حوار- صنّاع Gaza Surf Club يحكون رحلة هروب راكبي الأمواج من سجن الاحتلال
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
حوار- منى الموجي:
يستعرض المخرجان فيليب غنات وميكي يامين في 87 دقيقة، هي مدة فيلم "Gaza Surf Club- نادي غزة لركوب الأمواج"، رحلة راكبي الأمواج في مدينة غزة التي يعتبر سكانها أنفسهم يعيشون في أكبر سجن، رغم أن الهواء الطلق يحدهم لا الجدران، وأن السماء تعلوهم لا سقف من خرسان، لكن وطأة الاحتلال الثقيل وصعوبة الخروج والدخول إلى غزة، تحيل الجنة إلى جحيم.
"مصراوي" التقى بستيفاني يامين وميكي يامين منتجا الفيلم، واللذان تحدثا عن خطوات صنّاعته منذ أن كان فكرة تبحث عن تمويل، حتى الانتهاء من كل تفاصيله، إلى الحوار..
تقول ستيفاني الفكرة جاءت للمخرج فيليب غنات بعد قراءته لمقال في مجلة رياضية عن ركوب الأمواج في غزة، وله صديق يعيش هناك، كما أنه من المتعاطفين مع القضية الفلسطينية، وأحب تقديم فيلم عن هذه الفكرة، وفي نفس الوقت عرف بأن مؤسسة روبرت بورش قررت فتح باب التمويل لمشروع ألماني عربي مشترك، فبحث عن منتج من العالم العربي وتذكر أنه كان قد قابل ميكي وعرض عليه الفكرة، فوافق وتقدما بها للمؤسسة.
شعر ميكي وغنات بصعوبة النجاح، لكن فوجئا بأنهما حصلا على التمويل، وبدأ ميكي محاولاته لرفع التمويل، والبحث عن وسيلة للذهاب إلى غزة في مرحلة البحث فذهبا مع مدير التصوير عن طريق مصر قبل حرب 2013، ووضعوا بناء القصة، لكن وقعت الحرب وتأخر تنفيذ المشروع.
يقول ميكي "لما خلصت الحرب قولنا خلاص نروح حالا، أكيد مفيش حرب هتقوم تاني في الفترة دي"، ورغم قلق ستيفاني من فكرة السفر لغزة، إلا أن ميكي أكد أن فريق العمل كان على إدراك بأن الأمر لن يكون سهلا، "نعرف من البداية أننا سنذهب لغزة لا فرنسا، منطقة فيها حرب، ومن الصعب الدخول أو الخروج منها، وبمجرد فوز مشروعنا وجدت ستيفاني تقول لي: إحنا اتدبسنا".
تلتقط ستيفاني طرف الخيط من ميكي، وتوضح أن الأمر اختلف كثيرا بعدما تحول لواقع لابد من تنفيذه، مشيرة إلى أن ميكي كان ينظر للأمر على أنه تحدي، وفيليب رآه حلم بعيد. الدخول بحسب ميكي لم يكن سهلا فعن طريق مصر حاول الفريق الدخول ورغم حصولهم على كافة التصاريح اللازمة إلا أن بوصولهم لمعبر رفح، مُنعوا من الدخول، وعادوا إلى القاهرة يفكرون في طريقة أخرى، ولم يكن أمامهم سوى الدخول عن طريق إسرائيل وهو الأمر الذي لا يعرفون عنه شيء، فبدأوا في التواصل مع زملائهم في التليفزيون الألماني وساعدوهم في الدخول عن طريق إسرائيل.
معظم أحداث الفيلم صُورت على الشاطي الذي ضُرب قبل وصول الفريق لغزة، وشهد مقتل 4 أطفال، "كنت أقول لنفسي إني واقفة الآن في نفس المكان"، ستيفاني.
يعود ميكي للحديث عن تفاصيل صناعة الفيلم، وكيف تعرف على أبطاله "تحدثنا سكيب كول مع إبراهيم أحد أبطال الفيلم في 2012، وهو شخص هادئ كان يشعر بالشك ولا يحب الكلام كثيرا لكن نجحنا في كسب ثقته، وهو من عرفنا على أصدقائه وكانوا أكثر حرية منه في التعامل معنا، وعرفنا أن هناك فتاة تمارس أيضا ركوب الأمواج فبحثنا عنها".
تلفت ستيفاني "هما عليهم ضوء وفيه صحفية راحت وصورت معاهم ريبورتاج وفيديو صغير، وظنوا في البداية أننا سنفعل نفس الشيء ولم يستوعبوا فكرة أننا نصنع فيلم، وتعرفنا على مجموعة كبيرة ممن يمارسون هذه الرياضة في غزة، وهم دائرة واحدة كلهم يعرفون بعضهم البعض"، كان من المفترض أن يكون بطل القصة شاب يُدعى يوسف لكن قبل وصول فريق عمل الفيلم تعرض يوسف لحادث تسبب في قطع أحد أصابع يده، وكان من الصعب أن ينزل إلى البحر، وهو ما جعلهم يشعرون أن النحس يطاردهم، وفقا لقولها.
يحاول ممارسو رياضة ركوب الأمواج، الهروب من فكرة العيش في سجن كبير، صحيح أنه بلا جدران، لكن صعوبة السفر رسخت لديهم هذه الفكرة، إلى جانب محدودية فرص العمل، ونظرة البعض لهم على أنهم يعيشون تحت وطأة احتلال وفي بلد مُعرض بين وقت وآخر للقصف، والموقف الذي تعرض له إبراهيم –وربما تعرض له آخرون- بعدما رفضت فتاة غير فلسطينية الارتباط به، لأنها لا ترغب العيش في بلد غير آمن، كلها أمور تدفعهم للاستمرار في هذه الرياضة، لعلها تكون مطهرة لأرواحهم، وشاغلة لتفكيرهم عن كل ما يعيشون من معاناة، وهو ما حاول ميكي وفيليب التأكيد عليه في فيلمهما.
تأثرت ستيفاني بقصة "صباح" الفتاة التي تمارس رياضة ركوب الأمواج، "لأنها فتاة لذيذة وذكية، وشعرت أنها لن تحقق حلمها في أن تكمل تعليمها، وبالفعل تزوجت وحامل الآن، لكن زوجها يسمح لها بممارسة الرياضة التي تحبها ولا يمنعها".
وجود ستيفاني في غزة وضع يدها على كثير من القصص، التي تصلح لتناولها في أفلام أخرى، منها قصة تتعلق باللاجئين الأفارقة الذين يأتون من مصر، هاربين من بلادهم "أريتريا" و"الصومال"، ويذهبون إلى غزة، لكنهم يجدون أنفسهم معلقون في غزة لا يستطيعون الخروج منها، ومن ناحية أخرى، انتهى ميكي من فيلم دراما عُرض في ألمانيا وفي البرازيل وفي الصين.
"رحلة راكبي الأمواج" فيلم وثائقي طويل، عُرض لأول مرة في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، إخراج فيليب غنات وميكي يامين، بطولة صباح أبو غانم، محمد أبو جياب، إبراهيم عرفات، منتج منفذ ميكي يامين، منتج بيني ثايسن، ستيفاني يامين، أندرياني شاب، وشارك في مهرجان أيام القاهرة السينمائية.
فيديو قد يعجبك: