مخرج "بعيدا عن النيل": الغناء سر الوجود.. والفرقة اكتشفت أن أمريكا ليست الحلم ولا أجمل مكان بالدنيا (حوار)

حوار- منى الموجي:

شهد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ44، مشاركة الفيلم التسجيلي "بعيدا عن النيل" للمخرج شريف القطشة، وافتتح مسابقة آفاق السينما العربية، قبل أن يحصل في حفل الختام على جائزة أحسن فيلم غير روائي.

يحكي الفيلم قصة مشروع غنائي أعضائه من بلدان إفريقية مختلفة، يجمعهم حب الموسيقى والنيل، وكان لـ"مصراوي" الحوار التالي مع مخرجه شريف القطشة، بشأن رحلة صناعة العمل والهدف الذي كان يريد أن يصل للجمهور بعد مشاهدتهم له..

كيف وجدت استقبال جمهور مهرجان القاهرة السينمائي لفيلم "بعيدا عن النيل"؟

رد فعل الجمهور كان مفاجأة بالنسبة لي، خاصة وأن حلمي كان فقط أن يتم عرضه على جمهور كبير، وكنت أشعر بسعادة لمشاركة العمل في المهرجان، فهو شرف كبير جدا، لأنني مصري ولأن العرض تم بجوار النيل أو تقريبا داخل النيل.

كيف استقبلت اختيار "بعيدا عن النيل" للمشاركة بمهرجان القاهرة السينمائي خاصة مع إعلان أنه فيلم افتتاح "آفاق السينما العربية"؟

شعرت بالفخر لاختيار "بعيدا عن النيل" للمشاركة في مهرجان القاهرة السينمائي، خاصة وأنه عُرض في أول يوم بالمهرجان بحضور نخبة هائلة من المدعوين وكذلك الجمهور، وسعيد وشاكر جدا للمخرج أمير رمسيس مدير المهرجان بسبب هذا الاختيار، بعد إعجابه بمضمون وفكرة العمل.

كيف جاءت فكرة تقديم فيلم عن الموسيقى وتحديدا فرقة أفرادها يمثلون دول إفريقية مختلفة يجمعها النيل؟

كنت أقوم ببعض أعمال التصوير في أسوان مع بعض الزملاء وتعرفت على الفرقة هناك، وظهرت لي فكرة "مشروع النيل" وكيف أن الموسيقى والغناء يقربان الفنانين بالرغم من اختلاف اللغة وطرق المعيشة على ضفاف النيل.

ما المغزى وراء العنوان "بعيدا عن النيل" هل لاستخدام الكلمة ضرورة وهدف معين؟

النيل يجمع أفراد الفرقة من ٧ بلاد في إفريقيا، الفكرة أن كل فنان يقدم الموسيقى والغناء الخاص ببلده ويعملون في تجانس تام بعيدا عن النيل، وهو ما يعزز فكرة العمل المشترك.

في معظم الأفلام التي جاء النيل في عنوانها كان يلعب دور البطولة.. ما الدور الذي يلعبه النيل في فيلمك؟

بدون نهر النيل وبدون الفن (موسيقى وغناء) لن يكون في الإمكان جمع هؤلاء الفنانين من سبع دول مختلفة لتقديم جهد مشترك، وكل يقدم أغاني بلاده في عمل ناجح، وكما يقال فإن (الغناء هو سر الوجود).

لماذا اخترت أن يكون الفيلم عن جولة الفرقة في أمريكا وابتعدت عن النيل والدول التي ينتمون إليها؟

في تصوري أن أفضل طريقة في تقديم الفيلم هو التصوير في بلد محايد ليس له علاقة بالنيل، واخترت أمريكا الشمالية لحبهم للفن مع الاختلاف التام لطريقة معيشتهم، وقد كانت جميع العروض مؤثرة جدا، وقد قدمنا العرض لمدة ١٠٠ يوم وبعده نفذت الفيلم فى حوالي ٣ أعوام.

هل قصدت أن تقول إن للموسيقى دورا في اتحاد أعضاء الفريق رغم اختلاف ثقافتهم وبلدانهم؟

طبعا الموسيقى كانت لغة بالنسبة لهم، وبالنسبة لدول حوض النيل كلنا يجب أن نكون معا، هناك الكثير من الأمور التي من الممكن أن نجتمع عليها نهر النيل والموسيقى، حتى العالم كله يجب أن ينبذ خلافاته ويجتمع، فإذا لم نجتمع سنخسر جميعا.

ما المدة التي استغرقتها لتجعل أعضاء فرقة مشروع النيل يتعاملون بشكل طبيعي أمام الكاميرا ولا يشعرون أنهم مراقبون؟

تقريبا شهر من 4 أشهر هي مدة التصوير، كنت أجلس مع كل فرد فيهم، وأشرح له ما الذي أفعله وأنني لا أراقبه وبإمكانه أن يقول لي في أي وقت أنه لا يريد تصوير هذا الموقف، بمجرد أن يقولون لي ابتعد سأبتعد، حتى أقضي على الخوف الذي كانوا يشعرون به في البداية.

ما هي أبرز الصعوبات التي واجهتها في صناعة "بعيدا عن النيل"؟

عادة الفيلم التسجيلى يعتمد على فكرة معينة ويستغرق وقتا طويلا لبلورة هذه الفكرة (العمل الجماعي) وتقديمه في أحسن صورة متوافقة مع تقديمه على الشاشة، ولذلك السبب البسيط والمهم للشعوب اخترت الأثنى عشر فنان من سبع دول على ضفاف النيل الذين يعملون سويا ويعيشون سويا ويقدمون لجمهورهم فكرة العمل الجماعي بعيدا عن بلادهم، وفي أي مكان في العالم بروح الإخوة، والارتباط الوحيد هو وجودهم على نهر النيل العظيم.

وكان تحدي أن تقوم بجمع كل هؤلاء من بلدان مختلفة لنسافر أمريكا ونحصل على الفيزا لكل الأشخاص لمدة 4 أشهر، وعندما وصلنا شعروا بالاندهاش ولم يصدقوا أن تلك هي الحياة في أمريكا، فلم تكن الحلم الموجود في خيالهم، وليست بأجمل مكان في الدنيا.

وما هي خطوة الفيلم الفترة المُقبلة بعد مهرجان القاهرة السينمائي؟

البداية كان مهرجان القاهرة السينمائي، وإن شاء الله سأقوم بتقديم الفيلم في كل المهرجانات المُقبلة.

ماذا عن جديدك الفترة المُقبلة؟

سوف أعود للعيش في مصر قريبا، فمصر مصدر إلهام في جميع أعمالي، وبعدها سوف أقرر ما الذي سأقدمه لبلدي وماذا ستقدم بلدي لي.