إعلان

مخرج ''بنت من دار السلام'': لن أدفع فاتورة هيفاء وهبي (فيديو وصور)

03:51 م الجمعة 02 مايو 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار- منى الموجي وأماني البربري:

تصوير – نادر نبيل:

 

أكد المخرج طوني نبيه خلال ندوة أقامها ''مصراوي'' واستضاف خلالها صناع فيلم ''بنت من دار السلام'' أن فيلمه لن يدفع فاتورة فيلم ''حلاوة روح''، مطالبا بأن يتم التعامل مع الفيلم كعمل إبداعي مستقل، ومشيرا إلى أن الفيلم ليس به ما يخدش الحياء، وانه يناقش قضايا اجتماعية وبه اسقاطات سياسية، بالإضافة لتناوله قضية ''الماسوشية'' بشكل يبتعد تماما عن الاسفاف، طوني تحدث خلال الندوة عن تفاصيل الفيلم وعن مشاكله مع الرقابة، وكذلك عن رده حول اتهام الفنانة رحاب الجمل للفيلم بأنه سيتسبب في فتنة بين الديانات عند عرضه....

-  كيف جاءتك فكرة فيلم ''بنت من دار السلام''؟

فكرة الفيلم كانت تراودني منذ فترة ليست ببعيدة، ولكن فكرت في تقديمها من خلال فيلم روائي قصير، وكان اسمه في البداية ''نهاية صيف''، البداية جاءت من خلال مكتبي على كورنيش المعادي والتي تطل على منطقة دار السلام ووجدت نفسي مرعوب من التصاق البيوت وتطل في ذهني حادثة السيارة التي احترقت عند كوبري ''التونسي'' ودخلت لسوق الجمعة وأبادت المنطقة بسبب صعوبة دخول سيارات المطافي، فالمنطقة محرومة من الخدمات، فوجدتني اتقمص أحد الأفراد القائمين هناك وشعرت أنهم يتطلعون للاحساس بالأمان، ومن هذا المنطلق قررت تقديم الفيلم.

حدثنا عن قصة الفيلم والقضية الأساسية التي تتناولها من خلاله؟

بدأت العمل على فكرة وجود بنت فقيرة من دار السلام تتزوج من رجل غني يكبرها في السن، إلى هنا سيرى الجمهور أن القصة تقليدية، لكن الغير تقليدي أن هذا الرجل ''ماسوشي'' فاستحضرت دراستي لعلم النفس ومعلوماتي عن ''الماسوشية'' قبل دراسة السينما، و''الماسوشية'' هي اضطراب نفسي مزعج جدا عكس السادية وهو الشخص الذي يتلذذ بتعذيب الجنس الآخر له، فتجد الفتاة نفسها غير قادة على التعامل معه وتدخل في صراع حتى عندما يحاول قتلها ويرفض أن ينقذها أحد من الغرق نجدها تقول ''أنا تعلمت من بتنا إن الست تحافظ على سر جوزها وتصونه وتحافظ على مشاكله قبل مميزاته''، وتشتهي أن تترك النعيم وتعود لدار السلام رغم الفقر لأنها كانت تشعر بالأمان، وفي ذلك رسالة أن المكان الذي يشعر فيه الإنسان بالأمان والسعادة حتى لو كان فقير أفضل من مكان آخر أكثر رخاءا ومالا لكن ليس به أمان أو سعادة، فالفيلم يرصد قضايا اجتماعية وبه بعض الاسقاطات السياسية.

ولماذا قمت بإنتاج الفيلم ولم تعرضه على ينتجه منتج آخر؟

هذه أولى تجاربي الإخراجية حيث كنت من قبل مساعد مخرج، ففضلت أن اتحمل مسئوليتها من الألف للياء، حتى لا أبرر لنفسي في حالة عدم نجاح الفيلم أن الإنتاج كان سببا في ذلك واستطيع تقييم التجربة، وقد يرى البعض أن ما قمت به مخاطرة لكن هناك بيت شعر أؤمن به يقول ''شط الخطر وحده هو شط النجاة''.

ولماذا اخترت الحديث عن قضية الماسوشية، خاصة وأن المجتمع لا يقبل الحديث في عدد من القضايا ومنها هذه القضية؟

مسألة تقبل المجتمع لا يرتبط بتناول أي قضية وأنما بطريقة التناول، فطالما ليس هناك إسفاف أو تناول محرج للقضية فما المانع من مناقشتها.

هل سيكون فيلم ''بنت من دار السلام'' للكبار فقط؟

الفيلم ليس للكبار فقط، فإلى الآن لم يتم تصنيفه ولا اعتقد أنه سيتم تصنيفه على أنه للكبار فقط، فالفيلم يخلو من أي مشهد يخدش الحياء، وأقول إن الفيلم لا يجب أن يدفع فاتورة هيفاء وهبي، فهناك مشكلة بسبب فيلم ''حلاوة روح''، وكل ما أطالب به أن يتم النظر إلى فيلمي كموضوع إبداعي مستقل بعيدا عن الرهان الزمني وعن ''حلاوة روح''.

ولكن مشاكل الفيلم مع الرقابة كانت قبل أزمة فيلم ''حلاوة روح''؟

الهجوم على الفيلم بدأ بعد نشر شائعة تشير إلى أن أهالي دار السلام يعتزمون حرق دور العرض السينمائية التي ستعرض الفيلم، وهو أمر غير صحيح على الإطلاق فأنا مساعدي في الإخراج من عائلة كبيرة في منطقة دار السلام، وذهبت إلى هناك وتحدثت مع عدد من سكان المنطقة وأكدوا لي أن هذا الكلام غير صحيح فكيف يحكمون على عمل لم يُعرض بعد، ثم هل على الفنان قبل أن يقدم عمل فني تدور أحداثه في منطقة ما يذهب ليستأذن من أهالي المنطقة، فمسلسل''ليالي الحلمية'' لم يستأذن أهالي الحلمية، وحتى إذا اردت ان أفعل ذلك فمن أستأذن من الأربعة ونصف مليون، ومن سيشاهد الفيلم سيرى انه لا يحمل أي إساءة لأهالي المنطقة.

رقصة شاكيرا وأغنيتها بالفيلم أثارتا ضجة كبير، فكيف رأيت ذلك؟

في البداية أحب أن أوضح أن ما أرتدته شاكيرا وهي ترقص لم تكن بدلة رقص بل ملابس عادية ارتدتها الشخصية لحضور فرح، ثم قامت لترقص في هذا الفرح كما يحدث في الأفراح العادية، وشاكيرا ممثلة في الفيلم وليست راقصة تجسد دور ''مضيفة'' في إحدى القرى السياحية ترتبط بعلاقة عاطفية بدكتور ولها خط رامي لوحدها في الفيلم، فالرقصة غير مقحمة على الفيلم ولها مبررها الدرامي، وأستاذ يوسف شاهين كان يقول إنه لا يمكن أن يقدم فيلم لمدة ساعتين دون أن يقدم رقصة خلال الفيلم، وقد تكون الضجة التي أثيرت أن رقصها لم يكن رقص شرقي تقليدي، حيث حرصنا على تقديم حركات مختلفة ولم نكرر حركة واحدة، ولا أرى أن وجود رقصة في الفيلم جريمة.

وما هو سبب الهجوم على الفيلم في رأيك، هل البرومو أم الكليب الدعائي للفيلم ورقصة شاكيرا؟

لا استطيع ان أحدد السبب، لكن أشعر بالسعادة بوجود حراك فكري وأن الناس تناقش وتسأل، ولم أكن لأشعر بالسعادة في حالة عرض الفيلم ومروره مرور الكرام، وفي النهاية الفيلم صادق فكل كلمة وكل كادر فيه صدق، وهذا ما سيجعل الجمهور يصدقه.

ما هي مشكلة الرقابة إذن مع الفيلم؟

عندي أزمة مع الرقابة فإلى وقت قريب، كنت أرفض أن أهاجم الرقابة، خاصة وأنها تمر بأزمة كبيرة بسبب وقف فيلم ''حلاوة روح''، فليس من النبل مهاجمة خصم جريح، لكن الرقابة تستحق الهجوم عليها ليس كأشخاص ولكن كمؤسسة، فبعد أن قدمت الفيلم للرقابة وتشكلت لجنة أبدت بعض الملاحظات التي نفذتها رغم أن الرقابة قد وافقت على السيناريو ولم تعترض عليه، عدت بالنسخة المُعدلة لتراها اللجنة وأحصل على إجازة الفيلم وطرحه بدور العرض، فوجدت لجنة جديدة ليست اللجنة الأولى تعترض على أشياء أخرى، وهو ما يؤكد وجود حالة من العبث والفوضى المُنظمة، فلا يمكن أن تكون مؤسسة الرقابة في دولة بحجم مصر بهذا المستوى، فطلبت منهم إما أن يجيزوا الفيلم أو يعطوني رفض كامل عليه، حتى استطيع أن أسلك المسار القانوني وأذهب إلى لجنة التظلمات وللقضاء.

وماذا كان رد الرقابة؟

تحدث إليّ القائم بتسيير أعمال الرقابة الدكتور عبد الستار فتحي، وطلب مني أن أعود للرقابة يوم الأحد ليجلس معي ويشاهد بنفسه الفيلم، وقال لي إن فيلمي ليس الفيلم الذي ترفضه الرقابة وأن عليّ أن أفخر به.

الفنانة رحاب الجمل أعلنت تبرؤها من الفيلم وقالت إنه سيُحدث فتنة ما بين الديانات ووصفته بالجريمة، فما ردك؟

لا أعرف لماذا قالت هذا الكلام، فاخر لقاء بيننا كان منذ أسابيع قليلة في احتفالها بيوم ميلادها ولم تتحدث معي في هذا الأمر، وإذا قالت هذا بالفعل، فأنا لدي 100 علامة استفهام على كلامها ، فكيف حكمت على الفيلم وهي لم تراه في صورته النهائية، إلى جانب أنني التزمت بالسيناريو الذي تحمل هي نسخة منه ودرسته جيدا قبل أن تقوم بدورها وبالمشاركة في العمل ولم أضف أي مشاهد خلال التصوير، بالإضافة إلى أن الرقابة قرأت سيناريو الفيلم قبل التصوير ولو كان تراءى لها هذا الكلام لما منحتني تصريح بالتصوير، فالفيلم لا علاقة له بالفتنة بين الديانات.

ولكنها قالت إن الفيلم يظهر شخص مسلم على أنه ملتزم اخلاقيا ودينيا أمام الناس ولكنه في الحقيقة ''ماسوشي''، وهذا قد يثير أزمة وفقا لها؟

الشخصية ليست لرجل دين فهو شخص عادي ولفظ يا حج يُقال لكل شخص كبير في السن، حتى عندما سألته زوجته عن ذقنه لماذا لا يحلقها فقال لها إنه يحب شكله بالذقن أي ان احتفاظه بها ليس من باب التدين، فالفيلم لا يتعرض لأي جانب ديني، فمن العبث وضيق الأفق أن يُقال هذا الكلام، أكيد هذا الكلام على فيلم آخر ''بنت من أمريكا اللاتينية'' مثلا، وندم أي إنسان مشكلة تخصه هو فقط، ويعني أنه لم يذاكر السيناريو جيدا.

في رأيك ما هي أهمية الموسيقى التصويرية في الأعمال الفنية؟

وجود الموسيقى التصويرية جزء اساسي في الفيلم، وأنا اعتمدت على الجمل الموسيقية التي قدمها للفيلم الملحن وائل العقيد وعلى الصورة، ويأتي بعدهما الحوار، وشجعني على ذلك أن وائل واثق فيما يقدمه، فهو أحد المكتسبات للسينما المصرية، فمنذ فترة نبحث عن موسيقى بجد، حيث نعاني من مشكلة مع الموسيقى التصويرية اللايت، فوائل لديه قدرة كبيرة على العطاء الفني بشكل غير عادي، وبعد هذا الفيلم سيكون التعامل مع الموسيقى التصويرية ودورها في الفيلم مختلف.

بعيدا عن فيلم ''بنت من دار السلام'' هل ترى أن حل أزمة السينما سيكون من خلال الأفلام منخفضة الميزانية؟

نحن نعيش في أزمة حقيقية، فأي منتج يفكر في مكسبه من الفيلم الذي يقوم بإنتاجه وبعد عمليات القرصنة والسطو على الأفلام من خلال مواقع الانترنت والقنوات الفضائية الغير مرخصة، بدأت تبتعد القنوات الفضائية الكبرى عن شراء الأفلام أو تقبل بشراءها بأسعار زهيدة، وهناك مشاكل في التوزيع الخارجي في عدد من الدول العربية التي تعاني من اضطرابات سياسية، لذلك بات كل منتج يفكر في تقليل حجم خسارته لا في تحقيق مكاسب.

وهنا لابد أن تتدخل الدولة من خلال دعم الأفلام الصغيرة، وأن تقوى يدها على القنوات والمواقع التي تسرق الأفلام، لأن في حال استمرار هذا الوضع لن نجد منتجين يُقدمون على خطوة إنتاج أفلام سينمائية.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان