لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مخرجة "زهرة الصبار" تتحدث عن مراحل إنجاز الفيلم وموعد عرضه بمصر (حوار)

08:37 م الأحد 17 ديسمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار_مصطفى حمزة

حاز فيلمها الأخير "زهرة الصبار" على إعجاب النقاد بعد عرضه في مهرجان دبي السينمائي، قبلها نالت جائزة "أبراج كابيتال" للفنون عام 2010. كتبت وأخرجت عدة أفلام قصيرة، من بينها "حكايات على الهامش" في 2005، و"تل النسيان" في 2010، و"البحث عن مدينة في أوراق سين" عام 2011.

"مصراوي" تحاور المؤلفة والمخرجة هالة القوصي، التي فرضت نفسها على الوسط الفني في السنوات الأخيرة، تحكي عن تجربتها في فيلمها الروائي الأول.

* من أين أتت فكرة فيلم "زهرة الصبار"؟

- أنا في الأساس فنانة بصرية، أتعامل بوسائط مختلفة ولكن في الأساس بالصورة الفوتوغرافية والفيديو، ووصلت في مشواري الفني لمستوى من النجاح والتحقق جعلني أفكر في الوصول إلى جمهور أعرض، ومن هنا وُلدت في مخيلتي فكرة استخدام السينما كوسيط خاصة. الفنون البصرية تصل إلى أعداد محدودة من المتلقين في مصر والعالم العربي وهذا كان الجمهور الذي كنت أريد الوصول إليه.

*ما هي أعمالك البصرية؟

- قدمت أعمالي البصرية في مجموعة متاحف عالمية كمتحف تيت مودرن في لندن، و ستيديلك في أمستردام، لكن هذا لم يكن كافيا بالنسبة ليّ، بل شجعني على الخوض في مغامرة تقديم أول أفلامى الروائية كما أن عدداً من أفلامي القصيرة التي أنتجتها لجمهور الفنون وجدت طريقها إلى مهرجانات سينمائية مثل مهرجان روتردام الدولي.

*ماهى الأسئلة التى كانت تشغلك مع بداية الإعداد للفيلم؟

- الأسئلة التي تشغلني على مدار مساري الفني هي التي أخذتها معي عند بدء مشروع الفيلم الروائي الطويل، أنا في الأساس معنية بمدينتي القاهرة، وبالأخصّ علاقة الفرد بهذا الكيان الضخم. كيف يجد لنفسه فيه مكانا خاصا؟، وكيف يبتكر وسائل بديلة للتعامل مع الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية الصعبة؟، وكيف يحافظ المواطن القاهري على مساحته؟، كيف يحمي تفرّده ويتعايش؟. كنت ومنذ البداية معنية بحكايات الناس الصغيرة، التي لاتجد طريقها إلى الأخبار، أنا متأثرة بفكر التاريخ من أسفل وهو فكر يعتمد على حكايات الناس العادية بدلا من الاعتماد على التاريخ الرسمي لإعطاء صورة 

أكثر صدقا عن السياق السياسي والاجتماعي.

*هل كانت الرؤية واضحة بشكل كامل خلال كتابة السيناريو؟ وكم استغرق كتابته؟

- شرّعت في كتابة السيناريو لأول مرة في ٢٠١٠، وكان لديّ تصوراً واضحاً عن القصة، وشكل التناول، ولكني توقفت تماما بعد يناير ٢٠١١، لأن جزءاً كبيراً من خلفية القصة تحقق بالفعل، ولم أكن أرغب لفيلمي اتخاذ منحى تسجيلياً لأني كفنانة بصرية أعرف جيداً أن ردود الفعل السريعة لا تورد فنا عميقا. توقفت 3 سنوات ثم أعدت كتابة السيناريو من جديد، بالإضافة إلى حذف خلفية الفيلم بالكامل، واستغرقت وقتا طويلا في العمل على جعل بناء الفيلم السردي أكثر تماسكا ولنقل أقرب لمتلقى السينما.

*مع الشروع فى التصوير. ما هى العقبات التى واجهتك؟

- سبق تصوير الفيلم شهوراً طويلة من الإعداد، إعداد الممثلين في صورة بروفات يومية غير منحصرة فقط في التدريب على النص، ولكن شملت تدريبات حركية وعلاج بالدراما، وتزامن مع كل هذا الاستعداد الكامل للتصوير. أمضيت وقتا طويلا في التحضير مع مساعديني للتجربة الجديدة علينا جميعا. كنا نعرف كل شيء عن مواقع التصوير وخططنا لجميع المشاهد وكيف سيتم التعامل معها على مستوى الإخراج،

وسبق التصوير أيضاً نقاشات مع مهندس الصوت ومصممة الحركة. كنا على أهبة الاستعداد ولكن هذا لم يمنع أن نشعر جميعا بثقل المهمة التي كنا بصددها.

*كم استغرقت فترة الإعداد؟

- لقد عملنا لمدة ٦ أسابيع شبه متواصلة سبقها 6 شهور من التحضير. الصعوبة الحقيقية هي أنه كان عليّ فعليا أن أدير كل هذه المنظومة الضخمة، ولم أكن فقط مسؤولة عن الإخراج ولكن أيضا عن التنسيق الفني من ملابس وديكور وعن أوجه بعينها من العملية الإنتاجية. لن أدعي أنه كان أمراً يسيراً، ولكن ما جعله محتملا أنه كان بجانبي في فريق العمل أشخاصا عملت معهم من قبل، وتولدت بيننا ثقة على مدار السنين، وأخصّ بالذكر منهم عبد السلام موسى، مدير التصوير، وشريكي في الإنتاج، ومصطفى شعبان، مهندس الصوت، وميدو صادق، المسؤول عن الأكسسوار والدعم الفني في الموقع، وعلاقتي بهؤلاء تمتد لـ10 سنوات، وأشعرني وجودهم بالكثير من الثقة.

*كم كانت مدة تصوير الفيلم ؟

- التصوير استغرق 6 أسابيع متتالية في القاهرة ماعدا يوم تصوير بالفيوم.

- هل كان البحث عن أبطال للفيلم من بين الصعوبات التي واجهتك؟

- اخترت الممثلين من خلال عملية منظمة معتمدة على التصفيات واختبارات الكاميرا، وتمت هذه العملية بالتعاون مع مساعدي محمود لطفي ومنة الليثي ولم نعلن اختيار الممثلين بشكل نهائي إلا عندما شعرنا بثقة ليس فقط في كل اختيار على حدة، ولكن في التجانس بين الثلاث شخصيات. كان هذا ضرورياً لطبيعة القصة التي يطرحها الفيلم، والقائمة على احتمال نشأة صداقة بين ثلاث أجيال مختلفة، وثلاث شخصيات متباينة في الخلفية الثقافية. وفترة البروفات التي تحول فيها مكتبنا إلى منزل ثانٍ لكل الممثلين ساهمت كثيرا في خلق هذه الألفة، التي بنوا عليها العلاقات التي جسدوها أمام الكاميرا.

*كيف توصلتي لقرار منح بطولة الفيلم لـ3 فنانين من غير الأسماء المعروفة جماهيرياً؟

- هذا القرار قد اتخذته منذ اللحظة الأولي. أردت أن أخوض تجربة الإخراج كاملة، وكانت لي رؤيتي الخاصة المتعلقة بأهمية البروفات، وفترة التحضير على أداء الممثل وعلى أدائي أنا شخصيا. كنت أريد لشخصياتي أن تعيش على الشاشة ليس كما يتذكرهم الجمهور من أعمال سابقة، ولكن كالشخصيات التي يتقمصون أدوارها، ولذلك كان قرار التعامل مع وجوه غير معروفة بديهياً، وأستثني من ذلك بالطبع الفنانة منحة البطراوي، الممثلة المخضرمة، والممثلين في أدوار الشرف مثل الأستاذ زكي فطين، وعارفة عبد الرسول، وفرح يوسف.

*وماذا عن الإنتاج وشروطهم؟

- كنا محظوظين. لم نكن نخضع لشروط منتج بعينه، الفيلم أُنتج بشكل شبه مستقل، بالإضافة لمنح إنتاج عالمية وغير مشروطة من أربع جهات مختلفة، واعتمد باقي إنتاج الفيلم على التبرعات المادية والعينية والشراكة على أساس الأجر، و كنا على هذا والمستوى أحراراً في قراراتنا والتي كان يحركها في الأساس القيمة التي نريد للمتفرج أن يلمسها على الشاشة، ولضيق الموارد استغنينا عن كل ما لا يظـهر للمتفرج، وبما أنه كان فيلما دون نجوم بكل ما يتطلبه ذلك، فلقد غلبت البساطة والمساواة وعدم التكلف على كل أوجه الانتاج.

*وماذا عن التوزيع وقيوده؟

- بالنسبة للتوزيع، لم نتفق على التوزيع إلا الشهر الماضي، واخترنا الشراكة مع زاوية للتوزيع للتقارب الفكري بين تجربتنا وتجربتهم، والتي تكفل مناخ من التفاهم يحكمه احترام الفيلم وخصوصيته، قبل الاعتبارات المادية.

*هل كانت هناك أسماء أخرى للعمل قبل الاستقرار على "زهرة الصبار"؟

- "زهرة الصبار" اسم الفيلم منذ البدء في كتابته 2010، ولم أفكر للحظة في تغييره، هو معبر بشكل مختذل وبصري عما يشغلني وعما يقدمه، نقول فيه إنه لتستطيع التعايش في قاهرة اليوم لابد أن تكون صبورا مثل الصبار، وتقلص احتياجاتك، المناخ صعب، هذا لا يمنع أن يغمرك الأمل في زهرة رقيقة جميلة ومبهجة، الأمل دائما موجود.

*تردد وجود إشارات سياسية في الفيلم. ماذا عنها؟

- أنا قدمت صورة في الأساس إنسانية لحياة مجموعة من الأفراد في قاهرة اليوم. أي انتصار لوجهة نظر دون أخرى، بالضرورة له بعد سياسي وهذا هو البعد الذي يشغلني أكثر، أنا انتصر لشخصياتي ولما يمثلون، ولهذا أمارس الفن وأصنع أفلاماً.

*كيف جاء الترشيح لمهرجان دبي؟ وهل توقعتم هذا الصدى؟ 

- المهرجان دعم إنتاج الفيلم في مرحلة ما بعد التصوير، وشاهده منسق برنامجه "أنطوان خليفة"، في فترة سبقت اكتماله نهائيا، وأبدى اهتمامه بعرضه في سياق مسابقة المهر الطويل، أما عن الصدى الطيب فأنا بأمانة لم أكن أتوقع كل هذا الترحيب، والتفهم من الجمهور والنقاد على حد سواء. لقد أقدمت على هذه المغامرة، وراهنت على رغبة الجمهور لتلقي مضمون مختلف طالما تميز بالجودة والجدية ولم يخذلني، وقدرني كبار النقاد المصريين والعرب.

*هل جرى تحديد موعد لعرضه فى مصر؟

_ سيُعرض في ربيع ٢٠١٨

فيديو قد يعجبك: