عن "الدراما الاجتماعية".. ناقد: موضوعاتها مكررة.. وكاتب كبير: ما نشاهده إسفاف
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتبت- منى الموجي:
استقبل التليفزيون على مدار تاريخه، عشرات بل مئات المسلسلات، التي تنتمي للدراما الاجتماعية، مازال يُضرب بنجاحاتها المثل، وأصبحت من كلاسيكيات الدراما التليفزيونية التي لا ولن تُنسى، ومع كل مرة تُعرض فيها، يحرص على متابعتها الجمهور، مثل "الشهد والدموع، ليالي الحلمية، المال والبنون، امرأة من زمن الحب، الضحية، الطاحونة، أرابيسك، لا تطفئ الشمس، الدوامة، حلم الجنوبي، القاهرة والناس، عادات وتقاليد، يوميات ونيس، الوسية، الساقية، أهلًا أهلًا بالسكان، الفجالة".
ونجحت الشاشة الصغيرة، في نقل صورة تشبه واقع الجمهور، يجسدها ويقوم ببطولتها وجوه لا تختلف عنهم، فيلتفون حولها يوميًا في توقيت محدد لا يخلفونه، وجاءت البداية مع المسلسل الديني "عذراء قريش" بطولة سميحة أيوب وإخراج حمدي غيث، لكن الخطوة الأقوى والأكثر شهرة ونجاحًا كانت مع الدراما الاجتماعية من خلال مسلسل "هارب من الأيام"، الذي لم يخل من لغز مثير، مع الحفاظ على تضافر الجوانب الاجتماعية، حتى لا يكون اللغز هو الأساس وبمجرد الوصول لحله يصبح العمل بلا طعم.
المسلسل عُرض بعد عامين فقط من نشأة التليفزيون، ودفع المصريين لاقتناء هذا الجهاز الوليد، الذي كان مقصور امتلاكه على المقتدرين ماديًا، لكن مع عرض الحلقات الأولى من المسلسل ذاع صيته وبدأ عدد كبير يبحث عن مكان ليشاهد الحلقة الجديدة، أو وسيلة يقتني بها التلفاز.
"هارب من الأيام" رواية نشرها ثروت أباظة، كتب السيناريو والحوار الكاتب الكبير فيصل ندا، ورشح المخرج نور الدمرداش الفنان فريد شوقي لأداء دور الطبال الأبله والذي يخفي وراء بلاهته سعيه للانتقام من العمدة الظالم، لكن فريد رفض خوفًا من أن يتسبب التليفزيون في انصراف الجمهور عن متابعته في السينما؛ فتم إسناد الدور للفنان عبدالله غيث، ليكون فتحة خير عليه، ويحقق له الشهرة التي كان يتمناها في الشارع المصري.
وفي الفترة الأخيرة، سيطرت المسلسلات القائمة على الإثارة والتشويق، والتي تهتم بحل لغز الجرائم، وتراجعت الدراما الاجتماعية، بحجة أن الجمهور انصرف عنها، حتى ظهرت مجموعة من الأعمال التليفزيونية التي أثبتت عدم صحة المقولة التي يرددها أصحاب أعمال الإثارة "الجمهور عايز كدة"، فحقق مسلسل "الطوفان" نجاحًا كبيرًا، كما التف الجمهور حول أعمال مثل "سابع جار" و"أبو العروسة"، فهل تعيد هذه الأعمال الدراما الاجتماعية لشاشة التليفزيون من جديد؟.
موجودة بلا تطور
يرى الناقد محمود قاسم أن الدراما الاجتماعية لم تختف من المسلسلات التليفزيونية، مستدلًا على صحة كلامه بأن السباق الرمضاني الماضي شهد مشاركة مسلسل "الحساب يجمع" بطولة الفنانة يسرا، ومسلسل "رمضان كريم" بطولة الفنان سيد رجب، وهما من الأعمال التي كانت تدور أحداثها في إطار اجتماعي.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"مصراوي": "المسلسلات الاجتماعية موجودة على طول، وتتحدث عن العلاقات الأسرية، والعلاقة بين الزوج وزوجته وغيرها من الموضوعات المكررة، التي يغيب عنها التطوير، فما نشاهده في السينما هو ما يُقدم في التليفزيون وما نقرأه في الصحف، لم يعد بها مواد جاذبة"، متابعًا "كويس أوي إن فيه حد بيعرف يعمل 30 أو 60 حلقة في دراما اجتماعية".
واختتم بالإشارة إلى أن عدد من المسلسلات التي يتم تقديمها حاليًا مأخوذة من أعمال أجنبية، مثل مسلسل "أبو العروسة".
إسفاف وابتذال
يؤكد الكاتب الكبير فيصل ندا أن الدراما الاجتماعية من أنجح أنواع المسلسلات، ويحبها الجمهور، مضيفًا في تصريحات خاصة لـ"مصراوي": "تاريخ التليفزيون الطويل يؤكد أن المسلسلات الاجتماعية شيقة، وتلقى رواجًا كبيرًا وتعيش في وجدان الناس، لكن ما هي الدراما الاجتماعية في العصر الحالي، لم يعد هناك دراما اجتماعية بالمعنى الحقيقي، شفت في بعض المسلسلات إسفاف وابتذال، ومنها مسلسل اسمه (سابع جار)، كنت عايز أرفع قضية على صنّاعه، لأنهم بيدمروا المجتمع وأخلاقياته وقيمه".
وتابع "ما يُقدم الآن عبث، دراما غير صادقة لأنها لا تنقل صورة الواقع وأصبحت معوال هدم للقيم والأخلاقيات؛ فالدراما الاجتماعية سلاح ذو حدين، إما أن توظف لخدمة قضايا المجتمع الحقيقية أو دراما تدمر المجتمع، ودي أخطر ما يمكن، مينفعش تحت حرية التعبير نكسر قيم وأخلاقيات المجتمع"، مشددًا على أن المجتمع في أشد الاحتياج للدراما الاجتماعية، التي تعيد بناء الإنسان المصري.
فيديو قد يعجبك: