إعلان

فاتن حمامة..تركت مصر هربا من السياسة ووصفها عبدالناصر بالثروة القومية

03:42 م الجمعة 30 مايو 2014

الفنانة فاتن حمامة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- منى الموجي:

عرفها الجمهور طفلة تلمع عيناها بالذكاء، وتنبؤ بموهبة فنية كبيرة، لن تتوقف عند حد التمثيل في سن الطفولة، واتسمت ملامحها بالبراءة التي ظلت أسيرتها لسنوات طويلة حاولت فيها أن تتمرد قليلا على دور الفتاة الرقيقة المقهورة والمغلوبة على أمرها، حتى استطاعت أن تنتصر على المخرجين بإصرارها وبمرور الزمن وتغير ملامح الوجه ووصولها إلى مرحلة من النضوج الفني، جعلتها تقدم أدوارا أصبحت من كلاسيكيات وعلامات السينما المصرية والعربية، وجعلتها تستحق لقب سيدة الشاشة العربية، فاتن حمامة.

يوم سعيد

ولدت فاتن أحمد حمامة في 27 مايو عام 1931، بدأت العمل الفني وعمرها ست سنوات ونصف، وكانت قد اشتركت في مسابقة جمال أقامتها مجلة ''المصور'' وحصلت على المركز الثالث وكان عمرها آنذاك خمس سنوات، وبعدها بثلاثة أشهر اشتركت في مسابقة أخرى اسمها ''مسابقة الزي'' وارتديت ملابس ممرضة ومثلت وكأن أمامها مريض ليلتقط لها صورة والدموع في عينيها، وتجذب الصورة وصدقها المخرج محمد كريم ليختارها لأول أفلامها فيلم ''يوم سعيد'' مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب.

وتحكي فاتن في لقاء تليفزيوني قديم كيف كان الاستديو يلعب معها كل يوم على مدار ساعة قبل بدء التصوير وأن مخرج الفيلم زاد من دورها ليصبح حجم دورها أكبر بعد أن كان مشهد واحد، وتقول فاتن في الحوار حاول المخرج إقناعها بألا تنظر إلى الكاميرا فقال لها ''اذا نظرتي إلى الكاميرا هتطلعي بربرية''، فوجدت الطفلة عبد الوهاب ينظر إلى الكاميرا أكثر من مرة ''ففتنت'' عليه حسب تعبيرها لدى المخرج، وعرف عبد الوهاب ما قالته الطفلة فظل كلما وقف أمام الكاميرا يضحك من براءتها، فطلبت فاتن من المخرج أن يستبدله بآخر.

وجاء فيلمها الثاني بعد أربع سنوات مع الثنائي محمد كريم ومحمد عبد الوهاب في فيلم ''رصاصة في القلب''، وبدأت الطفلة تكبر، وتلفت إليها الأنظار حتى شاركت في فيلمها الثالث ''دنيا''، لتقرر بعدها الالتحاق بمعهد التمثيل عام 1946، وتوالت على فاتن الأفلام ولكن هذه المرة لتصبح بطلة الأفلام أمام كبار الفنانين وعلى رأسهم يوسف وهبي.

مهرجانات

شاركت فاتن في عدد من المهرجانات العالمية على رأسها مهرجان موسكو ومهرجان كان، وكان أولى مشاركاتها في مهرجان كان من خلال فيلم ''لك يوم يا ظالم'' مع صلاح أبو سيف، وكذلك فيلم ''صراع في الوادي'' مع المخرج يوسف شاهين، وهو وأول أفلامها مع زوجها فيما بعد الفنان عمر الشريف.

كانت الزيجة الأولى في حياة فاتن في سن صغيرة من المخرج عز الدين ذو الفقار الذي كان يكبرها بعدد كبير من السنوات، وقدما معا عدد من الأفلام من بينها ''موعد مع الحياة''، وامتدت الزيجة من عام 1947 وحتى عام 1954، لتنتهي بالطلاق بعدما أسفرت عن ابنة واحدة هي نادية ذو الفقار.

وبدأت قصة حبها مع ميشيل شلهوب الذي أشهر إسلامه ليصبح اسمه عمر الشريف، بعدما قدما معا فيلم ''صراع في الوادي''، واستمر زواجهما حتى عام 1974، وانجبا ابنهما طارق.

المشاركة في فيلم أمريكي

لفاتن تجربة أجنبية واحدة، هي مشاركتها في الفيلم الأمريكي ''القاهرة''، وكانت هذه المشاركة هي المحاولة الوحيدة لفاتن في السينما الأجنبية، وانتقدها كثيرون رأوا أنها قدمت دور صغير وبدت وكأنها كومبارس، وهو ما رفضته فاتن، موضحة أن الدور صغير ولكنه ليس كومبارس، وأنها أرادت أن تشارك في تجربة تتعلم فيما بعد من أخطاءها فتبدأ بمساحة صغيرة تجعلها مستعدة حين تأتيها فرصة جيدة.

قدمت فاتن عدد كبير من الأفلام بعضها كان مأخوذ عن أعمال أدبية لكبار الأدباء مثل يوسف السباعي، طه حسين، ومن أشهر أفلامها ''بين الأطلال''، ''''دعاء الكروان''، ''أفواه وأرانب''، ''موعد مع الحياة''، ''الحرام''، ''الخيط الرفيع''، ''حكاية العمر كله''، ''الباب المفتوح''، الطريق المسدود''، ''نهر الحب''، ''ابن النيل''، ''لك يوم يا ظالم''.

ضغوط سياسية

اضطرت فاتن إلى ترك مصر لمدة خمس سنوات من عام 1966 وحتى 1971، بسبب الأحداث السياسية وقسوة النظام مع الوطنيين بالإضافة إلى اعتراضها على فكرة التأميم رغم أنها لم تطولها، ويُقال أن ابتعادها عن مصر كان هروبا من محاولات تجنيدها من جهات سيادية وتحديدا من المخابرات التي كانت تسعى في فترة من الفترات لتجنيد الفنانات للتعاون معهم، وهو ما رفضته فاتن فبدأت تتعرض لمضايقات، حتى استطاعت أن تخرج من مصر، وظلت رافضة العودة رغم قيام الرئيس جمال عبد الناصر بالتحدث إلى عدد من النقاد والكتاب ليقنعونها بالعودة إلى مصر واصفا فاتن بـ ''الثروة القومية''، حتى اتخذت قرار العودة عام 1971.

بعد العودة بدأت ملامح أدوار فاتن حمامة تتخذ منحى آخر، وفرض عليها التقدم في العمر، ونضوجها الفني، أن تتبنى قضايا مختلفة في أفلامها فاختارت أن تتبنى قضايا المرأة، فقدمت فيلم ''إمبراطورية ميم''، ''أريد حلا'' وكان للفيلم أثر كبير في تغيير قانون يتعلق بمسألة الطلاق، واصبح من حق المرأة أن تطالب بالطلاق وظهر قانون الخلع، وكان أخر أفلامها فيلم ''أرض الأحلام'' مع الفنان يحيي الفخراني، في حين قدمت في التليفزيون مسلسلين فقط هما ''ضمير أبلة حكمت''، ومسلسل ''وجه القمر''.

تكريمات

حصلت فاتن حمامة على مدار مشوارها الفني على العديد من الجوائز والتكريمات من بينها:

- شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة‏ عام 1999

- جائزة نجمة القرن من قبل منظمة الكتاب والنقاد المصريين عام 2000

- وسام الأرز من لبنان عام 1953 وعام 2001.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: