شادية وأغانيها.. "شهد مكرر " (بروفايل)
كتبت- هدى الشيمي:
قالت لأنيس منصور، في حوار جمعهما، إنها ممثلة تعمل في الغناء، ومع ذلك وقعت في الغناء أولاً، فمع عزف والدها على العود في أمسيات جمعته بأصدقائه المقربين في منزلهم، وقفت شادية، أو فاطمة، في ذلك الوقت طفلة بنت سبعة أو ثمانية أعوام، وغنت برفقتهم، ومن هنا علمت الأسرة، إنها تملك موهبة ستميزها عن غيرها.
على مدار سبعة وثلاثين عام، شاركت شادية في العديد من الأعمال السينمائية، وتغنت بأغاني وصفتها بـ"الخفيفة، إللي بتدخل القلب بسهولة"، ولكن ذلك لم يمنعها من تقديم أغاني طربية مختلفة، تنوعت بين الوطنية والدينية، والعاطفية.
شادية- القلب معاك:
"ماكنش بيفوت اليوم علينا، إلا لما أغني مع عفاف أكتر من أغنية"، تقول شادية في حوار إذاعي قديم، مؤكدة أن شقيقتها الكبرى امتلكت صوتا ذهبيا، إلا أنها لم تستمر كثيرا في الوسط الفني، حيث اعتزلت في سن صغيرة، ولكن أكثر أغنية رددوها كانت "يادي النعيم إللي انت فيه يا قلبي"، "كنت بعمل ليلي مراد، وهي كانت بتعمل محمد عبدالوهاب".
كان لليلي مراد نصيبا كبيرا في قلب شادية، "كنت بعرف اقلدها كويس جدا"، غنت لها العديد من الأغاني سواء في أمسيات والدها، أو في المدرسة، وشجعها على ذلك "أبلة ليلى" مدرسة المحفوظات في مدرستها، وأقرب المعلمات لقلبها، أحبت المعلمة صوتها كثيرا، وفي حصص الأناشيد، كانت تطلب منها غناء أشهر أغاني ليلي مراد في ذلك الوقت، ومن أشهرهم "بتبصلي كده ليه"، و"غيب نورك عني"، فتجلس باقي الفتيات للاستماع لها، وفي إحدى المرات أخذتها إلى غرفة الناظرة، وطلبت منها الإنصات للمفاجأة التي ستقدمها لها، "ومن ساعتها وأنا مابنجحش غير في حصة المحفوظات".
"أم كلثوم كنت بعبدها عبادة"، تحاول شادية توضيح مدى حبها لكوكب الشرق، والتي اعتقدت في بداية الأمر، إنها مثل الهواء، والشمس، كيان لا يمكن الاقتراب منها، تخجل أن تغني لها أغنية، في طفولتها التقت شادية بأم كلثوم، ولكنها لم تكن تعلم هويتها، "ماكنتش أعرفها كنت عيلة صغيرة، شوفتها عند ناس، وقعدت تحت رجليها".
حديث شادية عن أم كلثوم:
وبعد سنوات كبرت الفتاة، وعملت حوالي عامين في الفن، أخبرها والدها بأنهما سيذهبان إلى مشوار سيكون مفاجأة لها، وبعدما وصلوا لوجهتهما، اكتشفت إنها في فيلا أم كلثوم، "ارتعشت ساعتها، بس فرحت إن بابا عاملي مفاجأة حلوة أوي"، وعندما وصلا التقيا بأم كلثوم، "ماكنتش عارفة اتكلم، بابا بقي إللي كلمها"، قال لها إن فتاته الصغيرة شديدة التأثر بها، وتحبها حب غير طبيعي، لذلك طلب منها نصيحة تسير عليها طوال حياتها، تساعدها في مشوارها، نظرت إليها ثومة، وسألتها عن هدفها من الغناء، هل هو الشهرة، أم حبها لعملها، فأجابتها "أنا بحب الأغنية اسمعها واقولها، وبحب التمثيل"، فأضافت أم كلثوم "أنا تابعت شغلك، ولو عايزة تبقي ناجحة بجد، خلي شغلك بعد ربنا، اه هاتخسري حاجات كتير، بس هاتكوني مبسوطة أوي، أكتر ما تتفسحي وتروحي وتيجي".
تعاونت شادية مع الكثير من الملحنين، وجمعهم بها علاقة طيبة، كان أولهم محمد فوزي بعد اشتراكهما في بطولة أول أعمالها "العقل في إجازة"، والذي تراه قدم لها خدمة كبيرة جدا، حيث فهم امكانيات صوتها، "إداني ألحان خفيفة، ودمها خفيف، فطلعنا بنغمة جديدة وحلوة"، كما عملت مع بليغ حمدي في أغاني اعتبرها البعض من أهم أغاني كل منهما، مثل "أه يا اسمراني اللون"، "خلاص مسافر"، "يا حبيبتي يا مصر"، ومحمد الموجي، الذي تقول عنه "الموجي، لما اسمع ألحانه تدخل قلبي، ولكن لما اسمعها للمرة التانية والتالتة أحبها".
شادية- إن راح منك يا عين:
قدمت مع منير مراد أكثر من 65 لحن، من بينهم أشهر أغانيها "إن راح منك يا عين"، و"القلب معاك"، "ألو ألو"، "إيرما لادوس"، و"سيد الحبابيب"، يرى الملحن كمال الطويل، الذي قدم لها ألحان كثيرة، إنها شكلت مع منير مراد ثنائي ذهبي، استطاعا الجمع بين الموسيقي الجديدة، والكلمة الحلوة.
عندما قدم حسين السيد أغنية "مين قالك تسكن في حارتنا"، كلماته، قال "الأغنية وإللي بتغنيها لايقين على بعض"، كذلك كانت شادية، لم تغنى شيئا إلا إذا كان لائق عليها، "أحب أقول الغنوة وأنا حاسة بيها، عشان أقدر اؤديها كويس"، ولهذا السبب توقفت عن الغناء لفترة، فتقول "ماكنش في كلمة حلوة أقولها، الكلام كله كان مكرر، فقولت اقف شوية، واركز على التمثيل".
أغنية مين قالك تسكن في حارتنا:
سألها حسين السيد بعد انتهاءها من غناء الأغنية "قالوا أغنية حلوة، وعندما لحنها محمد الموجي قالوا عنها إنها أغنية خفيفة، "ليه لما إنتِ غنتيها الناس قالوا عليها طعمة"، فأجابته "بسيطة أوي جبت الخفافة على الحلاوة بقوا طعامة"، وهكذا كانت شادية طوال حياتها الفنية، بسيطة وخفيفة، وحلوة.
فيديو قد يعجبك: