لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هل قصد أحمد صالح تشبيه "ليل" بالسيدة مريم؟.. المخرج يجيب في حواره لـ"مصراوي"

05:02 م الأربعاء 27 أكتوبر 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار- منى الموجي:

مدينة دمرتها الحرب، وأناس بين أطفال وكبار يبكون، حياة مُشردة، إحساس بالضياع والفقد يسيطر على الجميع، حتى ساعات الليل وظلامه الدامس لم تعد كافية ليشعروا بالسكينة ويخلدوا للنوم، إلى أن تتدخل "ليل" وتنجح في إغلاق أجفانهم لينفصلوا عن واقعهم الموحش بعض الوقت، هذه هي حكاية فيلم الرسوم المتحركة "ليل" إخراج الفلسطيني أحمد صالح، والذي شارك في عدة مهرجانات مؤخرًا بينها "الجونة السينمائي" و"لوكارنو".

"مصراوي" كان له حوارا مع المخرج الفلسطيني أحمد صالح، إلى الحوار..

سعادة بالغة يشعر بها أحمد صالح لعرض فيلمه القصير "ليل" في مصر من خلال مهرجان الجونة السينمائي، واصفا مصر بأنها أم السينما، وهو ما يجعله سعيدا بأن تكون هي الحاضنة الأولى لعمله في العالم العربي.

أكد أن حفاوة استقبال الجمهور للفيلم، ورغبتهم في معرفة الدافع وراء تقديمه، سهّل عليه أن يحكي كيف بدأت علاقته بالقصة التي كتبها وأخرجها، مضيفًا "في الغالب يكون صعبا عليّ أن أحكي كيف بدأت العمل على فيلم لي، لكن حماس الجمهور شجعني على الحكي"، لافتًا أنه قابل بالفعل الأم التي يحكي عنها في "ليل"، وصدمه أمنيتها التي لا يمكن أن تتمناها أم، لكن الحرب دائمًا ما تجعلنا نصل لأمور يصعب أن يصدقها عقل.

يقول صالح "حتى يومنا هذا أشعر أن هذه الأم تعيش معي، تمسك بيدي كما فعلت في لقائنا الأول، امرأة ضاعت ابنتها، وجدتها تسير بالشارع أوقفتني وهي تردد أن تتمنى أن يخبرها أي شخص أن ابنتها التي فقدتها في الحرب ماتت لترتاح، موقف صعب لهلأ أري عينيها وأشعر بيدها وأسمع صوتها".

صالح مهندس اليكتروني، كانت حياته بعيدة عن العمل الفني، إلا أن كثير من القصص الإنسانية، دفعته أن يدخل عالم الفن ككاتب ومخرج "هذه الناس خلتني اكتب وحسيت لازم اعمل حاجة أكبر، فيه ناس ما بتعرف إن فيه أم تغيرت حياتها بسبب الحرب"، وعن سر اختياره للرسوم المتحركة لتقديم "ليل"، أوضح "لم أعش في فلسطين لم أولد بها أيضًا، وعندما ذهبت وجدت أن حتى الأطفال ومن هم أصغر مني على علم بتفاصيل لا أعرفها بحكم عدم معايشتي لها، إلى جانب أن دائما ما نقول إن للأطفال خيال يهربون به من الواقع، فتخيلت أن هناك ما يُسمي (ليل) يهبط يوميًا للناس ليساعدهم على النوم رغم ما يعانوه، والأنيميشن يعطيني هذا المزج بين الواقع والخيال".

بدأ صالح كتابة فيلمه في عام 2003، وبعدها قام بإعادة الكتابة أكثر من مرة حتى وصل للنسخة الأخيرة التي نفذها، مضيفا "العمل على الفيلم استغرق سنوات ما بين تصوير وإنتاج والبحث عن الدعم، إلى جانب أن شغل الرسوم المتحركة يحتاج وقتا أطول، وأصعب ما فيه التركيز فترة طويلة على عمل واحد دون مصدر للدخل، والعيش على نفس الفكرة مدة كبيرة، وذلك تطلب صبرا مننا".

منذ مشاهدة الملصق الدعائي الخاص بالفيلم، وبعد مشاهدته ضمن برنامج الأفلام القصيرة، قد ترى أن "ليل" هي صورة للسيدة مريم العذراء نفس هيئتها، أو تعتقد أن ليل تجسدت في هيئة ملاك، أو أنها يد الله تحنو على من قست عليهم الحياة، يرد صالح على ذلك التفسير، قائلًا "وصلني تعليقات من البعض وتساؤلات هل ليل هي السيدة مريم العذراء أم ملاك أم يد الله، موضحا "هيك جابني خيالي للصورة التي يجب أن تكون عليها ليل، التي تجعلنا ننام في مثل هذه الحالات الصعبة، فكرت أنها يجب أن تكون حاجة أكبر من الواقع، يد إلهية تجعلنا نستطيع النوم رغم الأهوال".

ونفى أن يكون فكر وقت كتابة الفيلم أن تكون ليل هي السيدة مريم، أو أنه تراجع عن قول ذلك لأنه ينسب لليل فعل الخداع خوفا من إثارة الجدل، في المشهد الذي تخدع فيه الأم وتتجسد في صورة ابنتها لتجعلها تنام: "لا ما فكرت هيك، حسيت أن ليل بتنزل علينا وبتشوفنا من فوق بتنزل لما يكون في ضرورة زي مشهد الأم، أبدًا ما كنت أهرب من شيء حسيت إنها شخصية كاملة بتشوف من فوق ولما بيكون ضروري بتنزل للناس".

وعن عرض الفيلم في مهرجان لوكارنو السينمائي، يحكي صالح "كان حلما. من زمان ما شفنا ناس كتير بنفس المكان، الفيلم عُرض بقاعة ضمت 900 شخص، وكانت أول مرة نشوفه على شاشة كبيرة، كان قوي جدا إننا نشوف الناس كيف بتسمع وبتتكلم وتحضر الفيلم، القاعة كانت صمت لما ليل أغلق صوت الحرب، القاعة مية بالمية صمت، التفاعل كان حلو والناس تأثرت بالقصة الحقيقية".

يعمل صالح حاليا على 3 أفلام قصيرة، وفيلم يجمع فيه قصص أفلامه السابقة يتحدث عن القصص الحقيقية، ولماذا قرر أن يصنع عنها أفلامًا، مشيرًا أنه سيكون خليطًا من عدة ألوان فنية، ويكتب رواية طويلة ستكون فيلمه الروائي الطويل الثاني.

فيديو قد يعجبك: