لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عاشق فريد الأطرش يروي حكايات نادرة عن "ملك العود" – (حوار)

11:58 ص الخميس 30 أبريل 2015

حوار- منى الموجي وهدى الشيمي:
تصوير- علاء القصاص:

في غرفة صغيرة في شقته بحي شبرا، جمع محمد زكي، ما استطاع العثور عليه من كتب ووثائق وصور وشرائط وإسطوانات تختلف في أعمارها، إلا أنها جميعا تحمل نفس الفكرة، وهي تخليد ذكرى أكثر الفنانين قربا لقلبه، والحفاظ على تراثه، لذا قرر أن يقضي ما تبقى من عمره، مع أعمال "حبيب العمر" فريد الأطرش..

رغم أنه موظف حكومي، عمل سنوات طويلة في وزارة الإسكان، لا علاقة له بالوسط الفني إلا أنه متذزق للموسيقى والغناء من الدرجة الأولى، دفعه حبه لفريد الأطرش للغوص في بحر أنغام فريد، فأخذ يبحث عن معلومات وصور له، ووصل الأمر معه إلى حد التعصب للفنان الدمشقي المولد مصري النشأة والهوى، والذي يشبه تعصب الرياضيين لفرقهم، والسياسين لأحزابهم، وفي لقاءه مع "مصراوي"، سرد محمد الكثير من التفاصيل عن حياة فريد، والتي جمعها بعناية، مع أصدقاء، التقوا جميعا في حب فريد الأطرش.

كفاية يا عين:
أحب فريد الأطرش منذ صغري، ولكن أكثر أغنية جذبتني إليه كانت "كفاية يا عين"، بعد ذلك أصبحت مسمتع دائم له، انتظر أغانيه المُذاعة في محطات الراديو، وجمعت معلوماتي عنه من الكتب والمجلات، لدي كنوز، وكتب قمت بشرائها منذ سنوات طويلة بخمسة وعشرين قرش، ولكنها تُباع الآن بمئات الجنيهات.

2

أوتوجراف :
قابلت فريد الأطرش مرتين فقط، الأولى في الستنيات، أثناء العرض الأول لأحد أفلامه، يومها وقفت انتظره أمام باب إحدى السينمات في وسط البلد، كان حريص أن يكون العرض الأول لكل أفلامه فيها، وعند الساعة التاسعة والنصف رأيت سيارته، فأقبلت عليه، وعندما رأني قال لي "أرجوك ماتعملش دوشة، عشان هايتلموا عليا ويبهدلوني"، فسبق أن مزق الجمهور له بدلة أثناء التفافهم حوله، وتسابقهم للحصول على صور تذكارية موقعة منه.

طلبت منه صورة شخصية له تحمل توقيعه، فعرض عليّ الذهاب لمنزله في اليوم التالي لأحصل على الصورة، ووقتها لم تسعني الفرحة، وبالفعل ذهبت وأنا متشكك من أنني سأراه مرة أخرى، والتقاني شقيقه فؤاد، والذي كان شديدا ومعروف بقسوته عكس فريد وأسمهان، استأذنته في مقابلة فريد فوافق وأدخلني المنزل، وقابلني فريد بكل حب وتقدير، وكأننا أصدقاء، وقال لي "أهلا.. ازيك، والله لو مش عندي شغل كنت قعدت معاكم"، وختم كلامه مشددا بضرورة الذهاب إليه في حالة حاجتي لأي شيء.

أما اللقاء الثاني الذي جمعني بفريد، كان في إحدى الحفلات، وعندما رأني قال لي "تحجز كرسي ولا أحجزلك"، وكانت التذكرة في ذلك الوقت بجنيه واحد، فقد كان رحمة الله عليه معروف بكرم لا يوصف.

1

فيلا لحن الخلود:
عُشاق ومحبو فريد منتشرون في العديد من الدول لا في مصر فقط، فأنا لدي أصدقاء أعزاء في المنيا وملوي والشرقية، وكذلك في سوريا ولبنان وفلسطين وكندا والإمارات، يجمعنا حب فريد الأطرش، ونحن على تواصل دائم، جميعنا نتحدث في الهاتف.

أما فكرة الجمعية، فجاءت بعد وفاة مجموعة من الأصدقاء من الأسكندرية، والذين كانوا متفانين جدا في حب فريد الأطرش، فيحرصون على المجيء للقاهرة في ذكراه لزيارة مدفنه، وتعرفت عليهم من خلال هذه الزيارات، وشغلتني فكرة أن برحيلي سيضيع كل ما جمعته وستضيع فكرة الحفاظ على تراث فريد، لذلك قررت أن أجمع محبي فريد في جمعية يكون هدفها تخليد اسمه وذكراه، وأسسنا الجمعية في فيلا تحمل اسم "لحن الخلود" في العاشر من رمضان، إلا أن ظروفي الصحية تمنعني من الذهاب إليها باستمرار.

وأهم شيء لدينا في الجمعية، وكمجموعة من عشاق فريد الأطرش هو تخليد ذكراه، والحفاظ على تراثه، خاصة بعد اكتشافي أن حقه مهدورا في مصر، مصر التي قال عنها فريد الأطرش "لحم كتافي من خيرها".

3

السجق والكباب :
أهم صفة تميز فريد كانت الكرم، فرحمة الله عليه كان كريم جدا جدا، ولم تخل شقته يوما من الضيوف، ولابد أن يتناولوا معه الطعام، مثل عبد السلام النابلسي، محمد فوزي، شادية، هدى سلطان، وصباح، مديحة يسري، فايزة أحمد والتي كان سببا في زواجها من الملحن محمد سلطان، بعدما تم اللقاء بينهما لأول مرة في منزله.

وكان يحب أن يقدم لكل شخص من ضيوفه ما يحب من طعام، مثلا عندما علم أن هدى سلطان تحب تناول السجق أحضره لها، وعندما عرف بحب كمال الشناوي للكباب كان يحضره له.

وكرمه لم يكن فقط في "العزومات"، ولكنه لم يتوان للحظة عن الوقوق إلى كل من يحتاج إلى المال، وعلمت من أحد أبناء الملحن محمد الموجي، إن والده كان يتحدث مع فريد عن ضائقة مالية يمر بها، وبعد انتهاء اللقاء أرسل فريد مع سائقه ألف جنيه لمنزل الموجي "وده مبلغ كان كبير ومش هين ساعتها"، فاتصل به الموجي وقال له "كنت بدردش معاك بس"، رد عليه فريد بألا يقلق، فأكد عليه الموجي أنه سيرد إليه المال فور انتهاء هذه الأزمة المالية، قال له فريد "إللي يخرج من بيت فريد مابيرجعش".

وبجانب كرمه مع أصدقائه، أنفق فريد على أفلامه ولم يبخل عليها، وقد يكون ذلك أحد اسباب نجاحها، فقدم ستة أفلام مع سامية جمال "كلها روعة"، لم يبخل على الديكورات، أو الفرق الموسيقية، واستعان بأفضل وأجمل الراقصات اليهوديات في تلك الفترة.

لم يكن فريد يلق للمال بالا، فبنى منزله بعناية شديدة، ووضع "نافورة" داخل المنزل "ودي ماكنتش حاجة عادية في وقتها، محتاجة فلوس وتجهيزات"، وكان في بيته ركن شرقي جدرانه من الأرابيسك ضم مجموعة من الخناجر والأسلحة التي قدمه له ملوك وأمراء العرب كهدايا، وجدران أخرى تحمل رسومات، وتحف فنية.

6

أسمهان :
تعرض فريد للعديد من الأزمات في حياته بدءا من خروجه من وطنه هاربا من بطش الاستعمار الفرنسي، مرورا بوفاة شقيقته أسمهان التي كانت أهم شيء في حياته، فكانت علاقتمها قوية جدا، وعلى المستوى الفني كانت بمثابة ذاكرته الموسيقية، وتحفظ ألحانه عن ظهر قلب، فعندما يعزف لحن ولو لمرة واحدة، عندما يعود إليه مرة أخرى يطلب منها أن تذكره به.
وكان أخر أزماته، صحته التي ضعفت شيئا فشيء، بسبب إصابته المتكررة بذبحات صدرية، كما كان يخشي الليل كثيرا، فيطلب دائما من أصدقائه المكوث معه لأنه كان يشعر أنه سيموت ليلا.

5

تعاون لم يتم
كان من المقرر أن يتعاون مع أم كلثوم في أكثر من عمل، منهم أغنية "كلمة عتاب" والتي غنتها وردة فيما بعد، والأخرى أغنية "وردة من دمك" وهي أغنية وطنية غناها هو، ولكنهما اختلفا.
وحدث ذلك مع نجاة الصغيرة أيضا، حيث لحن لها أغنية، ولكن التعاون لم يتم، ولم تخرج الأغنية إلى النور أبدا.

4

تمثال دار الأوبرا:
وفي ذكرى الموسيقار الراحل فريد الأطرش، أوجه اللوم للإذاعة المصرية التي أراها مُقصرة في حق فريد، وتهمله كثيرا فلا تذيع أغانيه إلا نادرا، بالإضافة إلى عدم وجود تمثال له في دار الأوبرا المصرية، وما يثير الغضب كلام البعض وتبريرهم ذلك بأنه غير مصري، رغم أنه عشق مصر، وحصل على الجنسية المصرية وكان دائما ما يُردد "أنا سوري ولكن دمي مصري".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان