لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

7مسلسلات في 7 سنوات.. كيف فتح "أبواب الخوف" هاويس دراما الرعب؟

03:52 م الخميس 26 أبريل 2018

أبواب الخوف

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- عبد الله شريف:

هل تتذكر حكايات الطفولة المرعبة؟ هل تخشى الظلام وشياطين المقابر؟، الآن يمكن أن تخاف أكثر، فبعد غياب لعشرات السنين، عادت دراما الرعب بقوة، وقد تجدها في رمضان وغيره، فمنذ 2011 حتى الآن أنتجت 7 مسلسلات بعضها يزيد عن 30 حلقة.

"أبواب الخوف"، كانت بداية سلسلة طويلة مليئة بالغموض والتشويق عن القتل والدم والسحر والشعوذة والجن وأسراره.

"أدب الرعب" قديم جدًا، نجد الأساطير التي تثير الخوف في رسومات الفراعنة وكذلك في الأدب الروماني واليوناني، وفي العصر الحالي يعتبر ستيفن كينج، المؤلف الأمريكي، من أعلام هذا النوع من الأدب، إذ باع أكثر من 350 مليون نسخة من كتبه حول العالم، وفي مصر يتصدر المؤلف الراحل أحمد خالد توفيق قائمة أدباء الرعب، ومن أبرز أعماله سلسلة "ما وراء الطبيعة"، التي كان بطلها طبيبا عجوزا مريبا، صدر العدد الأول من السلسلة عام 1993، ثم توالت بعد ذلك حتى صدر عددها الأخير، الثمانين، عام 2014.

ما وراء الطبيعة (1)

- كيف يمكن تقديم أدب الرعب للمشاهد؟

يقول الدكتور الناقد حسين حمودة استاذ الأدب العربي بجامعة القاهرة، إن الرعب كان ولا يزال، خلال تاريخ طويل، يمثل عنصرًا من عناصر الأدب ومن بعده الدراما.. وربما هذا الأمر يرتبط بكون الرعب يخاطب منطقة غامضة عن البشر، على مستوى التلقي، إضافة إلى أنه يرتبط بنوع من التشويق، على مستوى الإبداع.. بمعنى أن وقائع الرعب تنبني دائما على السؤال: ما الذي سوف يحدث فيما بعد من أحداث؟.. وطبعا هذا السؤال لا يجاب عنه بسرعة، وإنما يتم إرجاء أو تأجل الإجابة، وبالتالي يتم ترقب أو انتظار الأحداث القادمة.

وأضاف لـ"مصراوي"، أن الرعب أحيانا يتحرك في غرفة مظلمة سرية داخل المتلقي، هو نفسه لا يعرف كل ما داخلها، وربما لذلك يتجاوب مع الغرف المظلمة السرية الأخرى التي تدخل إليها الدراما، والإبداعات عموما، التي تنطلق من عالم الرعب.

أتصور أن الشكل الأقرب لعالم الرعب فنيا هو الشكل القريب من الحبكة البوليسية، وربما تنفتح أحداث الرعب على مشاهد مؤلمة أو شديدة العنف أو مأساوية، وهنا يجب أن تكون الأعمال المتصلة بهذه الجوانب موجهة إلى أعمال بعينها، وربما هناك ضرورة لكتابة بعض التنبيهات على الأفلام والمسلسلات التي تتجه هذه الوجهة.

7 مسلسلات X 7 سنوات

أرشيف مسلسلات الرعب في مصر قليل، بدأت عام 1978 بمسلسل "القرين" الذي أدى بطولته الفنان محمود ياسين، ويرى الناقد الفني طارق الشناوي، أن طبيعة عمل الرعب غير مناسب للدراما، فضلا عن أنه لا يوجد في مصر أعمال تستطيع تسميتها "مسلسل رعب" إلا نادرا.

وقال إن مصر تأخرت كثيرًا في تقديم هذه النوعية من الأعمال حتى التي صنعت فقد باءت بفشل ذريع، وأضاف أن انتشار هذه النوعية مجرد موضة.

في 2011، فتح مسلسل "أبواب الخوف"، سلسلة من "دراما الرعب"، هو من بطولة عمرو واكد ومؤلف العمل محمود دسوقي، سماه أبطاله "أول مسلسل رعب في تاريخ الدراما العربية"، واستغرق تحضيره 3 سنوات.

قصة المسلسل تبدأ من الصحفي "آدم" الذي يبحث دائما عن الجديد كما هو مغرم بأسرار العام الآخر، وفي كل حلقة سر عن واقعة غريبة مر عليها سنوات، وينجح في إجراء العديد من التحقيقات الصحفية الناجحة التي تنال إعجاب رئيس التحرير.

بعد 4 سنوات قدمت قصة رعب جديدة، "ساحرة الجنوب" وعرض جزء آخر من نفس المسلسل في 2017، عن فتاة صعيدية تدعى "روح"، لها اتصال بعالم الجن، منذ أن كانت طفلة إذ أنجبتها أمها مع رفض والدها الذي كان يريد الولد، فتذهب إلى ساحرة في المدافن، وتلحق الطفلة بأمها، ويتصادف أنه في نفس اليوم كان قد دفن ساحر اسمه "الليث الحافي" ولم يغلق قبره بعد، فتسقط "روح" في القبر وتلبسها روحه.

المسلسل من ﺇﺧراج أكرم فريد، وتأليف سماح الحريري، ومن أبطاله حورية فرغلي، ياسر جلال، صلاح عبدالله، أحمد فؤاد سليم، سوسن بدر، صفاء الطوخي.

وبعدها بعام فقط، عرض مسلسل آخر "الكبريت الأحمر" وعرض جزء آخر منه 2017، وتدور قصته حول ضابط شرطة يدعى معتز ويحقق في قضية اشتعال منازل دون سبب واضح، من إخراج سيف يوسف، وأحمد عصام الشماع، وبطولة هاني عادل، داليا مصطفى، أحمد صلاح السعدني، ريهام حجاج.

ودعا عصام الشماع، مخرج العمل، إلى زيادة إنتاج مسلسلات الرعب، موضحًا أن المشاهد "مل" من مشاهد الرومانسية والكوميديا.

وقصة المسلسل تدور حول حرائق في حي شعبي دون سبب واضح ويعتقد سكانه بالخرافات والخزعبلات، ويسلّمون جدلاً بالقدرات الخارقة التي يملكها أحد المشعوذين ويدعى "شمس"، ولا يستسلم الضابط معتز حتى يكشف أسراره.

أفكار غريبة

وعن الأفكار التي طرحت في هذه المسلسلات، يقول وسام سعيد، مؤلف، وصاحب رواية "مسارات الرعب"، إنه يرفض اسم "أدب الرعب" ويسميه "أدب الغموض والإثارة"، ويرى أن كاتب الرعب لابد أن يمتلك أدوات معينة وتكون له قدرات خاصة في الوصف "كيف أخوّف القارئ دون أن يدرك "، كما يحتاج إلى "تكنيك" الكتابة، يلعب على نوعين هما "غير المتوقع"، و"تحريك الساكن"، يتناول أفكار ما هو خلف الشيء.

وأضاف: "كل كتاب الرعب خرجوا من عباءة أحمد خالد توفيق، الذي تعرض لهجوم شديد في بداياته"، مشيرًا إلى أن أدب الرعب لون خاص وله قراء معينون".

وأشار إلى أن الخوف غريزة موجودة في الإنسان، وعبقرية المؤلف أن يلعب على غرائز الإنسان "طالما حد بيخاف يبقى أنا استغل هذه الغريزة في تحرك مشاعر الخوف بقصد المتعة وليس الإزعاج".

"الدراما انعكاس للأدب في مصر"، يوضح سعيد أن انتشار أدب الرعب وبعد ما أصبح اتجاها حديث لمعظم الناشرين والمؤلفين أيضا، فمن الطبيعي أن يتجه منتجو الدراما للرعب، طمعًا في الإقبال الكبير على هذه النوعية في معرض الكتاب وفي مبيعات الكتب طوال العام.

وأضاف لـ"مصراوي"، أن مسلسلات عدة تناولت قصص رعب منها "الشارع اللي ورانا" و"كفر دلهاب" وساحرة الجنوب، وهي محاولات جريئة من المنتجين تصل لحد المغامرة: "لحد دلوقتي هم مش قادرين يحددوا نسب نجاح حاجة زي كده عند جمهور الدراما في مصر".

وأكد أن جمهور الرعب الأساسي هم شباب متوسط أعمارهم ١٢ سنة لحد ٣٠ سنة، أما جمهور الدراما فأعرض بكثير، ومعظمهم من كبار السن وربات البيوت.

وتابع: "الرعب بدأ في أوروبا من أكثر من قرن أما في مصر فهو أدب حديث، وعرابه ومؤسسه الحقيقي والفعلي يعتبر الدكتور أحمد خالد توفيق سنة ١٩٩١، مع ظهور رواية أسطورة مصاص الدماء، للي تعتبر أول رواية رعب، وهوجم بشدة حينها".

ومن العصر الحالي إلى عصر مجهول، في 2017 عرض مسلسل كفر دلهاب، بطولة الفنان يوسف الشريف، تدور الأحداث في أحد العصور القديمة في أحد الكفور التي تقع في قرية مسحورة تدعى كفر دلهاب وهناك قتيلة على يد 5 وعادت هذه الروح لتنتقم من الذي قتلوها وتتطلب من الطبيب سعد أن يحل الجريمة، المسلسل من ﺇﺧﺮاﺝ أحمد نادر جلال، وﺗﺄﻟﻴﻒ وعمرو سمير عاطف، الذي قال في تصريحات تلفزيونية إنه هذه النوعية من المسلسلات تحتاج إلى 3 أشياء رؤية ومهارة ووقت، مشيرًا إلى أن العالم الآن يعتمد على التقنية لخلق أي مشهد.

ويعرض حاليا مسلسل "الشارع اللي ورانا"، وقصته أن نادية فتاة ثلاثينية، ظلت لوقت ما في مستشفى نفسي، وعند خروجها يطاردها حلم بشأن بيت قديم تشعر بوجود رابط بينها وبينه، ويحظى بمتابعة قوية، المسلسل يتناول كيفية مواجهة تيمة الخوف من الموت.

تدور أحداث العمل في 6 عصور مختلفة، ابتداء في ريف مصر سنة 1875، وفيها تدور أحداث شخصية "إلهام" التي تجسدها لبلبة، وشخصية "مي" تجسدها إنجي أبو زيد وأحداثها تعاصر الحرب العالمية الثانية عام 1945، وشخصية "مديحة" تجسدها نهى عابدين تدور في عام 1965، وأما درة فأحداثهم تدور في الزمن الحالي عام 2018، فضلا عن حقبة زمنية مختلفة أخرى لشخصية "سناء" وتجسدها لنسرين أمين، والطفلة "مريم" وتجسدها حنان ياسر شعراوي، بحسب معلومات نشرها صنّاع الفيلم.

المسلسل من ﺇﺧﺮاﺝ مجدي الهواري، وﺗﺄﻟﻴﻒ حاتم حافظ، وأبطاله درة، لبلبة، فاروق الفيشاوي، أحمد حاتم، نسرين أمين، نهى عابدين.

- الكم فرض وجود الكيف

"7 أعمال رعب في فترة قصيرة شيء غريب".. هكذا يرى الناقد نادر عدلي، قائلا إن انتاج مصر الدرامي في السنوات الأخيرة ارتفع من 20% إلى 100%، كان لا يزيد عن 10 أعمال فاق الستين الآن، مضيفا أن الاستمرار يتطلب التنوع.

وأضاف لـ"مصراوي"، أن الكم الكبير فرض وجود الكيف، ولذلك ظهرت مسلسلات الرعب بعد القليلة في الدراما العربية والعالمية أيضا، مشيرًا إلى أن أدب الرعب نوع من أنواع السينما ومعروف بقلته على المستوى السينما وبحد أولى على مستوى التلفزيون.

وأوضح: "الرعب له متفرج معين، مش كل المشاهدين يحبوا هذا النوع، وتأخر ظهوره عموما في الدراما التلفزيونية لإن إشراف الدولة عليه كان أساسيا، وكل إنتاجنا في الأفلام مثلا لا يزيد عن 10 أعمال لم تلق نجاحا ملفتا". وأكد أن نوع السينما التي يفضلها الشعوب العربية، مختلفة تماما عن دراما الرعب، فالعرب يفضلون الأفلام الاجتماعية والرومانسية.

