"أحمد زكي".. مشروع مغني "أز أز" الكابوريا في دنيا "بنت إيه"

كتبت - يسرا سلامة:

في أوائل الشهر الجاري، نشر المطرب عمرو دياب صورة تجمعه بالنجم الأسمر أحمد زكي، وهو يحمل الميكرفون، ودياب يشجعه بحفاوة تبدو في الصورة القديمة، ويبدو "زكي" مندمجا في الغناء، لكن "زكي" لم يكن ينتظر مسرح وميكرفون من أجل أن يغني، كان يفعل ذلك أمام الكاميرا، وفي أفلامه، بدا المطرب "أحمد زكي" مشروعا تحت جلد الممثل رئيس جمهورية التمثيل.

في الذكرى العاشرة لرحيله، لا يزال صوت "زكي" حاضرا بجانب أعماله التي تخطت 88 عمل، ترك في بعضها أغاني، اختلف حجمها بحسب ما يتيح الدور له، البداية كانت من المسرح، الذي خلق شخصية النجم الراحل، مقطوعات خلف وعلى خشبة المسرح، يترك بصمته على أغنية مولد يا دنيا لـ"عبد المنعم مدبولي"، يرويها الفنان "هادي الجيار"، في أحد الحوارات الصحفية.

يقول الناقد الفني أن الممثل بالأساس يجب أن يشعر بالجمل، ويقسمها قبل سردها خاصة في المسرح، وهذا ما كان يفعله "زكي" والذي دفع بداخله حب الغناء، وينطلق إحساسه بالجمل الحوارية، سواء في حالة فرح أو حزن أو غيرها.

"غناء زكي لم يكن نابع إلا من إحساسه الفياض".. هكذا قال الناقد الفني "طارق الشناوي" عن غناء "زكي"، الذي تجلي في هيستريا في عام 1998، من قصة وسيناريو وحوار المؤلف محمد حلمى هلال وإخراج عادل أديب، كان ذروة علاقة زكي بالغناء، إذ أنه أدى في العمل شخصية "زين" خريج معهد الموسيقى العربية، والباحث عن فرصة، لينتهي به الحال إلى التسكع في مترو الأنفاق مع اثنين من زملائه والغناء في الشارع.

"ما تدمعش ولا تبكيش وان مفضلش معاك غير ضحكك أوعى تخاف مش هتموت هتعيش".. بتلك الكلمات من فيلم "هيستيريا"، بوجه حزين، وغناء لأم كلثوم، عن ألم الشاب الباحث عن فرصة، كان مختلفا في "كابوريا" مع الفنانة رغدة، ليركب حسن هدهد بطل الفيلم موضة الغناء المنتشرة في الثمانينات، بعد أن فشل في النجاح في حلم الملاكمة، ويقرر الاتجاه للغناء، ينقل فيها "زكي" معاناة قطاع من الشباب، العمل من إخراج "خيري بشارة".

ويروي المخرج خيري بشارة كيف غنى "زكي" "في اللابوريا"، يرويها للصحفي أحمد مجاهد العزب، حيث أن المخرج اعتاد استخدام تلك اللفظة، وفي إطار بحث حسين الإمام عن لفظة يلحنها قرر استخدامها في الاغنية .


يرى الناقد الفني أن غناء "زكي" كان جزءًا من موضة سعى لها الممثلون في هذا الوقت للغناء، لكن لـ"زكي" إحساس يطغى على أغانيه، دون أن يحلم بأن يكون مشروع مطرب، وبعيدًا عن حلمه بتجسيد شخصية المطرب عبد الحليم حافظ، في سن أصغر قليلا، غنى "زكي" "لا لا اثبت" في مسلسل هو وهي مع سعاد حسني، العمل ذو الحلقات المنفصلة من انتاج 1985، ومن إخراج يحيى العلمي، عبر بالأغنية "زكي" عن جرح رجل رفضته السيدة التي أحبها، من كلمات الأب الروحي لـ"زكي" الشاعر صلاح جاهين، كما أدى بالعمل عدد من الأغاني المختلفة، بالإضافة للتتر الذي جمعه وسعاد.

ولـ"زكي" طقطوقات أداهها على أنغام العود في فيلم "البيضة والحجر"، الذي أدى فيه شخصية مدرس الفلسفة الذي تحول إلى دجال، مستغلا علمه في الجدل والشعوذة، ليلجأ إلى طرق النصب والإحتيال، العمل من تأليف محمود أبو زيد وإخراج على عبد الخالق، ومن إنتاج 1989.



"مستر كارتيه".. فيلم آخر جسد فيه "زكي" شخصية لاعب كارتيه، قدم فيه أغنية "آه يا دنيا يا بنت الإيه"، من انتاج 1933 وإخراج رؤوف توفيق، وقبله عبر بالغناء عن عبد السميع البواب، في أغنية عبرت عن شخصيته التائهة في المدينة المزدحمة، أغنية "أنا بيه"، والتعاون بينه وبين إيناس الدغيدي في استكازوا ويشارك مع حسين الإمام الغناء.