أحمد مظهر..فارس السينما الذي دخل الفن تلبية لنصيحة عبد الناصر..صور

كتبت- هدى الشيمي:

على الرغم من فروسيته وارتباطه الشديد بالجيش المصري، إلا أنه كان واحدا من الممثلين البارعين، الذين استطاعوا تأدية كل الأدوار المسنودة إليهم، فاستطاع تغير جلده بسهولة من كوميديان، إلى رومانسي عاشق، إلى فارس، وباشا أروستقراطي.

هو أحمد مظهر أو ''فارس السينما المصرية''، الذي دخل عالم الفن من أبواب الفروسية، فبعد تخرجه من الكلية الحربية عام 1938، التحق بسلاح المشاه، ثم انتقل لسلاح الفرسان، ليتولى قيادة مدرسة الفرسان ويشارك في حرب فلسطين عام 1948.

جمعت بين مظهر والرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والكاتب يوسف السباعي علاقة صداقة قوية، فكانوا زملاء في دفعة واحدة بالكلية الحربية.

كما كان صديقا مقربا للضباط الأحرار، فقال في أحد حواراته أن اجتماعاتهم كان تتم في منزله بالعباسية.

أسند إليه يوسف السباعي دور ''البرنس علاء'' في فيلم ''رد قلبي'' ليكون ثاني دور يلعبه بعد دوره في فيلم ''ظهوره الإسلام''، إلا أن الجيش رفض منحه تصريح باستكمال تصوير الفيلم.

مما دفعه إلى اللجوء إلى صديقه عبد الناصر، الذي نصحه بالتفرغ التام للتمثيل، لأنه يرى فيه فنان ناجح وعبقري، فاستجاب مظهر لنصائح عبد الناصر وقدم استقالته من الجيش، وهو في رتبة عقيد.

سطع نجم مظهر بعد تفرغه للفن فقدم الكثير من الأعمال السينمائية والتليفزيونية التي لا تنسي، ومن أهم أعماله السينمائية ''العتبة الخضراء''، ''النظارة السوداء''، ''رحلة غرامية''، ''لصوص لكن ظرفاء''، ''الأيدي الناعمة''.

أظهر فارس السينما تألقا كبيرا في لعبه الأدوار التاريخية، فقدم العديد منها مثل ''الناصر صلاح الدين'' في فيلم يحمل اسمه، والأمير ''قطز'' في فيلم ''واسلاماه''، ودوره في فيلم ''الشيماء''.

وكون مع الفنانة فاتن حمامة ثنائي شهير، فقدما معا مجموعة من الأفلام البارزو في تاريخ السينما المصرية مثل ''دعاء الكراون''، ''الزوجة العذراء''، ''الطريق المسدود''، ''إمبراطورية ميم''، ''حتى نلتقي''.

كما قدم العديد من المسلسلات من أهمها ''الخماسين''، ''أريد هذا الرجل''، ''على هامش السيرة''، وشارك في الجزء الأول من مسلسل ''ليالي الحلمية''، ''ضمير أبلة حكمت''.

واستطاع مظهر أن يكون كاتب وسيناريست بجانب التمثيل، فكتب عملين سينمائين، هما ''الضوء الخافت''، ''نفوس حائرة'' الذي قدم فيه الفنانة ميرفت أمين لأول مرة.

حاول فارس السينما دائما ابعاد حياته الشخصية واخبار عائلته عن وسائل الإعلام، ولم يظهر هو وزوجته وابنائه جيهان وإيمان وريهام وشهاب، سوى مرات قليلة معا.

توفي أحمد مظهر في 8 مايو عام 2002، بعد معاناة مع مرض الالتهاب الرئوي استمرت أربعة أعوام، عن عمر يناهز 84 عاما، تاركا إرثا فنيا ضخما، وعلامات بارزة في تاريخ السينما المصرية والعربية.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ... اضغط هنا