في ذكرى رحيل مبدعي المسرح.. محمود الطوخي: الحادث يشبه مذبحة القلعة

كتبت- منى الموجي:
عاش الوسط الثقافي والمسرحي قبل 12 عامًا، يومًا مأساويًا، لن تفلح الأيام في إزاحة ظلاله الثقيلة عن نفوس المثقفين وفناني المسرح، ففي مثل هذا اليوم 5 سبتمبر 2005، وقع حريق قصر ثقافة بني سويف، والذي راح ضحيته 50 شخصًا ما بين نقاد مسرح، مثقفين، وفنانين كانوا يعرض "من منا" عن قصة "حديقة الحيوان"، تقدمه فرقة نادي طامية في الفيوم، ضمن فعاليات "مهرجان نوادي هواة المسرح".

وقبل انتهاء العرض، سقطت شمعة كانت ضمن الديكور لتشتعل أرض المسرح، وتتنشر النار في كافة جوانب قاعة العرض، والتي كان بها مواد ساعدت على زيادة اشتعال النيران، ولم يستطع عدد كبير ممن كانوا داخل القاعة الهروب من النيران، كما تسبب التدافع في موت البعض دهسًا تحت الأقدام.

وانقلب الوسط الثقافي وتقدم وزير الثقافة آنذاك فاروق حسني، باستقالته لرئيس الجمهورية في ذلك الوقت محمد حسني مبارك، الذي رفضها وأصر على بقائه في منصبه، وحوكم من حوكم واستأنف البعض الأحكام الصادرة ضدهم لتخفف عن البعض ويحصل البعض الآخر على البراءة.

وعن الحادث الأليم يقول الكاتب المسرح محمود الطوخي لـ"مصراوي": "هو فيه حد النهاردة بيفتكر، نحن نعاني من ذاكرة السمكة، هناك مؤامرة ما مقصودة أو غير مقصودة، ذكية أو غبية للقضاء على أي ثقافة أو على أي فكرة أو أي إبداع في هذا البلد".

يضيف الطوخي "الحريقة وقعت أيام مبارك وفاروق حسني والناس رفعت دعاوي ورجعت لأماكنها، الحكاية كلها إهمال لأنهم عاملين مسرح غلط في قاعة غلط، مالهاش خروج وحاطين مواد قابلة للاشتعال على خشبة مسرح مالهوش منفذ، وتواجد هناك عدد كبير من المبدعين والمثقفين، فتحول الأمر لما يشبه مذبحة القلعة اللي قام بيها محمد علي"، واحتضنت النيران من في القاعة لتلتهم أجسادهم، حتى من نجوا لم يسلموا من آثار النار على أجسادهم.

وأكد أن إحياء ذكرى الحادث لا يكفي للتذكرة، مشيرًا إلى أن مصر راح من أهلها كثيرون، في حوادث مثل قطار العياط والعَبارة، وغيرهما، لكن الإهمال مازال مستمر، ولا أحد يتذكر أحد.

واختتم كلامه قائلا "إذا كنا مش راحمين أحياء المثقفين هنفتكر أموات المثقفين، لما نحتفل ونحترم الأحياء آليًا سنتذكر شهداء المثقفين لكن أحنا فقدنا الذاكرة تمامًا".