وتابع: "هذه النوعية أيضا تحتاج إلى تكلفة إنتاجية عالية، وبالتالي فإن عدم إقبال الجمهور على هذه النوعية من ناحية، والحاجة إلى أفكار تليق بالشرق وليس ما يقدم في الغرب يعتبر من عوائق انتشار هذه أدب الخوف".

- الأدباء لا يخافون العفاريت

في سياق مختلف، قال ضياء الدين خليفة مؤلف رواية "حورس" الحائزة على جائزة نجيب محفوظ من وزارة الشباب والرياضة، إن المؤلفين يعتقدون أن روايات الرعب لا تتطلب قصة ورسالة وفكرة وتعقيد ولكنها مضمونة الأرباح، وحقيقة شريحة كبيرة من الشعب بسيطة الفكر تستسهل وتؤمن كثيرا بهذا النوع من الدجل والمشعوذين، وهذه المسلسلات دعوة رخيصة لهذا الفكر.

وأضاف لـ"مصراوي"، أن الكتابة موجهة في العموم للشخصيات المثقفة، والشخصية المثقفة على عكس الجاهلة لا تهتم كثيرًا بتلك الأمور التي لا تفيد ولا تنفع في أدب الرعب، فأغلبهم لا يخاف العفاريت ولو حتى صدق بوجودها، كما أن أدب الرعب لا يقدم فكرة فلسفية ولا فكرية بل هو مجرد سرد واسترسال.

وقال: "معظم الأدباء الكبار ذوي الثراء الفكري لا يتجهون لهذا النوع من الأدب، ولو توجه بعضهم (مثل ستيفن كينج) فهو مجرد إطار يقدم من خلاله بعد نفسي أو مشكلة فلسفية أو طرح فكري أو حتى تاريخي أو أسطوري أو سياسي.

وقال: "أرى أن أدب الرعب هو أدب لا يسمن ولا يغني من جوع، وهو أسهل أدب يمكن الكتابة فيه ولو ادعوا غير ذلك، ولذلك فهو الملجأ المفضل لمعظم الأدباء قليلي الحيلة أو المتعجلين على أنفسهم، والذين هم الآن أكثر -للأسف- مما ينبغي.. ويشكلون فخًا عظيمًا لمعظم القراء المبتدئين الذين غالبا من بعدهم يلعنون الأدب على الروايات أو يقللون من شأنه وأهميته".

وتابع: "لا أنكر أن بعض كتاب الرعب -والقليل جدا منهم- لديه مهارة خاصة ورواياته بها عمق فكري حقيقي وليست فقط دعوة للدجل والشعوذة ومنهم بعض الروايات القليلة التي أفضلها، ولكن ذلك لا يشجع الآخرين الذين يكتبون أدب الرعب استسهالا وهم يعتقدون أنه أدب خطير ويستغلون الشريحة الكبيرة من القارئ البسيط الذي يتحمس لذلك النوع من الكتابة بدعوة للدجل والجهل".

- أضرار وفوائد على المشاهد

ويرى الدكتور إبراهيم مجدي، استشاري الطب النفسي، إن التوجه لأعمال "دراما الرعب" محاكاة للغرب، و لكن أغلبها تفشل في الوصول إلى الجمهور، لأنها تعتمد على طرق بدائية وقصص مكررة، مشيرًا إلى أنهم يعملون على اتجاهات إثارة المراهقين من أجل جذبهم. وأضاف أن هذه المسلسلات تزيد من أعراض الاكتئاب والقلق.

وأشار إلى دراسة أجراها البروفيسور Glenn Saprks، في 2017 بشأن تأثير مشاهدة أفلام الرعب على جسم الإنسان، موضحًا أن لها أضرار جسدية منها ارتفاع نبضات القلب وتعرق اليدين، وانقباض العضلات وارتفاع ضغط الدم.

كما أشار إلى دراسة أعدتها جامعة The University of Leiden في 2015، وجاء فيها أن مشاهدة هذه النوعية، تتسبب في تفاقم مشاكل القلب وقد تؤدي إلى جلطات، وربما تصيب بعض الأطفال بأعراض التبول اللإرادي، مضيفا أن لها بعض فوائد منها حرق مزيد من السعرات الحرارية والتنفيس عن عواطف الكبت والإحباط والتوتر.

فيديو قد يعجبك: