إعلان

معالي زايد.. ''بدارة'' التي أبعدها الفن عن عشقها الأول

10:28 ص الثلاثاء 11 نوفمبر 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

استطاعت تقديم الأدوار جميعها بنفس درجة الحرفية، فتميزت وتألقت عندما جسدت دور الفتاة البسيطة، والزوجة المصرية الهادئة المستكينة، والزوجة التي لا تتنازل عن حقوقها، وفي دور الراقصة وفتاة الليل، وعندما جسدت دور المرأة القوية، والمتسطلة التي تدير كل شيء حولها.

هي الفنانة معالي عبد الله المنياوي، التي قال كثيرين إنها ورثت موهبتها التمثيلية عن والدتها الممثلة آمال زايد، وخالتها الممثلة جمالات زايد، فقررت ألا تكتفي بالحصول على تلك الموهبة فقط من والدتها، بل أخذت منها اسمها أيضا، لتكون ''معالي زايد''.

وعلى الرغم من حبها وعشقها للتمثيل الذي نبع من نشأتها في بيئة فنية، مليئة بالفنانين الكبار والمحترفين، إلا أن زايد كانت واقعة في حب الفن التشكيلي أيضا، فدرست في كلية التربية الفنية، والمعهد العالي للسينما.

وكان لديها بجانب أعمالها الفنية المتميزة، والتي أبرزها ''السادة الرجال''، ''الزوجة تعرف أكثر''، ''البيضة والحجر''، و''الشقة من حق الزوجة''، عدد من المعارض التشكيلية، التي حضرها عدد كبير من النجوم وكبار الفنانين التشكيليين، والذين كان من بينهم عادل إمام، والإعلامية بوسي شلبي، وغيرهم.

وقال الكثير من الفنانين التشكليين إن التمثيل، أبعد معالي زايد عن تقديم وبذل الكثير من الجهود في الفن التشكيلي، والذي يعتبر عشقها وشغفها الأول، وأكدوا على أنها كانت تستطيع تقديم المزيد من الأعمال الفنية التشكيلية، نظرا لموهبتها المتميزة بها.

مكنتها ملامحها الشرقية المصرية، التي تحمل سمرة ميزتها من تجسيد أدوار مصرية خالصة، لتبرع بها، مثل ''طعمة'' ابنه المعلم صابر في فيلم الفرن مع يونس سلبي، وعادل أدهم، ودور ''حميدة'' في مسرحية ''زقاق المدق'' والتي لعبته شادية في فيلم يحمل نفس الاسم، ودور ''بسبوسة'' في فيلم السكاكيني.

وبجانب الأفلام السينمائية التي تجاوز عددها 80، برعت معالي زايد وتألقت في التليفزيون، فقدمت حوالي 60 مسلسلات تليفزيونيا يعدوا من علامات الدراما المصرية، فكان من بينهم ''بدارة''، ''الحاوي''، ''حارة الطبلاوي''، ''امرأة من الصعيد الجواني''، ''ابن الأرندلي''، وكان أخرهم دور أم سيد في مسلسل ''موجة حارة''، والذي عادت به إلى التليفزيون بعد غياب حوالي ثلاثة أعوام.

كان دور ''أم سيد'' من أبرز الأدوار التي قدمتها معالي زايد خلال مشوارها الفني، لأنها استطاعت تقديم دور الأم الثكلى التي فقدت ابنها في حادث، فيؤثر ذلك على علاقتها بولديها الآخرين، إلا أنها تحاول التأكيد لهم على أن حبها لهم لا يزال موجود، ولم يتأثر بفقد هذا الابن.

واعتبرت معالي زايد هذا الدور من أقرب وأحب الأدوار إلى قلبها، لأكثر من سبب، أولهما أنه ثاني عمل يجمعها بالكاتب المبدع أسامة أنور عكاشة، أما السبب الثاني فهو للطريقة التي كُتب بها الدور، والحوار السلس للشخصية الذي يجمع بين القوة والصرامة الموجودة في الكثير من الأمهات المصرية، وبين العطف والرقة وطيبة القلب، أما ثالث سبب فهو وجود الأحداث التي تقع لتلك الشخصية في السيدة زينب، وهي المنطقة التي تربت وكبرت فيها زايد.

وبذلك تكون الفتاة الصغيرة التي اكتشفها نور الدمرداش، ليقدمها للتليفزيون في أول مرة عام 1976، وهي في الثالثة والعشرين من عمرها واحدة من أبرز وأهم الفنانات في السينما والتليفزيون والمسرح، فهي صاحبة الضحكة المتميزة، والسمرة المتميزة، والإطلالة المتميزة، والتي جمعت بين عشق التمثيل والفن التشكيلي، والطهي، وتقدم كل أو معظم الأدور التي من الممكن أن تقدمها الممثلة المصرية، أو العربية.

وبعد كل الجهود التي بذلتها معالي زايد في الفن، تترك عالمنا لينتهي مشوارها مساء أمس بعد وفاتها عن عمر يناهز 61 عاما، بعد صراعها الطويل مع مرض السرطان، لتترك للمشاهد العربي علامات وكلاسيكيات تليفزيونية وسينمائية، يستمتع بها طوال حياته، وتخلد ذكراها وتجعلها باقية، متواجدة في حياة الجميع.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان