لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مخرج "عندي صورة": "الكومبارس" ديكور إنسان محروم من الإبداع.. وأرشيفنا السينمائي يضيع (حوار)

04:09 م الجمعة 13 أكتوبر 2017

حوار- منى الموجي:

تصوير- محمود عبدالناصر ونسيم عبدالفتاح:

رحلة بحث طويلة خاضها للوصول لرجل حُفرت ملامحه في ذاكرته، دون أن يعرف له يومًا اسم، يشبه الوجوه التي نقابلها كل يوم في حياتنا، في المواصلات، السينما، المستشفى، والتي لا نتوقف أمامها، لكن المخرج محمد زيدان توقف أمام هذا الوجه، اعتبره رمز لحياة كل إنسان، واختار أن يكون أول فيلم وثائقي طويل في مشواره عن أقدم كومبارس في السينما "مطاوع عويس".

الفيلم الذي حمل عنوان "عندي صورة.. الفيلم رقم 1001 في حياة أقدم كومبارس في العالم"، نجح في اقتناص جائزة نجمة الجونة الذهبية، لأفضل فيلم عربي وثائقي طويل، في مهرجان الجونة السينمائي، والتي تتضمن شهادة و10 آلاف دولار، وكان لـ"مصراوي" الحوار التالي مع مخرج الفيلم محمد زيدان..

مطاوع عويس

لماذا اخترت أن يكون عملك الوثائقي الطويل الأول عن مطاوع عويس؟

شخصية مطاوع طوال الوقت موجودة في الذاكرة، وبعد أن درست سينما قررت البحث عن هذا الرجل وتقديم فيلم عن هذا الرجل، كانت لدي رغبة شخصية في معرفته والجلوس والحديث معه، ولم أكن أعرف حتى اسمه، كل ما أعرفه أنه شخص ظهر في عدد كبير من الأفلام، دون أن تذكره التترات، ووصلت بالفعل من خلال فيلم حديث كان شارك فيه لاسمه، وما إن عرفت اسمه بدأت البحث عنه، وكل المعلومات كانت تفيد بأنه رحل في 2010، فذهبت لصديقي المنتج مارك لطفي وحكيت له ما توصلت إليه، فطلب مني أن يبحث هو في الأمر، وتوصل إلى أن مطاوع عويس مازال حيًا، وتحمس مارك جدًا للعمل معي في هذا الفيلم، وبدأنا العمل.

محمد زيدان مخرج فيلم عندي صورة

صف لي أول لقاء جمعك بمطاوع عويس.. كيف استقبل فكرة أنك تريده لصناعة فيلم يتحدث عنه؟

لم يفهم فكرة أن يأت له شخص ليصنع عنه فيلم، فالفيلم بالنسبة له سيناريو يُمسك به وحوار يحفظه ليمثل، حاولت توصيل فكرة أن هذا الفيلم عنه، واستيعابه للأمر استغرق وقتًا طويلًا حتى بعد بداية التصوير، لكن الفترات التي سبقت التصوير والتي جلست خلالها معه خلقت بيننا علاقة قوية، بعد أن دخلت له من "السكة" التي يحبها، فأنا لدي شغف كبير بالسينما وتاريخها، وعندي معلومات عن الناس الذين يحبهم، فالحوار بيننا لا ينتهي، وهو ما جعله يشعر براحة، وتوطدت علاقتنا.

هل فعلًا شاهدت 2000 فيلمًا في رحلة بحثك عن مطاوع عويس؟

صورت الفيلم الأول، كنت مهتم أصور أكبر قدر ممكن في أسرع وقت، وشعرت بخوف رهيب من أن يموت فجأة، ولأنني على معرفة بالشخصية كنت متذكر بعض الأفلام التي ظهر فيها، المشكلة بالنسبة لي هي كيفية توظيف ما قاله مطاوع مع الأدوار التي ظهر فيها في الأفلام المختلفة، مثلا عندما ذهبت معه للسينما أردت أن أضع لقطة له وهو موجود في السينما في أحد الأفلام، ومن هنا جاءت الصعوبة لكن كان عندي ثقة كبيرة أن عم مطاوع قدم تقريبًا أفلام غير معدودة، وليس هناك دور في الحياة لم يقم به، وكنت أبحث في كل هذه الأفلام عن الـ15 أو الـ 30 ثانية أو بالكثير الدقيقة، التي يظهر فيها ضمن 90 دقيقة هي مدة كل فيلم تقريبًا، فكنت أشاهد الفيلم كله، والأمر كان مرهقًا جدًا في المونتاج والمونتيرة مي زايد تعبت معي جدا.

مطاوع عويس 1

ولماذا اخترت هذا العنوان الطويل لفيلمك؟

منذ المرة الأولى التي تقابلت فيها مع عم مطاوع، وإثباته في الحياة هي الصورة، فمثلًا عندما أسأله هل عمل مع فلان فيقول لي "ايوه اشتغلت مش مصدقني صورتي معاه أهه"، كرر هذه الجملة كثيرًا، فشعرت أن الصورة أهم شيء في الدينا، فقررت أن أطلق على الفيلم "عندي صورة"، وبعد التصوير وأثناء المونتاج وجدت أن فكرة "عندي صورة" جزء صغير من الموضوع وليست الموضوع كله، قررت أضع عنوان فرعي أسفل "عندي صورة" وهو "الفيلم رقم 1001 في حياة أقدم كومبارس في العالم"، لأن عندما سألته قدمت كم فيلم؟، كان يرد بطريقة قد يعتقد البعض  أن بها شيء من المبالغة، لكن هو لا يعرف العدد الحقيقي فعلًا، وفي نفس الوقت شارك في مئات الأفلام، فاعتبرت أنه فيلمه رقم 1001.

مخرج فيلم عندي صورة

وكم استغرق تنفيذ الفيلم؟

تصوير الفيلم تم تقريبًا في 20 يومًا، والمونتاج استغرق 3 سنوات، وهي مدة كبيرة جدًا لأنني وجدت بعد انتهاء التصوير أن هناك خطوط كثيرة من الممكن السير فيها، وتطويرها بإضافة أشياء وحذف النقاط الضعيفة، التي ربما نكتشف قوتها في محل آخر فنعيدها ثانيةً، وهذه مشكلة الفيلم الوثائقي، مع تنفيذه نكتشف أشياء لم تكن في الحسبان، مثلما حدث في الفيلم بظهور مساعد المخرج كمال الحمصاني، شيء حقيقي صعب جدا، خاصة وأننا لم يكن معنا إمكانيات.

وما هي أبرز الصعوبات التي واجهتها أثناء صناعة الفيلم؟

اكتشفنا بعد انتهاء الفيلم أن 90% من الصوت "بايظ"، فقمنا بأصعب حاجة ممكن القيام بها، في أي فيلم ولا اعتقد أن هذه التجربة تمت في أي فيلم تسجيلي من قبل، وقام بها مهندس الصوت مايكل فوزي، وهي عمل دوبلاج لكل الكلام الموجود في الفيلم، يعيدون قوله مرة ثانية، أمر في منتهى الصعوبة أن تطلب من أناس كبار في السن إعادة الكلام بشكل تلقائي وبنفس الأداء، ظننت أن تنفيذ الأمر أقرب للمستحيل، لكن مايكل نجح وتحمل الكثير.

من بين حكايات مطاوع عويس هل استبعدت شيء؟

"كتير"، التاريخ التحتي للسينما يُقال بشكلين، شكل رسمي وغير رسمي. فكرة التاريخ نفسها مزعجة لديكِ تفصيلة وآخر لديه تفصيلة أخرى حول نفس الموضوع، وهناك تاريخ يُقال بين قوسين، أشبة بفكرة النميمة، حقيقي مهم لكن لا يُحفظ، دائما الكلام الرسمي هو الذي يُحفظ، مثل تاريخ ميلاده ووفاته وأعماله، تصرفاته في اللوكيشن أحيانًا، فيه قصص ظهرت وأخرى تم استبعادها من هذا المنطلق، وكذلك من كمال الحمصاني وهو كان مساعد مخرج كبير.

جوائز الجونة السينمائي (6)

ذكرت في الفيلم أن الكومبارس ديكور إنسان محروم من الإبداع.. هل كان مطاوع عويس يشعر أنه حُرم من الإبداع؟

على العكس، وبالنسبة لي كانت القوة في فكرة اختيار عم مطاوع نفسه، لأنه يمثل الشخص العادي، يقدم أدواره في صمت، أحيانا لا نقف مع أنفسنا ولا نرى موقعنا، وإذا كنا نتطور أم لا، فكان هو الشخص الأمثل الذي من الممكن أن يمثل الشخص المهمش، "يأكل، يتحرك" بدون وجود مساحة للإبداع، والكومبارس يتم التعامل معه في العمل الفني على أنه ديكور إنسان.

الفيلم ضم لقطة نادرة للفنان بشارة واكيم.. من أين حصلت عليها؟

هذه اللقطة من فيلم "برسوم يبحث عن وظيفة" إخراج محمد بيومي، متاح لكن بكواليتي ضعيفة، وفي مصر ليس لدينا أرشيف سينما تقريبًا، وهي قضية يجب أن تُثار، "طلع عيني عشان أجيب أفلام بدون لوجوهات، لازم نجمع الأفلام ونجمع النيجاتيف اللي مع الناس، الأرشيف بيضيع ومالوش أي وجود، والجودة بتاعت الأفلام ضعيفة لأقصى درجة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان