مسلسلات تولد الخوف.. "فقدان الذاكرة" بين دراما رمضان والواقع الفعلي
كتب - محمد شعبان:
انطلق ماراثون الدراما الرمضانية بعرض 33 مسلسلا، تنوعت ما بين الكوميديا والتراجيديا والدراما الاجتماعية، في رحلة الفوز بأكثر نسبة مشاهدة عبر 30 حلقة، على مدار شهر رمضان الكريم.
ثلاثة مسلسلات تناولت فكرة "فقدان الذاكرة"، وفق أحداث وأسباب مختلفة، بدءًا بمسلسل "عشم إبليس" للفنان عمرو يوسف، و"الحالة ج" بطولة الفنان أحمد زاهر، و"ريَّح المدام" للفنان أحمد فهمي.
تقول الدكتور هبة العيسوي، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، إن الإكثار من أي شئ يولد الخوف لدى الصغار بشكل أكبر من الكبار، إذ لا يمتلكون الوعي الكامل لإدراك المقصود من مفهوم ما مثل فقدان الذاكرة.
الأمر نفسه لفئة يطلق عليها "الذكاء البيني"، يكون لديه مخاوف من تلك الأشياء، وتسيطر عليه هواجس التعرض لمثل المواقف التي تعلقت بذهنه من خلال تكرار تعرضه لها عبر وسائل الإعلام وخاصة الدراما.
وتوضح "العيسوي"، في تصريحات لمصراوي، أن الأطفال أكثر عرضة للتأثر بمثل هذه الهواجس خلال مرحلة الطفولة المتأخرة - من 6 إلى 11 عاما - لافتة إلى أن "الطفل لما يقع من العجلة يقول أنا فقدت الذاكرة باعتباره نوع من الخوف الشديد".
"الإنسان دايما في مسلسل يلتصق بالصورة الذهنية له خاصة الأطفال"، تشير الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إلى تكرار تعرض الأطفال للموضوع نفسه يشبه "ضرب بشاكوكش على طبلة تعمل صدى لمدة طويلة".
وتؤكد "خضر"، ضرورة البحث عن الأفكار الجادة التي تتمتع بعمق جيد لعرضها عبر شاشات التلفاز وعدم "الاستسهال"، مؤكدة أن التركيز على فكرة فقدان الذاكرة في أكثر من عمل درامي هذا الموسم "مالوش لازمة".
الخطورة والعلاج
وتشدد الدكتور هبة العيسوي، على ضرورة وجود متابعة لما يتعرض له الأطفال من جانب الأسرة "الحوار اللفظي بعيدا عن صيغة الأمر هو الحل"، لافتة إلى أهمية منح الأطفال معلومات دقيقة بشأن تعرضه إلى الدراما والتأكيد على أن هذه الأحداث غير واقعية قائلة: "الدور التنويري مهم جدا".
وتوضح "العيسوي"، أهمية دور القائمين على العمل الفني "لازم يكون في أمانة علمية واحترام كينونة المشاهد"، بالتوازي مع دور الأسرة.
وترى أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أنه يجب توعية الأطفال بشكل مستمر، خوفا من وصولهم إلى مرحلة تقمص الشخصية "ممكن الطفل يدعي فقدان للذاكرة في الامتحان كنوع من الهروب".
فيديو قد يعجبك: