نقاد عن إلغاء الرقابة على المصنفات الفنية: بداية للتقدم والتحضر
كتبت- منى الموجي:
طالما نادى النقاد بإلغاء الرقابة على المصنفات الفنية، معتبرين أن وجود رقابة على الأعمال الفنية مسألة عفا عليها الزمن، ومطالبين بأن يحل بدلا عنها التصنيف العمري، وأن يكون المبدع حر في طرح فكرته بالطريقة التي يرتأيها دون أي تدخلات وتعسف من قبل الرقابة، ومؤخرا صرح رئيس الرقابة على المصنفات الفنية الدكتور عبد الستار فتحي أن بداية من شهر إبريل لن يتم حذف أي مشاهد من الأفلام العربية والأجنبية التي تعرض في دور السينما، وستقتصر الرقابة على أفلام البورنو الصريحة، وتلك التي تدعو للإلحاد أو الشرك بالله، أما الأفلام الأخرى التي تحتوي على مشاهد جنسية تدور في سياق الدراما أو تلك التي تضم قبلات وما إلى ذلك فلن يتم حذفها.
''مصراوي'' استطلع آراء النقاد حول تصريحات رئيس الرقابة على المصنفات الفنية.
العبرة بالنهاية
أكد الناقد الفني كمال رمزي أن هذا القرار كان يجب أن يتم العمل به من قبل، مثنيا على القرار وأنه بداية لتقدم الرقابة وتحضرها بدلا من ''تخلفها'' على حد تعبيره، لافتا إلى أهمية أن يكون جهاز الرقابة هو الجهة الوحيدة المنوط بها التصريح للأفلام، دون تدخل أي مسئول آخر حتى لا يتقرر ما فعله رئيس الوزراء إبراهيم محلب من منع عرض فيلم ''حلاوة روح'' بقرار وزاري.
وأشار رمزي إلى أن الرقابة في حد ذاتها شيء عفا عليه الزمن، في ظل وسائل الاتصال الحديثة التي حطمت تماما فكرة الرقابة، معتبرا قرار الرقابة بالخطوة الجيدة ''ولكن العبرة في النهاية''.
وحول فكرة استثناء أفلام البورنو الصريحة أو الأفلام التي تناقش فكرة الإلحاد أو الشرك بالله من القرار، قال رمزي ''اتحدى أي شخص يقول لي أن هناك فيلم مصري يدعو للإلحاد أو للشرك بالله''، مضيفا ''أخشى أن أي جملة تُقال في فيلم يتم تأويلها على أنها شرك بالله، لأن المسائل كانت وصلت بالتخلف إلى حذف كلمة من أغنية عبد الحليم حافظ والتي يقول فيها قدر أحمق الخطا، وقالوا لا القدر بتاع ربنا محدش يقول عليه أحمق''، معتبرا أن الجملة مطاطة.
وعن قدرة الرقابة على التحكم فيمن سيدخلون لمشاهدة الأفلام التي تحمل تصنيف عمري، أكد رمزي أن في فترة من الفترات كان فيه تحكم في الشريحة التي تدخل لمشاهدة أفلام الرعب، ويكون يتم فيها الالتزام بالتصنيف العمري.
تحفظ
وتقول الكاتبة والناقدة ماجدة خير الله ''إذا تم تطبيق هذه القرارات فهذا أمر جيد، وسيكون وصلنا إلى ما وصل إليه العالم من سنين، وهو أن من حق المبدع أن يقدم أفلامه بالشكل الذي يرتأيه، والمواطن أيضا من حقه أن يدخل الفيلم أو لا يدخله حسب سنه وعقليته''.
وتحفظت ماجدة على وجود جملة ''فيما عدا تلك التي تدعو للشرك بالله أو الإلحاد''، مؤكدة أن في مصر لن يجرؤ أحد على تقديم أفلام بورنو صريحة، حتى هذه الأفلام في العالم لم تعد موجودة، معتبرة أن هذه الجملة مطاطة وتسمح بتدخل الرقابة في الأفلام التي تطرح أفكارا جريئة، مشيرة إلى أن عدد كبير من الأفلام المُرشحة للأوسكار كان أبطالها يقدمون شخصيات ملحدين ولا يؤمنون بوجود الله، لو طبقنا هذا يبقى أحنا بنهزر.
واضافت ماجدة ''ليس معنى وجود قاتل في الفيلم أنها دعوة للقتل، أو وجود منحرف انها دعوة للإنحراف، إذن ففكرة وجود ملحد لا يؤمن بوجود الله لا تعتبر دعوة للإلحاد''.
واختتمت حديثها لـ ''مصراوي'' قائلة ''لا تقدر الرقابة على تحديد وتصنيف ماهية الأفكار التي تدعو للإلحاد''، مشددة على أن الاستثناءات مفتاح للتدخل، فالتصنيف العمري كافٍ.
القبلة السينمائية
وتعليقا على قرار الرقابة، قال الناقد الفني نادر عدلي ''بداية أرى أن السينما المصرية لا تحتوي على مشاهد جنسية، لكنها قد تضم إيحاءات أو ألفاظ سوقية، لكن الممثلات المصريات محافظات جدا، فلا توجد سينما جنسية في مصر بالمعنى الدقيق، لكن هناك حالة رأي عام لإدانة السينما المصرية أيا كان شكلها وهو ما يثير اللغط في الشارع''.
وأضاف نادر ''بالنسبة لقرار تصنيف الأفلام عمريا، هذا أمر نطالب به منذ أكثر من خمس سنوات وكل سينمات العالم تتبع هذا التصنيف، فليس هناك جديد في كلام الرقابة، لكن كان واضح ان الرقابة المصرية أعجز من أن تقوم بتحقيق هذا الأمر، ربما لعدم وجود موظفين كافيين لديها لمتابعة الأفلام في صالات العرض''.
متابعا ''فالفيلم عندما كان يُصنف على انه للكبار فقط نجد جمهور كبير اقل من سن 18 سنة يدخلون الفيلم، والصالات لا تمانع حتى تبيع أكبر قدر من التذاكر، واتمنى أن تكون الرقابة قادرة على تنفيذ ذلك، فلن يرفض لكن دون التمحك في وجود أفلام جنسية وكذا، فنحن لا نمتلك في مصر أصلا ما يسمى بالأفلام جنسية''.
وأشار نادر إلى أن القبلة لا تعد مشهد جنسي، وأن عدد كبير من الممثلات ترفضن القبلة ويعتبرونها قلة ادب، وهو ناتج عن تأثير التيارات الإخوانية والسلفية على السينما المصرية، مضيفا ''ولو عدنا بالزمن إلى السينما التي نقول عليها جميلة ومحافظة سنجد أن لا توجد نجمة مصرية محترمة لم تُقبل في الأفلام ومنهن فاتن حمامة، هند رستم، شادية، مديحة يسري، فجميعا أفلامهم كان فيها قبلات والفيلم المصري كان ينتهي بالقبلة الشهيرة في زواج البطل والبطلة، فهل ما يقصده رئيس الرقابة اليوم القبلة السينمائية فهل أصبح سلفي هو أيضا إلى هذه الدرجة''.
واختتم حديثه لـ ''مصراوي''، مشيرا إلى أن الحكم النهائي في مسألة أفلام الإلحاد تتوقف على المعالجة نفسها، ومشددا على أنه لا يوجد منتج سيُقدم على إنتاج فيلم يكلفه 5 أو 10 مليون جنيه ليدعو من خلاله للإلحاد، فهي فكرة قد تجد صداها على ''فيسبوك''، وليس في السينما، لأن حتى لو تقبلتها الرقابة فلن يتقبلها الجمهور، وفقا لقوله.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: