حوار| تامر محسن: تداخل العوالم في "القاهرة" مدهش.. وهذه عبقرية نجيب محفوظ
حوار- منى الموجي:
مشروع ضخم لن يخرج للنور قبل عامين تقريبًا، مختلف وربما يكون التجربة الأولى التي ستظهر للنور بهذا الشكل، فلم نر من قبل عملًا يبني أحداثه على خمس روايات ويجعلها مترابطة كوحدة واحدة، بمجرد الإعلان عن الشروع في التحضير له، والجمهور وصنّاع الدراما التليفزيونية ينتظرون مشاهدته، وهو ما سيحمل الفريق القائم عليه مسؤولية مضاعفة، خاصة وأن الروايات الخمسة لـ"أديب نوبل" نجيب محفوظ.
على هامش مهرجان الجونة السينمائي في دورته الرابعة كان لـ"مصراوي" الحوار التالي مع مخرج العمل تامر محسن، والذي حدثنا عن تفاصيل أكثر تتعلق بالمشروع وبأدب نجيب محفوظ، والأسباب التي جعلته متحمسا لمشروع كهذا، إلى الحوار..
أعلنت على هامش "الجونة السينمائي" عن مشروع "القاهرة" المأخوذ من 5 روايات للأديب نجيب محفوظ.. ما هي تفاصيل العمل؟
هو مشروع من الممكن أن يبدو مختلفًا ومدهشا إلى حد ما، وهذا ما جعلني أتحمس له. "القاهرة" كما ذكرتِ سيضم 5 روايات من أروع روايات نجيب محفوظ، سيتواجدون في مسلسل واحد، كيف سيحدث ذلك، هذا ما سيراه الجمهور عند المشاهدة.
معنى ذلك أنها ليست حلقات منفصلة أو منفصلة متصلة؟
نعم ليست حلقات منفصلة، لكن تداخل العوالم هو المدهش، كذلك الزمن الذي تقع فيه أحداث الروايات، سيتم تغييره ليصبح وقتنا المعاصر، وليس زمن كتابة الرواية، أو زمن وقوع الأحداث بداخلها.
الفكرة مختلفة وغريبة.. كيف ومتى جاءتك؟
هي فكرة مريم نعوم، وعمرها 7 أو 8 سنوات، أول مرة كلمتني عنها كان من فترة طويلة، فهي لديها حلم وأنا تحمست له وشجعتها جدا منذ اللحظة الأولى، ولم يكن بيننا اتفاق على أن أكون المخرج، الفكرة كلها تعتمد في الأساس على أن أدب نجيب محفوظ ليس أدبًا متعلقًا بالمرحلة التاريخية التي كُتب فيها أو عنها، ولكن يقوم على فكرة أصيلة ممكن تكون صالحة لوقتنا وممتدة، وهنا تكمن عبقرية نجيب محفوظ، أن الفكرة رغم كل السنوات التي مرت على كتابتها لازالت صالحة لتناولها.
تخططون لظهور "القاهرة" بعد عامين.. ألا تراها فترة طويلة؟
ليست طويلة، ولكن في وطننا العربي لم نعتاد على هذا النوع من التخطيط، عادة نعمل على خطط قصيرة المدة، وعندما نخطط لمشروع ونقول إننا نحتاج لعامين حتى ننفذه بشكل جيد هذا يعني أننا نحترم الفكرة والمشروع واسم نجيب محفوظ، نحتاج أن نذاكر كثيرًا ونشتغل على الفكرة، نأخذ وقتنا في الكتابة والتحضير والتنفيذ، والتريث في التنفيذ من أكثر الأسباب التي حمستني أيضًا أننا لسنا في عجالة من أمرنا، وغير مضطرين للتنفيذ السريع، فقط كما قلت نريد تنفيذ العمل بصورة تليق نجيب محفوظ.
نجيب محفوظ من أكثر الكتّاب الذين تم تحويل نصوصهم الأدبية لأعمال فنية مرئية.. هل مازال أدبه يحتاج لإعادة اكتشاف؟
غير أن نجيب محفوظ من أعظم الأدباء، فهو فعلًا من أكثر الأدباء الذين كُتب عن أعماله دراسات نقدية، حتى هذه اللحظة من الممكن أن نجد كتابات تحاول فهم أبعاد أخرى عن نجيب محفوظ وأعماله، فأدب نجيب قد يبدو وهذا حقيقي مسليا للقارئ، بمعنى أنها حواديت شعبية، القارئ يستمتع بها أو تتحول لفيلم مسلي، ولكنه في نفس الوقت صعب.
نجيب محفوظ ليس كغيره من الكتاب فرغم صعوبة أفكاره إلا أنه يستخدم مفردات سهلة وهذا ما يجعله الأقرب..
صحيح، ألفاظه ومصطلحاته سهلة للقارئ، وهذا أمر شديد الصعوبة، المنتج الخاص به يبدو بسيطا جدا ومسليا للقارئ او المشاهد، لكن هو منتج يحتاج فهمه بذل مجهودا ضخمًا جدا، والمشروع الخاص بنا يحاول أن يعيد قراءة نجيب محفوظ في زمننا الحالي، وهو ما يمنح بُعدًا آخر لفكر نجيب محفوظ، ووجهة نظره تجاه ما قدمه في الرواية.
لماذا ابتعدت عن السينما بعد فيلمك الأخير "قط وفار"؟
التليفزيون كان سبب في الابتعاد، فالطريقة التي أنفذ بها المسلسلات مرهقة إلى حد ما، أنا لا أعمل على المسلسل بصفتي مخرج يضع الكاميرا ويقول أكشن، ثم أقبض الفلوس وأمشي، أنا أتبنى المشروع بعنف، بداية من القصة والكتابة وهي رحلة مرهقة جدًا، أحتاج بعدها للتنفس، وإني أتواجد خارج البلاتوهات، فلن أعيش حياتي خلف الكاميرا، وإذا قررت التوقف سنة عن تقديم مسلسل ستكون فرصة تقديم فيلم ضعيفة من ناحية الوقت.
الكثير من أعمالك من تأليفك.. هل تفضل ذلك؟
بالفعل أفضل أن يكون العمل الذي أقدمه من تأليفي، ولا أعتبر نفسي سيناريست، فأنا لم أخض تجربة السيناريو بحذافيرها، إلا أثناء وجودي في معهد السينما، من خلال مشاريع التخرج، أو بعض الأفلام التسجيلية أو القصيرة، وأجد أن العمل يخرج مني، وأتحمس له أكثر، وأصبح متشبعا به أكثر، إذا كنت مؤلفه، لكن طوال الوقت أقرأ ما يُعرض عليّ وأبحث فيه عن شيء يشبهني، قد لا يحدث ذلك لأنني لا أقع بسهولة في غرام الأشياء، فأقرر أن أصنع بيدي ما أفكر فيه، وفي نفس الوقت من الممكن أن لدي مشروع أذهب لسيناريست وأقول له الفكرة، لو أُعجب بها نبدأ في العمل عليها معا، لكن الباب مفتوح بالنسبة لي.
بصراحة.. هل نعاني من مشكلة في الكتابة؟
رداءة الأشياء تأتي من "الاستعجال والسربعة"، الأشياء رديئة لأنها "متكروتة"، الشباب خائف ومرتبك لدرجة أن ليس لديه وقت ليتعلم، أو يحصل على ورشة سيناريو، يكتب فيلمه الأول، ويريده أن يخرج للنور بسرعة بعد أول كتابة، وأعذر الشباب لأن بينهم من كتب مرة مسلسل كامل وعرضه فلم يُباع، فقرر أنه لن يستطيع القيام بنفس الأمر ثانية، فيكتب حلقة أو اثنتين إذ نجح في بيعها يكتب الباقي، يأتي في رمضان ويجدهم يطالبونه بسرعة الانتهاء من الحلقات لأن هناك ارتباط بمواعيد العرض.
فيديو قد يعجبك: