"بالونة الصايمين".. مفاجأة رحاب لابنها في رمضان

كتبت-دعاء الفولي:

قبُيل شهر رمضان من كل عام، تهيئ رحاب حلمي الوضع لابنها يوسف، البالغ من العُمر 8 سنوات، تُحدثه عن فضل الشهر الكريم، وكيف يجعله الصيام أقرب إلى الله، يقتنع الصغير معطيا إياها وعد أن يصوم هذا العام، لكن مع بداية الشهر، ما يلبث يوسف أن يتأفف من الصيام، فما كان من الأم الثلاثينية أن تبتكر طريقة علها تُحببه في إتمام الصيام إلى المغرب.

"بالونة الصايمين"؛ هكذا أطلقت عليها "حلمي"، بدأ الأمر أول يوم رمضان هذا العام "كان يوسف برضو بيزن عشان عايز يفطر، ففكرت أجيب بالونة وأعلقها في الصالة ويكون جواها حاجة حلوة"، لم تكن قد جهزت للفكرة من قبل، لذا أحضرت قطعة من الشيكولاتة كانت لديها في المنزل ووضعتها في بالونة صفراء كبيرة "وقولتله لو كملت للمغرب هتفرقع البالونة تلاقي جواها حاجة حلوة".

كانت فرحة الطفل بالأمر بالغة، انشغل بهديته المنتظرة طوال اليوم، على حد قول الأم، حتى جاء الميعاد "أول ما فرقعها قالي انتي أحلى أم في الدنيا وكان سعيد جدا"، وجدت "حلمي" القاطنة بمحافظة بورسعيد ضالتها في البالونة، بعد أن كانت الأعوام الماضية تُقنعه ليصوم حتى العصر بالكاد.

يوم بعد الآخر كانت الوالدة تحاول إبهار صغيرها "يوم أحط حلويات مرة تانية فلوس"، وفي إحدى المرات أحضرت له لعبة، فلم تتسع لها البالونة "فحطيت له ورقة جوة البالونة مكتوب عليها مبروك كسبت لعبة وكنت مخبياها عشان ياخدها لما المغرب يؤذن"، يوسف صار أكثر استيعابا للصيام، على حد قولها. ورغم تأففه أحيانا، لكن من اقتراب المغرب ينسى تعبه، ويخبرها أن تبقى معه بجانب البالونة الصفراء المحشوة كي يفرقعها بعد الأذان.

لا تُفضل "حلمي" الضغط على الابن أو تعنيفه ليصوم، لذا فهي تحاول إيجاد طرق مختلفة بعد البالونة "بدأت أتابع شوية على النت الناس بتعمل إيه عشان هو ميزهقش"، خاصة وأن صورة بالونة يوسف التي نشرتها على موقع فيسبوك، لاقت صدى كبيرا "مبقتش مصدقة فعلا إن الناس اهتمت وفيه كذا حد قاللي إحنا نفذنا الفكرة مع ولادنا وقلنا لقرايبنا، ودي حاجة فرحتني جدًا".