لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

''باب الحديد'' يظهر بسنيما ''زاوية'' في 2014

06:35 م الخميس 11 سبتمبر 2014

كتبت- رنا الجميعي:

يذهب لعالمه الموازي، بأدوات صغيرة يبتكرها مثل من في سنه يقوم بعمل حركات للإضاءة أسفل فراشه، ليًّهيأ أجواء تليق بمسرحية متخيلة، هذا الصغير الذي ولد بالإسكندرية من أب لبناني وأم يونانية أصبح يُسمي ''يوسف شاهين''، وصارت السنيما حياته، من أولى أفلامه ''بابا أمين'' حتى فيلمه الأخير ''هي فوضى''، ستة أعوام مرت بعد رحيله، إلا أن سيرة الأستاذ ليست في سبيلها للنسيان، فعلى مدار أسبوع بدأ منذ أمس تقوم سنيما ''زاوية'' بالاحتفاء بشاهين.

في السادسة والنصف امتلأت ''زاوية'' بحشد ضخم، جاء ليشاهد ''باب الحديد''، المدرج ضمن افضل مئة فيلم في تاريخ السنيما المصرية، طابور طويل اصطف عند شباك التذاكر، وآخرون تنحوا جانبًا للحديث عن سيرة المخرج التي لا تنقطع، الجميع ذهب لأماكنه المحددة أمام شاشة السنيما، الأحاديث المتهامسة والضحكات كانت التسلية حتى بدء الفيلم، ''35 مللي'' قالها ''ممدوح صلاح'' منتظرًا رؤية فيلم أبيض وأسود يُعرض ببكرة الفيلم الأصلية غير المستخدمة الآن ''دلوقت الفيلم بيتعرض ديجيتال''، رؤية فيلم بصورته الأولى و''النغمشة'' المحببة به هي ما يتوق إليه ''ممدوح'' .

صمتٌ تام وعيون ملأها الشغف اتجهت نصب الشاشة، مع ظهور كلمة ''باب الحديد، رُغم مشاهدة العديد من محبي شاهين فيلمه الشهير، إلا أن السنيما لها مذاق خاص، رؤية فيلم بالأبيض والأسود على الشاشة الكبيرة، كان حلم يراود الكثير دون أمل كبير يعول لتحقيقه، إلا أنه قد تحقق بالفعل.

ضمن الحاضرين جاء ''أشرف محمد'' لمشاهدة باب الحديد ''عاوز أشوف شاهين الممثل والمخرج''، هي المرة الأولى التي يشاهد فيها أحد كلاسيكيات السنيما المصرية، فوجئ بوجود مكان بمصر يعرض أفلام أبيض وأسود بشكل تجاري، الترقب على أحر من جمر لمشاهدة فيلم عربي شعور لم يمر به ''محمد''، سوى مرات قليلة منها هذه، لا يماثله سوى مشاهدة الأفلام الأجنبية بالنسبة له، يتطلع الشاب العشريني إلى الشاشة الكبيرة، يماثله الجميع، صمتٌ تام وعيون ملأها الشغف اتجهت نصب الشاشة، رُغم مشاهدة العديد من محبي شاهين فيلمه الشهير، إلا أن السنيما لها مذاق خاص، رؤية فيلم بالأبيض والأسود على الشاشة الكبيرة، كان حلم يراود الكثير دون أمل كبير يعول لتحقيقه، إلا أنه قد تحقق بالفعل، وتبدأ كلمة ''باب الحديد'' بالظهور.

صوت قطار يدخل، ''دي محطة مصر، قلب المدينة، كل دقيقة بيطلع منها قطر، وكل دقيقة يوصل فيها قطر'' ... بصوت الممثل ''حسن البارودي ''عم مدبولي'' يبدأ الفيلم، تسكن الأصوات، وتترقب الأنفس ظهور ''هنومة'' و''قناوي''، العلاقة العجيبة التي يتحدث عنها الفيلم بين عيون ''قناوي'' المتلصصة على جمالها، وبائعة ''الكازوزة'' المشاغبة ''أنا هبنيلك بيت على البحر''.

الضحكات التي تقاطعت مع أحداث الفيلم، المسافر عثر الحظ، البائع المنتظر لأخطاء ''هنومة'' حتى يسجنها، والسخرية التي ينالها ''قناوي'' ''انت قناوي ؟ عريت الصعيد كله''.

التحوّل الذي حدث لقناوي من رجل أعرج منطوي بدواخل نفسه، إلى شخص قرر قتل محبوبته، حدث ذلك في ''ساعة وربع، وأربع ساعات تصوير'' يقولها ''جابي خوري'' أحد ضيوف الندوة المقامة بعد الفيلم، وأحد المنتجين الذين تعاونوا مع ''شاهين'' بمعظم أفلامه، يتحدث ''خوري'' معجبًا بإمكانية تصوير فيلم في تلك المدة القصيرة، والتي تحول فيها قناوي.

''أنا هجوزك هنومة'' يختتم الفيلم بصوت ''عم مدبولي'' كما بدأ، محاولًا تحويل نظره عن ''هنومة'' وإبعاده عنها، ومصورًا له رداء مرضى العباسية كزي الفرح، ''قوم يا عريس'' هذا ما كان يتصوره ''قناوي'' حتى محاولته لانتزاع الرداء الذي سُجن داخله، صرخات يتبعها استغاثة بعم مدبولي وسط دموعه واصطفاف عابري ''باب الحديد''.
يترجم الصمت في حرم الفيلم، إلى تصفيق حاد عقب نهايته، رُغم أن عدد كبير من تلك الأكف التي شاهدته بالتأكيد العديد من المرات، إلا أنه يظل هناك سحر ما يتبع الشاشة الكبيرة، تصفيق لمخرج الفيلم المتوفى عام 2008، وفيلم عُرض لأول مرة عام 1958، ليعرض ثانية بعدها بأكثر من خمسين عامًا.

ذلك السحر التي تتبعت آثاره ''نهاد زكي''، منذ صغرها، ووطن حب السنيما قلبها، وكان ''شاهين'' من تربع على العرش، منذ أن ترامى إلى سمعها فيلم يسمى ''الآخر''، رغبت بمشاهدة ذلك الفيلم ''كتير من صحابي في المدرسة شافوه''، لكن رغبتها تعارضت مع إرادة والدها الذي رفض ''اتقال إن فيه مشاهد''، ليصبح الفيلم الأول التي تتعرف فيه على الأستاذ، حينما امتلكت جهاز كومبيوتر ''روحت سايبر عشان آخد الفيلم على اسطوانة''، وتحقق ''زاوية'' حلم ''نهاد'' الآن ''هتبقى أول مرة أشوف فيها أفلام شاهين سنيما على شاشة كبيرة''.

تتذكر ''نهاد'' المشاهد التي جعلت ''الآخر'' أفضل الأفلام الرومانسية التي شاهدتها في صغرها، فعلق بذهنها آدم حينما قال ل''حنان'' ''لو لمست إيدك تزعلي''، الشغف بسنيما ''شاهين'' ورؤية أفلامه على الشاشة ''بالذات اسكندرية ليه واليوم السادس'' هما الفيلمان التي قررتا مشاهدتهما بزاوية ضمن الجدول الأسبوعي، ''تخيلي داليدا فلاحة'' تقولها ''نهاد'' بشغف تترقب فيه اليوم المقرر للذهاب لزاوية، رغم مشاهدتها لهما مرات عديدة، إلا أن هناك ''متعة الشاشة الكبيرة لحد مجنون سنيما''.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان