من فيروز لفاتن حمامة وسعاد حسني.. كيف يتدخل الآباء في صناعة موهبة الأبناء؟

كتبت- منى الموجي:

كان ولازال الفن، مجال لا يتمنى كثيرون لابناءهم الانتماء إليه، فيقفون أمام تحقيق أحلامهم، خاصة إذا كانوا بنات، نتيجة نظرة المجتمع السلبية للمنتمين للوسط الفني خاصة في القدم، فحتى المحاكم كانت ترفض الأخذ بشهادتهم، لكن في المقابل هناك عدد من النماذج وقفوا إلى جوار بناتهم، وكانوا سندا لهن في بداية المشوار، فساهموا في صنع نجوميتهن ومن بين هذه النماذج..

كوكب الشرق

تمنى أن يكون ابنه هو خليفته في عالم الإنشاد، لكنه عندما اكتشف موهبة فتاته الصغيرة لم يقتلها، فهو نموذج متفرد لأب شرقي عاش في الريف المصري، يحافظ على العادات والتقاليد، دون أن يقضي على موهبة ابنته، هو الشيخ إبراهيم البلتاجي والد كوكب الشرق أم كلثوم.

وقوف الشيخ إبراهيم إلى جوار موهبة أم كلثوم، مضرب للأمثال، فطبيعة هذا الزمان كانت تحتم على الفتاة خاصة في الريف أن تظل قابعة في المنزل وإن خرجت فتخرج لأعمال الحقل برفقة العديد من البنات، لكن أن يصحبها والدها لتغني طفلة، فمراهقة ثم شابة كان أمر مستغربا في بداية الأمر، لذلك حاول الأب أن يخفي ملامح جسد ابنته عن العيون من خلال ارتداءها لملابس الرجال.

استمع الشيخ ابراهيم لنصيحة الشيخ أبو العلا محمد والشيخ زكريا أحمد، وجاء وأسرته إلى القاهرة، تاركا كل شيء خلفه، ليحقق لابنته حلما طالما راودها، وليكون شريك أساسي لا ينكر فضله أحد في أن تصبح أم كلثوم حتى يومنا هذا ملكة متوجة على عرش الغناء، لن تستطع أي مطربة أخرى أن تملأ فراغ تركته برحيلها.

سيدة الشاشة

لم يرفض أن تشارك طفلته البريئة في السينما، وعمرها لا يتجاوز بعد التسع سنوات، بعد أن لاحظ شقاوتها وموهبتها وخفة ظلها، فوافق أحمد حمامة على ظهور فاتن في فيلم ''يوم سعيد'' مع المطرب محمد عبدالوهاب، وبعدها في فيلم ''رصاصة في القلب''، لتنطلق الفتاة الصغيرة بمؤازرة والدها في عالم الفن، وتصبح سيدة الشاشة العربية.

ولم يقابل حمامة بعد ذلك رغبة ابنته في الالتحاق بمعهد التمثيل بالرفض، بل شجعها، ولكن خوف الأب جعله يرافقها طوال الوقت عند ذهابها إلى الاستوديو لتصوير أفلامها.

المعجزة

ربما اعتبره البعض استغلال لموهبة طفلة، حرمها التمثيل والعمل من ان تعيش حياتها بصورة طبيعية مثل أترابها، لكن يرى آخرون أن اهتمام آرتين كالفيان بابنته ''بيروز''، كان إيمانا منه بأن ابنته تمتلك موهبة عبقرية، استحقت معها أن تُلقب بالمعجزة.

لم يقتصر دور ارتين على البحث عن وسيلة تُظهر موهبة فيروز، بل قرر بعد اشتراكها في ثلاثة أفلام مع الفنان والمنتج أنور وجدي، أن ينتج لصغيرته الأفلام على حسابه.

كما شارك أيضا آرتين في رعاية موهبة ابنته الصغرى نيللي، لتصبح أشهر من قدم فوازير رمضان في العالم العربي، حيث باتت مقترنة باسمها، ولم تنجح أخريات في وضع اسمائهن إلى جوار نيللي وشريهان.

السندريلا والصوت الملائكي

لم يكن عمله بعيدا عن الفن، فقد كان محمد حسني البابا خطاطا يجيد فن تشكيل الخطوط، فكان محبا للفن واهتم بالمواهب التي ظهرت بين أفراد أسرته، فكان ابنه عزالدين حسني عازف كمان في فرقة أم كلثوم ثم ملحنا، أم ابنته نجاة فاهتم بصوتها الملائكي منذ نعومة أظافرها وحققت شهرة واسعة بفضل اهتمامه هو وشقيقها بها، وكذلك سعاد حسني التي عرفت طريقها للإذاعة مبكرا من خلال برنامج بابا شارو، حتى أصبحت سندريلا السينما العربية.

ياسمينا

وتعد ياسمينا نموذج جديد، ينضم إلى القائمة السابقة، حيث اهتم والدها برعاية موهبتها، وتحقيق حلمها في أن تغني، فسعى معها ولم يكل، إيمانا منه بموهبة ابنته وبحقها في أن تختار الطريق الذي تريده.

رعاية ناصر العلواني لابنته ياسمينا، لم تكن بدايتها مرافقتها في لبنان للمشاركة في برنامج Arabs Got talent، وأنما بدأت وياسمينا طالبة في الصف السادس الابتدائي، عندما قام بتلبية رغبتها في الغناء وذهب بها إلى المركز الثقافي في الإسماعيلية، ثم المجيء للقاهرة بصحبتها ليستمع لها المايسترو سليم سحاب، ومازال العلواني يقف إلى جوار ابنته، ليساعدها في بلوغ أملها.