لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ناهد شريف.. المثيرة للجدل ''حية وميتة'' - (بروفايل)

06:58 ص الأحد 05 أبريل 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- منى الموجي:

بدايات بريئة، جعلت الجمهور يعشق تلك الفتاة السمراء المظلومة والمقهورة دائما، التي يخدعها البطل، ويتركها تواجه مصيرها، ثم اختلفت طبيعة أدوارها لتقدم دور الفتاة العاقلة صديقة البطلة في ''الثلاثة يحبونها''، أو الطالبة الفقيرة والطموحة التي ترفض أن يسيطر عليها رجل أي رجل، لتأتي مرحلة ثالثة في مشوارها الفني القصير وتقلب حياتها لجحيم، فتبدلت صورة ناهد شريف من فتاة بريئة لامرأة مثيرة للجدل، اشتهرت بأدوار الإغراء، والأفلام الجريئة.

ولدت سميحة زكي النيال في يناير عام 1942، قاست منذ طفولتها كثيرا، فمع رحيل الأم اختفت الفرحة والابتسامة، وحل بدلا عنها إلى جانب شعور اليتم، حزم وصرامة والدها ضابط الشرطة، الذي كان يخشى على فتاته الصغيرة، فمنع خروجها من المنزل، إلا انه غمرها بحبه فشعرت بطيبته وحبه لها، لكنه رحل هو الآخر، لتعاني مرارة اليتم والحرمان بفقدان الأم والأب، وعمرها لم يتجاوز بعد 14 سنة.

قاضي الغرام

بات أمل الطفلة الوحيد أن تحقق حلمها في ان تصبح مطربة مشهورة، فاختارت لنفسها اسم ناهد شريف، وجاءت البداية بعدما تعرف عليها مدير التصوير وحيد فريد، فقدمها للفنان عبدالسلام النابلسي الذي اختار أن يجعل منها ممثلة لا مطربة فمنحها دور صغير في فيلم ''قاضي الغرام''، في نهاية الخمسينات، ثم شاركت في فيلم ''حبيب حياتي''.

رغبت ناهد في أن ترسم لنفسها في عالم الفن طريق لا تحيد عنه، فرفضت أن تقدم أدوار الإغراء، وعرف عنها المخرجون ذلك، وامتنعوا عن اسناد الأدوار لها، حتى جاءتها فرصة المشاركة مع فتي أحلامها النجم كمال الشناوي في فيلمه مع الفنانة إيمان ''تحت سماء المدينة'' في 1959، وكان الفيلم من إخراج حسين حلمي المهندس.

زواج سري

اعجب المهندس بناهد، وعرض عليها الزواج، ورغم فارق السن قبلت ناهد، أملا في أن تحقق هذه الزيجة حلمها في الشهرة والنجومية، واستمر التعاون بينهما حتى اسند لها دور البطولة في فيلم ''عاصفة من الحب'' أمام الفنان صلاح ذو الفقار، ولكنها انفصلت عنه، لترتبط بعدها بفترة قصيرة بزواج سري من فتى الشاشة الأول كمال الشناوي، لأنه كان متزوجا في ذلك الوقت من أخرى.

وعشقت ناهد زوجها الثاني، ولم تهتم في البداية بكونها زوجة في الظل، يقسم زوجها حياته بينها وبين امرأة أخرى، لكن مع مرور الوقت لم يعد يرضيها هذا الوضع، وضاقت بهذه الحياة، فطلبت إما إعلان الزواج أو الانفصال، فوقع الطلاق بينهما بعد زواج دام ست سنوات.

قدمت ناهد مع كمال عدد كبير من الأفلام كانت البداية من خلال فيلم ''تحت سماء المدينة''، ولحق به فيلم ''نساء الليل''، ''الوديعة''، ''بيت الطالبات''، ''زوجة ليوم واحد''، و''تنابلة السلطان''.

ذئاب لا تأكل اللحم

ارتبطت ناهد في أذهان الجمهور كممثلة لأدوار الإغراء، بعد تقديمها لفيلم'' ذئاب لا تأكل اللحم''، في الفترة التي اتجه فيها عدد كبير من الممثلين والممثلات بعد توقف صناعة السينما في مصر عقب هزيمة 1967، للمشاركة في الأفلام اللبنانية التي عُرفت بجرأتها، ولكن الجمهور دائما ما يتذكر ناهد دون ذكر غيرها من النجمات والنجوم، ممن شاركوا في هذه الأفلام، فلم يغفر لها دورها في الفيلم، بعد ان ظهرت في مشهد أكد مخرج الفيلم أنها تعرت فيه تماما بإرادتها، فشعرت ناهد بالظلم وتحامل الجمهور عليها.

وكما تجاوزت صناعة السينما في مصر أزمتها، استطاعت ناهد تخطي الأزمة ولو ظاهريا، فقدمت بعد ذلك مجموعة من أهم أعمالها في السينما المصرية منها ''انتبهوا ايها السادة، العمر لحظة، الحب وحده لا يكفي، ومضى قطار العمر''.

مرض وانكسار

رغم طلاقها من كمال الشناوي وانقطاع الصلة بينهما تماما، إلا ان ناهد عندما اضطرت لطلب يد العون من أحد لم تلجأ سوى له، فاتصلت به بعد اصابتها بمرض السرطان، وأكدت له أن علاجها يحتاج السفر إلى الخارج لكنها لا تستطيع، فأخذ الشناوي أوراقها، ليتمكن من الحصول على قرار علاجها على نفقة الدولة.

ذهب كمال لمكتب رئيس الوزراء، والذي وافق أن تتحمل الدولة تكاليف العلاج، فسافرت ناهد السويد، ونجحت العملية وعادت للقاهرة لتمارس حياتها بصورة طبيعية متناسية المرض ومضاعفاته واهمية متابعة حالتها الصحية، فتدهورت صحتها.

داهمت الخلايا السرطانية من جديد جسد ناهد، بعد أن بات ضعيفا غير قادر على المقاومة، في ظل غياب زوجها اللبناني الثالث إدوارد، والذي انجبت منه طفلتها الوحيدة، وعندما اضطرت للسفر إلى لندن لإجراء عملية جديدة، ارسلت في طلبه ليكون إلى جوارها وجوار ابنته، لكنه جاء ليستغل مرضها، ويحصل على مساعدات من الأثرياء العرب بحجة علاج ناهد، واكتشفت ناهد الأمر وسعت للطلاق منه بمساعدة السفارة المصرية في لندن.

نصحها الأطباء بعد نجاح العملية الثانية بالسفر إلى القاهرة في رحلة قصيرة، علها تعود لاستكمال علاجها وحالتها النفسية أفضل حالا، لكنها عادت لتسلم الروح لبارئها، وعمرها لا يتجاوز الأربعين عام، في ابريل عام 1981.

فيديو قد يعجبك: