حماده سلطان.. ''ملك النكتة'' الذي اشتهر بسبب الحرب العالمية الأولى - (بروفايل)

كتب - حسين الجندي:

رسم الابتسامة علي وجه من يشاهده، فكان ذلك هو هدفه الأول وليس المال، لذلك كان يتقاضى في بداية مشواره الفني راتباً أقصاه خمسة جنيهات،عندما بدأ في الاذاعة المصرية، هو المونولجست وملك ''النُكت'' حماده سلطان، واحداً من أهم رموز الفكاهة والضحك في الوطن العربي، فلم يكن لقب ''ملك النكتة'' لقبه الذي عُرف به، ولكن هو ضمن ألقاب كثيرة أطلقها محبيه ومعجبيه عليه، فقد كان ''صاروخاً'' للكوميديا فكان مميزاً ومتجدداً ومحاكي للواقع بأسلوب النصف سطر من ''النكتة''.

الصعيدي الذي ولد في بدلة ''المحاميد'' بمركز ''أرمنت'' بمحافظة الأقصر، أخذ أسمه الشهير حماده سلطان، من صديقه الراحل سلطان الجزار الذي كان يقدم برنامج ساعة لقلبك، في ذلك الوقت، وقد نال سلطان شهرة واسعة في العالم العربي، خاصة في إلقاء النكات وتقليد الفنانين وكان صاحب فقرة أساسية في الحفلات الفنية خاصة حفلات ''أضواء المدينة''.

حمادة سلطان الذي ولد في عام 1941، يمكن أن تكون الحرب العالمية الأولي هي السبب الرئيسي لظهوره، فقد هاجر مع والده الي القاهرة في ذلك الوقت، وتربي هو وأشقاءه بحي شبرا بالقاهرة، وكان أخيه لاعب كرة شهير في ذلك الوقت، وظهرت موهبته فور وجوده بالقاهرة وتبناه فنياً علي فايز زغلول أحد مؤسسي الإذاعة المصرية.

في المواقف الطبيعية والعلاقات الشخصية بينه وبين أصدقاءه تميز بخفة ظل جعلته محبوباً بينهم، وكان صديقه المقرب في ذلك الوقت هو الفنان محمود شكوكو، والذي امتدت الصداقة بينهم لحوالي 38 عاماً، ففي موقف شهير وطريف حدث بينهم كان صديقه المونولجست محمود شكوكو لديه ولدان اسميهما حمادة والأخر أسمه سلطان، وعندما يدخل عليه حمادة سلطان في الكواليس يقول مازحًا ''ولادي جم!''.

قدم سلطان وشارك في عدد قليل من الاعمال الفنية سواء السينما أو المسرح كان بينهم مسلسل ''رجل على الحافة'' في عام 2002، وفيلم ''دقات على بابي'' عام 1989، والعرض المسرحي دلوعة يا بيه'' عام 1986، وفيلم ''درب اللبانه'' عام 1984، وفيلم ''خلف اسوار الجامعة'' عام 1980، وفيلم ''الجنة تحت قدميها'' عام 1978.

عاني سلطان في الفترة الأخيرة من المرض، وقد طالب من النقابة الوقوف معه في محنته ولكنهم لم يستجيبوا له وذلك حسبما قال في حواره الاخير الأسبوع الماضي والذي أجراه مع الفنانة اسعاد يونس في برنامج ''صاحبة السعادة''، فقد تحمل سلطان المرض وذلك بعد اجراءه عملية القلب المفتوح منذ 15 عام، وعملية أخرى في عينه، ولكنه رحل عن عمر يناهز 74 عاماً، تاركاً كماً هائلاً من الاعمال الفنية المتميزة.