لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

سعيد شيمي: اعترضت على إخراج امرأة لـ"إيلات".. ورشحت زكي والساحر ورغدة لبطولة الفيلم

09:01 ص الخميس 26 أبريل 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار- سما جابر:

لم يكن فيلم "الطريق إلى إيلات" الذي أُنتج عام 1993، فيلماً عادياً يتحدث عن فترة مهمة في تاريخ مصر، ويؤرخ لجزء من نضال المصريين من أجل استرداد أرضهم فقط؛ لكن الفيلم ارتبط بذكريات عدد كبير من جيل الشباب الذي استقى بعض معلوماته السياسية منه، وكلما جاءت أي ذكرى وطنية كالسادس من أكتوبر وتحرير سيناء، يصبح إحدى أيقونات التليفزيون المصري الواجب عرضها في تلك المناسبات.

الفيلم حقق ولازال يحقق نجاحًا كلما عُرض على شاشة التليفزيون.. لازال يجلس أمامه المشاهدون يتابعون ويتوترون مع كل مشهد يقترب من ساعة الصفر وتنفيذ العملية الفدائية، كأنهم يشاهدون الفيلم للمرة الأولى، ورغم أهمية وشهرة الفيلم الواسعة، لكن كواليسه ربما كانت أغرب من أن يتخيلها المشاهد الذي اندمج من كل قلبه مع الأبطال والأحداث، فلم يكن عزت العلايلي ونبيل الحلفاوي ومادلين طبر، هم الأبطال الأوائل للفيلم، بالإضافة إلى بعض من صناعه الذين تغيروا لأسباب مختلفة، وبالتالي تغير العمل الأساسي الذي كان من المفترض أن يخرج للنور برؤية مختلفة، بسبب سلسلة تغييرات طارئة.

الوحيد الذي بدأ مع الفيلم منذ أن كان فكرة حتى خرج للنور وحقق نجاحات كبيرة؛ هو مدير التصوير الكبير سعيد شيمي، الذي روى في حوارٍ لـ"مصراوي" كواليس التحضير للفيلم والصعوبات التي واجهته حتى ظهر على الشاشة، وكيف تسببت المخرجة إنعام محمد علي في حدوث اختلاف بالفيلم، لم يلقَ إعجاب "شيمي" بشكل كامل.

الطريق إلى "الطريق إلى إيلات"

"الطريق إلى إيلات كله أنا، مش فكرتي وبس!".. هكذا بدأ شيمي حديثه عن الفيلم، الذي كان يعتبر أنه أبرز الأعمال التي شارك فيها، بالرغم من أنه لم يكن راضيًا عنه بنسبة مائة بالمائة، مُعترَضًا على بعض التصريحات التي تقول إن المخرجة إنعام محمد علي هي صاحبة الفكرة من البداية، وأنها تتعامل مع الأمر كونها هي العنصر الأساسي فيه، وروى شيمي أن الفكرة بدأت لديه منذ نكسة 1967، عندما كان طالبًا جامعيًا، يهوى ويعشق السينما، حيث قرأ بجريدة الأهرام وقتئذٍ تفاصيل العملية الفدائية التي قام بها رجال الضفادع البشرية لتفجير "بيت شيفع" و"بات يام" والرصيف الحربي لميناء إيلات، حيث تمنى وقتها أن يوثق فيلم تلك الفكرة، وازداد تشبثه بتقديم فيلم عن هؤلاء عندما شاهد فيلمًا عن هجوم الضفادع البشرية على ميناء الإسكندرية في الحرب العالمية الثانية.

البداية من "إعدام ميت"

واصل سعيد شيمي مشواره، وقدم أفلامًا عديدة لعدد من النجوم الكبار، ومازال متمسكًا بحلمه في تقديم هذه القصة كفيلم سينمائي، وجاءت اللحظة التي بدأ يستعد فيها لتنفيذ الحلم، الذي كان هو جزءاً أساسياً فيه، رأى أنه من أجل أن يخرج الفيلم بشكل مشرف يليق بالفدائيين الذين سيتحدث عنهم، فلابد أن يهيئ نفسه كمدير للتصوير -حتى إن كان عمره 40 عامًا- من أجل بعض المشاهد المهمة التي بُني عليها الفيلم، وهي الغطس تحت الماء، فخلال تصويره فيلم "إعدام ميت" عام 1985، للمخرج علي عبدالخالق في سيناء، كانت هناك نوادٍ للتدريب على الغطس، قرر أن يتدرب فيها، وبالفعل تعلم الغوص، حيث عرف بالأمر الفنان سمير صبري، وطلب منه تقديم عمل يتم تصويره تحت الماء، ليوافق "شيمي" ويقدمان فيلم "جحيم تحت الماء" عام 1989.

لم تكن كواليس العمل تحت الماء سهلة كما ظهرت على الشاشة في أفلامه، حيث تطلب تصوير الفيلم إمكانيات كبيرة سواء مادية أو جسدية، كان جزءٌ منها مرتبطاً بالكاميرا، حيث استعان "شيمي" بالمصور الكبير أوهان، الذي صمم له عازلاً للكاميرا الخاصة به ليستطيع التصوير بها تحت الماء، وبالفعل خرج فيلم "جحيم تحت الماء"، ثم بدأ العمل بشكل فعلي لتنفيذ فيلمه عن الضفادع البشرية صاحبة أهم عملية فدائية، وبالفعل ذهب للمخابرات الحربية وقتها، وطلب تقديم تلك الفكرة في فيلم سينمائي، حيث رحبوا بالفكرة وأعطوا له تصريحًا لبدء العمل ومقابلة الأبطالة الحقيقيين.

تغييرات درامية وغير درامية!

برفقة المخرج نادر جلال والسيناريست فايز غالي، ذهب مدير التصوير الكبير لمقابلة الأبطال، وقدموا السيناريو الخاص بالفيلم وأخذ موافقة لعمل الفيلم الذي كان من المقرر أن ينتجه في بداية الأمر، وشبهه بـ"العملية الحربية"، حيث كان الفيلم في البداية من المقرر ألا يحتوي على أدوار نسائية ما عدا دور المناضلة الفلسطينية التي كانت رجلًا في العملية الحقيقية، كما أن العملية تمت على 3 مراحل وهي تفجير بيت شيفع وبات يام والرصيف الحربي، لكن المعالجة الدرامية للفيلم استدعت أن نقدم الـ3 مراحل مرة واحدة "لأن الناس مش هتنتظر" مثلما قال شيمي.

ولم تكن تلك هي التغييرات الوحيدة بالعمل، فكان من ضمن التغييرات، التغييرات الخاصة بالممثلين، فلم يكن العلايلي والحلفاوي ومادلين هم المرشحين من البداية للفيلم، بل كان الأبطال هم الفنانون أحمد زكي ومحمود عبدالعزيز ورغدة، بالإضافة إلى إسناد مهمة الإخراج للمخرج نادر جلال، وكلهم كانوا قد وافقوا بالفعل على تقديم الفيلم، لكن لم تمضِ الأمور مثلما أراد صاحب فكرة الفيلم، وبدأ يواجه أزمة مالية غيرت في كثير مما كان يريد.

يقول شيمي: "كنت هأنتج الفيلم، وأستلف من هنا ومن هنا، لكن ماكنتش أقدر أعمله إلا عن طريق الجيش ، لكن للأسف المشكلة الكبرى كانت التكلفة الكبيرة، ومهما أخدت فلوس مكنتش هقدر أغطي التكلفة"، ربما واجه سعيد شيمي بعض حالات الإحباط وقتها بسبب عدم وجود جهات داعمة لمثل هذه الأعمال، وأضاف: "كمان بعض الناس قالوا لي إحنا في سلام مع إسرائيل، هتعمل فيلم ضد إسرائيل ليه؟!.. وقتها قلت أنا بعمل فيلم تاريخي مش ضد إسرائيل".

التغيير الأكبر.. إنعام محمد علي

بعد تلك المراحل التي مر بها الفيلم، كان الآوان قد آن لأن يخرج إلى النور، فكان الحل وقتها أن يقوم التليفزيون المصري بإنتاجه، وبمجرد أن اتخذ شيمي هذا القرار، اعتذر نادر جلال على الفور، كما أن المسئولين بالتليفزيون اقترحوا تعديلات درامية حتى يناسب الموضوع مشاهدي التليفزيون المصري، كما أسندوا إخراجه للمخرج علي عبدالخالق، ويضيف سعيد: "بعدها فوجئت بممدوح الليثي يتصل بي، ويقول لي: أنا جبت إنعام محمد علي مخرجة للفيلم، غضبت، وقلت له: إزاي ست تخرج فيلم حربي يعني إيه؟!، ورد عليّ وقال لي: أنت اللي هتكون مسئول عن الحرب والمعارك، وبعد سجال ومناقشات وافقت لأن الفيلم بتاعي".

لم يكن سعيد راضيًا عن الإضافات التي أضيفت للفيلم والممثلة في قصص جانبية للأبطال وأسرهم مثل قصة حمل الزوجة التي جسدت دورها الفنانة ناهد رشدي، وتابع: "إنعام غيرت كثيرًا في السيناريو ووضعت قصص جانبية مثل قصة حمل زوجة أحد أعضاء الفرقة، وكل دي إضافات حصلت لما إنعام لقت إن مالهاش دور كبير في الفيلم ولازم يبقى لها دور".

ربما قدّم شيمي بعض التنازلات حتى يخرج الفيلم الذي ظل يعمل عليه لمدة عامين؛ إلى النور، فكان هدفه الأوحد أن يُعرض الفيلم "حتى لو شالوا اسمه"، كما كان يحلم بأن يكون الفيلم عبارة عن عملية عسكرية مائة بالمائة، مُستطردًا: "استحملت بلاوي كتير وقعدت سنتين بشتغل فيه وتفرغت له تمامًا، والحمد لله حتى لو مكانش طالع أنا راضي عليه بشكل كلي، لكن يكفي إنه عَرّف المصريين والعرب والعالم كله إن عندنا أبطال عظماء زي دول".

فيديو قد يعجبك: