العرش دور الملوك

وفين يلقوا مجرم نظيرك ودون

نُفي بيرم مرة أخرى لفرنسا، وعاش معاناة حقيقية بعد طرده من وظيفته، وتنقل ما بين سوريا ولبنان، ولم ينس قلمه وأشعاره الساخرة الناقدة لكل ما يستحق النقد، حتى عاد دون ترتيب إلى مصر مرة أخرى، ليقدم طلب عفو إلى الملك فاروق، ويحصل عليه بالفعل.

مقلب أم كلثوم

عُرف عن أم كلثوم حبها للمقالب والنكات، وكان من بين ضحاياها بيرم التونسي، اعتمدت في مقلبها على طيبة قلبه، فذات يوم استقبل بيرم مكالمة من فتاة تركية تطلب منه أن يغني لها أغنية ''غني لي لي شوية شوية'' وهي أغنية من كلماته غنتها أم كلثوم في فيلم ''سلامة''، وحاول أن يوضح بيرم لهذه الفتاة انه مؤلف وليس مغنيا.

أصرت الفتاة على طلبها، حتى تدخلت والدتها وأخذت منها سماعة التليفون، واعتذرت له عن تصرف ابنتها، مؤكدة له أنها تعاني من مرض عقلي، فرق قلب بيرم وغنى للفتاة الأغنية، ظل بيرم يستقبل هذه المكالمة يوميا ولمدة اقتربت من ستة أشهر، حتى اكتشف في النهاية أن الفتاة وأمها لم تكونا سوى أم كلثوم ذاتها.

كانت علاقة بيرم التونسي بأم كلثوم بدأت عن طريق زكريا أحمد، فقدم الثلاثي عدد كبير من أجمل الأغاني، من بينها الورد جميل، يا صباح الخير، الأولة في الغرام، الحب كده، هو صحيح الهوى غلاب، كل الاحبة اتنين، شمس الاصيل، انا في انتظارك، والقلب يعشق كل جميل.

مشهد من مسلسل ''أم كلثوم'' يجمع بيرم وأم كلثوم وزكريا أحمد.. اضغط هنا

 

كانت أغنية ''هو صحيح الهوى غلاب'' أخر أغنية جمعت الثلاثي أم كلثوم، زكريا أحمد وبيرم التونسي, حيث توفي بيرم ولحق به رفيق كفاحه وصديق عمره الشيخ زكريا عام 1961.

مقطع من أغنية ''هو صحيح الهوى غلاب''.. اضغط هنا

تعاون بيرم مع عدد كبير من المطربين من بينهم موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، فريد الأطرش، اسمهان، ليلى مراد، نور الهدى، وقبلهم الشيخ سيد درويش، ومن بين أشهر الأغاني التي قدمها لدرويش أغنية ''أنا المصري كريم العنصرين''

الجنسية

في عام 1960 منحه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية، وحصل بعدها على الجنسية المصرية، وتوفي في 5 يناير عام 1961، بعد صراع مع مرض الربو.

اشترك في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة لمعرفة أخبار أهل الفن ... اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان