مُقدم "سينماتولوجي": كل حلقة "فيلم قصير" ويوسف شاهين ألهمني بالفكرة
حوار-محمد مهدي:
قبل نحو 10 أعوام، كان المهندس محمد أبوسليمان يقف في موقع ميداني بالهند، تابع لشركة بترول عالمية، يتحرك بين العمال بينما عقله منشغلًا بأمر آخر. ذلك القرار الذي يطارده في كل حين، بأن يترك عمله ويتفرغ لدراسة السينما. الصنعة الساحرة التي سيشتهر لاحقًا بالحديث عنها خلال حلقات برنامجه "سينماتولوجي".
في حواره مع مصراوي، يتحدث أبوسليمان عن برنامجه، كيف جاءته الفِكرة، الجُهد المبذول في الحلقات، شركة الإنتاج التي يملكها بكندا، وأعماله الدرامية التي شارك بها في مصر، وطموحه القادم في "سينماتولوجي"، ومسيرته هو السينمائية.
حلفة جديدة من سينماتولوجي عن الخماسية( اللعب مع الكبار - الإرهاب والكباب - المنسي - طيور الظلام - النوم في العسل). الخماسية من تأليف وحيد حامد، إخراج شريف غر...
لماذا قررت تقديم "سينماتولوجي"؟
"جتلي الفكرة من كُتر فرجتي على الأفلام"، هناك أيضًا أسلوب يُستخدم في الخارج لتحليل الأفلام عن طريق النقد المرئي، هو غير معني بتقييم الأفلام لكنه يتحدث عنها وأبرز المخرجين المؤثرين في مجال السينما "حبيت أقول ليه هما مهمين".
متى بدأت في تنفيذ حلقتك الأولى عن "يوسف شاهين"؟
في الأول من يونيو 2015، كنت أجلس في منزلي بكندا برفقة زوجتي، نشاهد فيلم "الأرض" على موقع يوتيوب، كانت المرة العاشرة التي أشاهد فيها الفيلم، لكنها الأولى التي يلفت انتباهي تكوين الكادر في كل لقطة بالعمل. وفي خلال 4 أيام شاهدت جميع أفلام يوسف شاهين لمتابعة كيفية تكوينه للكادر.
تحتاج الحلقات لتحضير وكتابة ومونتاج وموسيقى.. من يساعدك؟
لا أحد، أقوم بمفردي بتلك التفاصيل، وكلها مهارات اكتسبتها مع الوقت وسنوات العمل في مجال السينما.
ما الوقت الذي تستغرقه الحلقة الواحدة؟
نحو 60 ساعة من العمل، تشمل البحث والكتابة وعملية المونتاج واختيار الموسيقى وشريط الصوت. وتحتاج الحلقة لوقت كبير لاكتمالها لعدم تفرغي لـ "سينماتولوجي" وانشغالي بعملي.
أين تقوم بتنفيذ الحلقات؟
"كله على اللاب توب بتاعي"، أعمل في أي وقت وأي مكان.
كيف تلتقط التفاصيل التي تتناولها في "سينماتولوجي" مثل تكوين الكادر أو الأفكار المرئية؟
عندما أشاهد فيلم جيد للمرة الأولى ينصب تركيزي على القصة، لكن في المرة الثانية أهتم بالإخراج والعناصر الأخرى مثل الديكور والصوت والإضاءة إلخ. ومع دراستي وعملي ومشاهداتي الكثيرة صرت ألاحظ تفاصيل جديدة.
هناك عناية شديدة باختيار موسيقى مميزة لكل حلقة.. هل ذلك صحيح؟
"المزيكا مهمة جدًا"، تحتاج لوقت كبير من أجل البحث عن موسيقى تُعبر عن المشاعر "اللي عايز أوصلها بالظبط".. أحيانًا الموسيقى هي من تُحدد إيقاع الحلقة، وفي مرات أخرى اختارها من الأفلام التي أتحدث عنها، أو من أفلام أحبها المخرجين الذي أتحدث عنهم.
أتذكر في حلقة المخرج "محمد خان" كانت نهاية الحلقة هي موسيقى فيلم "الرحلة" للمخرج الايطالي "أنتونيوني" الذي تحدث عنه "خان" خلال الحقة. أعتقد أنه كلما كان المشاهد عاشق للسينما سيلاحظ تلك الروابط.
تعتمد حلقاتك على المعلومة برفقة التحليل.. من أين تحصل عليها؟
دائمًا أقوم ببحث مُكثف عن الموضوع الذي أريد التحدث فيه قبل بداية العمل على الحلقة، وهو ما جرى في جميع الحلقات من بينها "حكاية السينما" بالإضافة إلى أنني كثير القراءة عن كل ما يتعلق بالسينما سواء عن تاريخها أو السينما العالمية أو كبار المخرجين.
تنوه دائمًا لحقوق ملكية المواد المعروضة في حلقاتك.. ما السبب في هذا الإجراء؟
نظرًا لعملي في مجال الإنتاج أحاول دائمًا احترام تلك المسألة وأكتب في نهاية كل حلقة عن حقوق ملكية تلك المواد لأصحابها. ورغم ذلك حُذفت حلقتين من يوتيوب للأسف، لكنها موجودة على مواقع أخرى.
"أفراح القُبة" من الحلقات الشهيرة لبرنامجك.. لماذا اخترت الحديث عنها؟
في شهر رمضان أحرص على مشاهدة عمل واحد فقط، لذا كان اختيار "أفراح القُبة" هو قراراي لثقتي في المخرج "محمد يس"، وبالطبع الروائي الكبير "نجيب محفوظ"، لم تكن لدي النية في عمل حلقة عن المسلسل لكنني لاحظت أشياء كثيرة يمكن الحديث عنها "كنت قريت قبلها كل روايات نجيب محفوظ، وشوفت أفلامه، ودا اللي خلاني أقدر أشوفه الحاجات المتعلقة بيه في المسلسل".
هل توقعت اهتمام الجمهور بحلقات "سينماتولوجي"؟
"الصراحة كنت متخيل إن الناس اللي شغالة في السينما هي بس اللي هتحب الحلقات"، المفاجأة الجيدة أن المتفرج العادي أحبها لأنها "حببته في السينما"، وهو أمر يسعدني، كوني أذكر الناس بعظمة السينما المصرية "وبوعيهم بجمالها عمومًا".
ما هي أبرز ردود الفعل التي وصلت إليك عن برنامجك؟
سعدت بتعليقات المخرج شريف عرفة، ومحمد يس، والموسيقي مودي الإمام، وأيضًا المخرج "محمد خان" الذي أخبرني في محادثة عن إعجابه بالحلقة التي قدمتها عن أعماله، وكان من المُخطط مقابلته غير أنه توفى قبل الموعد بأسبوع للأسف.
عندما تركت مهنتك لتعلم السينما في كندا، كيف جرت تلك التجربة؟
اعترضت الأسرة في البداية، كان الأمر أشبه بمغامرة ولكنني لم أطق الانتظار في عملي أكثر من ذلك "قولت لو فعلًا معملتهاش دلوقتي صعب أخد الخطوة بعدين". التحقت بأكاديمية للسينما في كندا لمدة عام "هناك كان اليوم عبارة عن 24 ساعة سينما".
ماذا تعلمت هناك؟
"كل حاجة عايز أعرفها، بنتعلم السيناريو والتصوير والمونتاج والإخراج، كنا بنشتغل مش بس محاضرات نظري، يعني بنزل أصور في فيلم، وأكون مخرج في فيلم تاني، ومونتير في واحد تالت". عندما ينتهي اليوم الدراسي نذهب إلى السينما، ثم نتحدث عنه طوال الوقت. وخلال المحاضرات كنا نشاهد أفلام "هيتشكوك" أو "فليني" في 4 ساعات، لأنني كثيرًا ما نُعيد المشاهد لتحليلها.
لديك شركة إنتاج بكندا. ما أبرز الأعمال التي شاركت بها؟
اشتركت في أعمال لـ "ناشيونال جرافيك"، وإعلانات للأمم المتحدة، وعدد من الأعمال الوثائقية في كندا، ثم عدت إلى مصر وعملت كمُنتج في "عالم سمسم"، ومن بعدها مسلسل "الجامعة".
ماذا عن السينما؟
قمت بتأليف وإخراج فيلم قصير اسمه "أجيب الديب من ديله" عُرض في مهرجان الإسكندرية السينمائي، وأعدت التجربة ذاتها في فيلم أخر شاركت به في رُكن الأفلام القصيرة بمهرجان كان السينمائي عام 2015.
هل لديك مشاريع جديدة؟
أعمل الآن على فيلم روائي طويل، أتمنى أن أنتهى من السيناريو قريبًا.
نعود لـ "سينماتولوجي".. ما الخطوة القادمة؟
دائمًا أفكار في كيفية تطويرها "بفكر على طول إزاي أوسع الموضوع"، لا أحب التكرار، حتى أنني "بجدد استايل كل حلقة، زي حلقة إسماعيل يس نفذتها من غير ما أتكلم بصوتي". كما أنني تلقيت عدد من العروض سواء تلفزيونية أو على الإنترنت لكنها لم ترتقِ لخطوة التنفيذ حتى الآن.
فيديو قد يعجبك: