لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

نجمات قدمن "رابعة العدوية".. ويسري الجندي يحكي كيف تناولها في المسرح والتليفزيون

08:44 م الإثنين 13 أغسطس 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- منى الموجي:

إحدى أشهر الشخصيات الدينية، التي اهتم صنّاع الفن بتقديم أكثر من عمل يتناول سيرتها، المليئة بالمواقف الدرامية، بداية من حياة الفقر مرورًا بوقوعها في الحب وفقدانها لحبيبها، ثم حياة الترف واللهو، حتى عرفت طريقها إلى عشق من نوع آخر، فتنقطع عن مشاغل الدنيا وتزهدها متفرغة لمناجاة الحبيب في محرابها طمعًا في الوصول لرضاه، هي "شهيدة الحب الإلهي" رابعة العدوية.

السينما

قدمت السينما شخصية رابعة العدوية في فيلمين، الأول تم إنتاجه عام 1962، تحت عنوان "شهيدة الحب الإلهي" إخراج عباس كامل، بطولة عايدة هلال، رشدي أباظة، حسين رياض، كريمان، توفيق الدقن، نجوى فؤاد، وأدت أغاني الفيلم الفنانة الراحلة سعاد محمد.

بعد عام واحد، أعادت السينما تقديم نفس الشخصية في فيلم يحمل اسمها، بطولة الوجه الجديد آنذاك الفنانة نبيلة عبيد، وشاركها البطولة فريد شوقي، عماد حمدي، حسين رياض، عبدالله غيث، زوزو نبيل، إخراج نيازي مصطفى، والأغاني هذه المرة حملت صوت "كوكب الشرق" أم كلثوم.

الفيلم الثاني هو الأكثر شهرة ونجاحًا، وتعرضه اليوم القنوات الفضائية بشكل دائم، وكان فرصة العمر للفنانة نبيلة عبيد، بينما لم يشاهد كثيرون فيلم "شهيدة الحب الإلهي".

وعن تجربتها مع أولى بطولاتها، قالت نبيلة في حوار تليفزيوني قديم، لبرنامج من تقديم الفنان سمير صبري "استعدادًا لمشاركتي في الفيلم، تدربت على يد الفنان فاخر فاخر والفنان إبراهيم عمارة على الإلقاء، وكنت أستمع لأغاني أم كلثوم وأحفظها، خوفًا من تحمل مسؤولية الظهور وأنا أؤدي أغانيها".

وتابعت "كانت غنوة حانة الأقدار، وآخر غنوة بالفيلم الخاصة بمشهد الموت، أكثر ما أثروا فيّ من أغاني الفيلم، وأحببت رابعة كثيرًا بعد أن حكوا لي عنها، كانت طموحة جدًا، وشعرت أن كل شيء فانٍ، والإيمان قوي في قلبها، أول ما صادفها اللي كبر في قلبها الإيمان نسيت كل شيء واتجهت الاتجاه الديني".

الإذاعة

ما لم يعرفه كثيرون أن رابعة العدوية قُدمت أيضًا مسلسلًا إذاعيًا، كتب أشعاره الشاعر الكبير طاهر أبوفاشا، ووضع ألحان أغانيه كبار الملحنين "رياض السنباطي، كمال الطويل، محمد الموجي"، وغنته "أم كلثوم"، وأخرج المسلسل عثمان أباظة، وكان لاختيار بطلته قصة، فبعد أن سُجل العمل بالفعل، عُرضت الحلقات على لجنة ضمت أم كلثوم، والتي رأت أن صوت الممثلة لا يتناسب مع صوتها عندما تغني، واقترحت أن يتم استبدالها بالفنانة سميحة أيوب، والتي كانت تتلمس خطواتها الأولى في عالم التمثيل، وسمعتها أم كلثوم وأٌعجبت بها.

ومع الكاتب والأديب فاروق شوشة تحدثت سميحة عن التجربة في برنامج قدمه على التليفزيون المصري، وقالت "بدأت قصتي مع رابعة عام 1957، كان المسلسل سُجل بممثلة كبيرة غيري، وسمعت الحلقات اللجنة التي كانت تضم أم كلثوم، وقالت إن الصوت لا يتواءم مع الصوت الغنائي واقترحت اسمي، وكنت لسه في البدايات، أستاذ عثمان أباظة ندهلي فرفضت لأن زميلتي سجلته، قالي هتتحرمي من دخول الإذاعة اُحرجت وقال للزميلة قولي لسميحة تعمل الدور، قالتلي أرجوكي اعمليه يا سميحة".

وتابعت "كانت السيدة أم كلثوم تحضر كل يوم التسجيل في عز الحر، وتمسك كوب الليمون في يدها حتى أشربه بمجرد انتهائي من تسجيلي لكل مقطع"، تتذكر سميحة كيف كانت عذوبة الكلمات التي تناجي بها رابعة الله، وتردد "إلهي نامت العيون وهجعت الطيور وغلقت الملوك أبوابها، وهذا مقامي بين يديك وعزتك يا ربي مع عبدتك لجنتك بل لمحبتك، وليس من أجل جنتك قطعت عمري في الوصول إليك، إنه الحب والشوق فكيف حبي ليك وشوقي إليك".

شارك في بطولة المسلسل الإذاعي صلاح منصور، صلاح سرحان.

المسرح والتليفزيون

سميحة هي الممثلة الأكثر تقديمًا لشخصية رابعة، إذ قدمتها بعد ذلك بسنوات على خشبة المسرح، في نص يحمل اسم "رابعة العدوية" كتبه الكاتب الكبير يسري الجندي، كما قدمتها في التسعينيات من خلال مسلسل من تأليف يسري الجندي أيضًا، تحت عنوان "رابعة تعود"، لكن هذه المرة كانت تظهر طيفًا لبطلة العمل الرئيسية الفنانة إيمان الطوخي، التي تشبه الشخصية التي تؤديها حياة رابعة إلى حد كبير.

وعن ذكرياته مع العملين، قال الجندي لـ"مصراوي": "رابعة العدوية مسرحية كنا في فترة مدّ إرهابي دموي، كان فيه تفجيرات، ورأيت أن التصوف نوع من المغالاة الخاطئة أيضًا؛ فالأمر بالنسبة لي كان مواجهة الواقع بشكل موضوعي صحيح، ومن خلال المسرحية كنا نقول إن الهروب من المواجهة أمر خاطئ، وذلك من خلال تناول حياة البصرة في الوقت الذي عاشت فيه رابعة، إذ كانت هناك حياة متناقضة جدًا بين البذخ والترف والفقر المدقع".

"رابعة العدوية" إخراج شاكر عبداللطيف، بطولة سميحة أيوب، يوسف شعبان، عبدالغفار عودة.

وتابع "أما المسلسل (رابعة تعود) ففي منتصف التسعينيات حاولت تقديم قصتها في معالجة تليفزيونية جديدة، اعترضت عليها الرقابة، وكنوع من التحايل كتبت رابعة تعود، تخيلت أن فتاة تعيش نفس الظروف فتعلقت برابعة العدوية واتخذتها مثلا أعلى. تخوض الفتاة نفس تجربتها بين الترف الشديد والفقر المدقع، فهي تعيش في فقر وتواجه مجتمعًا يعيش في الرفاهية وبين هذا وذاك تخوض تجربة مُرة ومؤثرة"، لافتًا إلى أنه عكس ضمن أحداث المسلسل التأثير السلبي للانفتاح الاقتصادي على المجتمع من خلال عالم التجار.

وأشار الجندي إلى أن بطلة مسلسل "رابعة تعود" كانت الفنانة إيمان الطوخي، وعنها يقول "الحقيقة كانت مفاجأة بالنسبة لي، وجدتها ممثلة عظيمة أكثر منها مطربة، أدت الدور باقتدار شديد جدًا، انبهرت بها"، وعن سميحة أكد أنها أكبر من أي كلام يُقال في أدائها، مشيرًا إلى أنها أدت دورًا صعبًا؛ بسبب وجود فارق في عمرها الحقيقي في ذلك الوقت وبين عمر الشخصية، إلا أن سميحة استطاعت تجاوزه بأداء متفوق.

"رابعة تعود" إخراج صفوت القشيري، بطولة إيمان الطوخي، سميحة أيوب، يوسف شعبان، خالد النبوي، نشوى مصطفى، محمد وفيق.

فيديو قد يعجبك: