إعلان

هل تنسى ذكريات وآلام الحرب بـ"استراحة قصيرة"؟

10:46 م الجمعة 18 نوفمبر 2016

فيلم استراحة قصيرة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

يمر الجنود أهوال ومصاعب في الحرب لا يمكن تصورها، فبجانب القتال الضاري يشهدون مقتل زملائهم واصدقائهم على أيدي الأعداء، وفي كل لحظة يتساءلون هل حان الآن وقت الفراق؟.

يستعرض فيلم "استراحة قصيرة" أو "the stopover" الفرنسي اليوناني للمخرجتين الفرنسيتين موريال ودلفاين كولين، مجموعة من اللحظات لجنود شباب عائدين من قتال استمر ستة أشهر في أفغانستان، وقبل الذهاب للوطن يسافرون لإحدى الجزر اليونانية، التي يصفونها بـ"الجنة" للحصول على بعض الراحة، ويخضعون لجلسات "إفاضة" أو "فضفضة" لإزاحة الهموم عن صدورهم، ومساعدتهم على تخفيف الضغوط ومساعدتهم على سهولة الاندماج داخل المجتمع.

1

لا يوجد في الفيلم بطل رئيسي يقود الأحداث، فالمجموعة بالكامل هي البطل كل منهم لديه قصة ما، ولديهم العديد من المشاكل، أحدهم فقد حيوانه الأليف، والآخر رأى زميله يموت مكانه فأصابه الشعور بالذنب، والفتاتان الأكثر ظهورا في الفيلم "أرورا"، و"مارين" وهما صديقتان منذ الطفولة وقررا الذهاب معا إلى الجيش لأنهما لم يجدا فرصة للعمل في مسقط رأسيهما في "بريتاني"، ولكل منهما شخصية تختلف تماما عن الأخرى.

سيطر العنف والغضب على جميع أبطال الفيلم، وظهر ذلك في مزاحهم معا، وفي طريقة كلامهم، مثلا ذلك المشهد الذي يسبحون فيه جميعا ويحاول قائدهم إغراق مجند لإفصاحه عن معلومات قد تؤثر على علاقة الكتيبة ببعض، ومشهد آخر يلعب فيه جنديان مصارعة فتتحول لمشاجرة كادت تقتل أحدهم.

2

بجانب القسوة في التعامل مع الآخرين، يبحث الجنود عن أعداء، دائما يحاولون صب غضبهم على الغير، إذ قام أحدهم باغتصاب صديقته، وهجم آخر على جندية وأكد لهم أن النساء لا يستطعن القتال وليس لديهن ما يؤهلهن للمشاركة في الحرب.

خلى الفيلم من الموسيقى التصويرية، فلا يوجد مشهد واحد صاحبه صوت آلة موسيقية، أو معزوفة ما، وربما لأن النغمات الموسيقي لا تتناسب مع قسوة ذكريات الجنود، ولا تستطيع التعبير عن مشاعرهم التي تدفعهم للعنف والعدوانية، واستبدل صنّاعه الموسيقى المصاحبة بأصوات طبيعية مثل صوت موجات البحر، وأصوات الحيوانات، والرياح.

إلا أنه امتلأ بالمشاهد التعبيرية، مثلا ذلك المشهد الذي وضعت فيه إحدى بطلات حشرة داخل الزجاجة وظلت تنظر إليها وكأنها ترى نفسها حبيسة داخل الذكريات رغم معافرتها للخروج، واتخاذ صديقتها لثعبان كحيوان أليف ينام بجانبها ويتحرك بشكل طبيعي داخل الغرفة، لكنها في النهاية تطلق سراحه وكأنها تحاول البدء من جديد.

3

حارب أكثر من 70 ألف جندي فرنسي في أفغانستان، ويعتبر هذا العدد هو الأكبر في السنوات الأخيرة الماضية، وقُتل منهم عدد ضخم وأصيب آخرين بجروح بالغة، وخلال أحداث الفيلم ردد أبطاله بعض الجمل التي تؤكد أنهم خدعوا قبل الانضمام للجيش، وأنهم صُور لهم ما لم يجدوه، واكتشفوا في النهاية أنهم أدوات في يد القادة يستخدموها لتحقيق أهدافهم.

يشارك الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي، وعُرض أيضا في الدورة السابقة لمهرجان كان السينمائي الدولي، ويقوم ببطولته سوكو، آريان لابيد، جينجر رومان، كريم ليكلو.

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان