أفلام عيد الأضحي.. بين صراع الإيرادات وغياب النجوم
القاهرة - (أ ش أ):
بعد أن اقتربت ثورة 25 يناير من إكمال عامها الثاني ، بكل نجاحاتها وفشلها ، وبكل تداعياتها الاقتصادية والسياسية والأمنية والفكرية ، فإن صناعة السينما لاتزال تنازع من أجل البقاء ، ودخل نجوم كبار في نزاعات قضائية للدفاع عن سمعتهم التي طالتها فتاوي رجال دين، غير أن الشيء اللافت للنظر ونحن نستقبل موسم عيد الأضحى المبارك هو غياب نجوم كبار كان يعتمد عليهم شباك التذاكر، وإنتاج أفلام ذات مستوى ضعيف.
ويشهد سباق "عيد الأضحى" غياب بعض نجوم الشباك في مقدمتهم محمد هنيدي ، أحمد حلمي ، أحمد السقا ، عادل إمام ، أحمد عز ، تامر حسني ، مي عز الدين ، محمد سعد ، وصعود نجوم جدد منهم محمد رمضان ، آسر ياسين ، منى زكي ، خالد صالح ، مصطفى قمر ، ياسمين عبدالعزيز ، فيما تستحوذ بعض الشركات الخاصة على نصيب الأسد من هذه الأفلام التي يتم عرضها خلال العيد ويبلغ عددها 3 أفلام.
وترصد عدد من الأعمال التي يتم عرضها في السباق الواقع المرير الذي عاشه الشعب المصري في زمن الرئيس المخلوع حسني مبارك بدءا من حريق قطار الصعيد واستفحال ظاهرة البلطجة والفساد الذي كان متفشيا ومازال وقبضة أمن الدولة ، بينما تعود الأفلام الرومانسية إلى شاشة السينما من خلال فيلم "أسوار القمر" للفنانة مني زكي، وتقوم بعض الشركات المنتجة حاليا بتكثيف التصوير لأعمالها للانتهاء منها ودخولها مراحل المونتاج ، بينما أجلت شركات أخرى عرض أفلامها لاختيار الوقت المناسب.
ويرى الناقد السينمائي أسامة العاصي أن الوضع الاقتصادي المتردي مازال يؤثر بشكل كبير على القطاع السينمائي خاصة خلال المواسم.
وأضاف أن السينما دخلت مرحلة صراع كبير بعد اعتلاء الإسلاميين الحكم مع قطاع اجتماعي كبير من المجتمع المصري مما يؤثر سلبا على إيرادات الأفلام لعدة أسباب الأول الهجمة الشرسة على الفنانين في مقدمتهم عادل إمام وإلهام شاهين والثانية ظهور فتاوي تحرم الفن واتهام القائمين عليه بصفات غير إسلامية.
وأوضح الناقد السينمائي أسامة العاصي أن السينما تتخذ اتجاها تجاريا حاليا؛ حيث أن عدد الشركات المنتجة محدود وهدفها الربح وليس المضمون .. موضحا أن قطاع السينما يعاني الكثير من المشاكل في مقدمتها عمليات التمويل بالرغم من وجود أعمال فنية جيدة ، بالإضافة إلى تجاهل الحكومة لقطاع يحقق إيرادات عالية للدولة.
وكشف عن أن الجمهور دائما يبحث عن العمل الجيد مما يؤدي إلى فرض العمل الجيد نفسه على شباك التذاكر سواء كانوا نجوما كبار أو لا .. موضحا أن العديد من الأعمال بها نجوم ولم تحقق أي إيرادات.
ومن جانبها، قالت المخرجة إنعام محمد علي إن السينما الحالية تتلخص في كلمة واحدة "سينما ترسو" التي تبحث عن ربح وليس هدفا أو مضمونا مما يعني أن جميع أعمالها تعتمد على التصوير السريع الذي لا يتعدى أشهر حتى يتم الانتهاء من العمل لدخوله السباق بالرغم من عدم وجود عمل فني من الأصل بل هو عمليات تحقيق مكاسب بصرف النظر عن قيمة العمل وما يحققه من أهداف.
وأضافت أن تخلي الدولة عن صناعة السينما أدخلها نفقا مظلما ربما يؤدي إلى انهيارها بشكل كامل وتحكم شركات خاصة فيها لإنتاجها أفلاما تحقق أرباحا لا تحقق هدفا اجتماعيا.
وأوضحت أن أفلام العيد موسمية تدخل السباق وتخرج منه دون تحقيق هدف اجتماعي وانصراف المشاهد عن مشاهدتها لعدم وجود مضمون وإن كان مضمونا موسميا ينتهي مع انتهاء الموسم.
وعلى صعيد الأفلام التي تدخل سباق العيد ، يأتي أولها فيلم "ساعة ونصف" الذي يتناول حادث حريق قطار الصعيد في العياط جنوب الجيزة ، حيث يسرد مجموعة متشابكة من الحكايات والقصص الإنسانية المختلفة ، تسلط الضوء على مشاكل الفقراء وسلبيات المجتمع ، وينتمي الفيلم إلى نوعية أفلام اليوم الواحد، حيث تدور جميع أحداثه في يوم واحد فقط.
"ساعة ونصف" يضم مجموعة كبيرة من الفنانين منهم سمية الخشاب وفتحي عبدالوهاب وأحمد بدير ويسرا اللوزي وإياد نصار وهيثم أحمد زكي ومحمد عادل إمام وكريمة مختار وصلاح عبدالله وأحمد فلوكس وهالة فاخر وسوسن بدر وآيتن عامر وروجينا، ومن تأليف أحمد عبدالله، ومن إنتاج أحمد السبكي ، ومن إخراج وائل إحسان.
ويدخل الفنان خالد صالح سباق عيد الأضحى بفيلمه الجديد "فبراير الأسود" الذي يعود به بعد فترة غياب كبيرة عن شاشة السينما ويركز الفيلم على بعض القصص الحياتية لبعض الأسر وإلقاء الضوء على الفساد الذي كان متفشيا في عهد نظام مبارك المخلوع في كل المجالات ، خاصة مجال العلم والعلماء وذلك من خلال تجسيد شخصية عالم ذرة يواجه إهمالا كبيرا ولا مبالاة من الدولة ، ويواجه مطاردات عديدة من رجال أمن الدولة ، وهو ما يوقعه في العديد من المشاكل التي لا تطاله هو فقط بل تطال أسرته بشكل كامل.
الفنان مصطفى قمر يدخل سباق الإيرادات بفيلمه "لحظة ضعف"؛ حيث استقر فريق العمل على عرضه في عيد الأضحى المقبل بعد تأجيل عرضه أكثر من مرة ، والفيلم يدور في إطار درامي اجتماعي ، وهو بطولة مصطفى قمر ، ريهام عبدالغفور ، محمد لطفي ، وتأليف أحمد البيه وإخراج محمد حمدي.
الفنان محمد رمضان يدخل السباق بقوة بفيلم "عبده موته" الذي أوشك على الانتهاء من تصويره ، ويتناول قصة واقعية عن الفقر الذي يدفع العديد من الشباب إلى الانحراف وانتهاج سلوك عدواني ضد المجتمع ، ويشارك في بطولته حورية فرغلي ودينا ويخرجه إسماعيل فاروق.
وتعود الفنانة منى زكي إلى شاشة السينما بعد غيابها عدة أعوام بفيلمها "أسوار القمر"؛ حيث يعكف المخرج طارق العريان حاليا على الانتهاء من عمليات الجرافيك الخاصة بالعمل ، وهو بطولة منى زكي وعمرو سعد وآسر ياسين وسلوى محمد علي ، وتأليف محمد حفظي.
ويتناول الفيلم قصة فتاة يقع شابان في حبها ، وتتعلق بأحدهما إلا أنها تتعرض لحادث فتفقد بصرها ، وبعد فترة تجتمع مع أصدقائها على ظهر مركب وتعاودها الذكريات ، وكان الفيلم قد بدأ تصويره في 2009 وتوقف تصويره أكثر من مرة بسبب ظروف إنتاجية.
وتخوض الفنانة ياسمين عبدالعزيز السباق بفيلمها الجديد "ناني 2" الذي أوشكت على الانتهاء من التصوير استعدادا لعرضه في دور العرض في موسم عيد الأضحى المبارك.
الفيلم بطولة حسن الرداد ، انتصار ، سعد الصغير تأليف خالد جلال وإخراج وائل إحسان ، وتدور أحداث الفيلم في إطار كوميدي، ضمن سلسة أفلامها الموجهة للأطفال ، ويشارك في بطولته معها أربعة أطفال.
فيديو قد يعجبك: